أخبار السودان

مرجان أحمد مرجان

بلا حدود
هنادي الصديق

تم المُراد، وتحقق حُلم الإسلاميين، وتأكد الجميع بأن الضغائن والأحقاد الناتجة عن عنجهية حكم الإنقاذ والمظالم التي اقترفها لأكثر ما يزيد من ربع قرن تركت في هذا الشعب الطيب (عاهة) مستديمة لم يعد معها يتقبل كل شيء، وإن صمت، لأن في صمته كلام!
قبل فترة قصيرة أجاز برلمان الإنقاذ الوطني التعديلات المنتظرة للدستور الدائم للبلاد وسط هتاف وتكبير وتهليل نواب وحشود لم تعرف طريق البرلمان يومًا، وأخرى هجرته لسنوات قبل أن يتم (استنفارها) مكرهة.
كل الذين هللوا وكبروا، وتحدثوا وكتبوا مؤيدين، وكل من بالغ في المدح أو شطح مثل النائب الأول السابق أو الأسبق ربما تناسوا أن من بين أسماء الله الحسنى (العدل).. وهو أفضل الحاكمين.!!
التعديلات لم تأتِ على هوى الشعب، ولم تزد الطين إلا بلَه، جلها كرست لإحكام القبضة على المواطن، وتركت السلطة المطلقة في يد رئيس الجمهورية ليعين من يشاء وكيف يشاء، مع تهميش واضح لأكبر المناصب، أي أصبح الوضع مشوُهًا أكثر من ذي قبل، رغم ابتداع منصب رئيس الوزراء الذي يراه الكثيرون (خالي صلاحيات)، إضافة إلى تعيين نواب جدد للجهاز التشريعي ليكون مجرد ترضية وتسوية سياسية لا أكثر ولا أقل، بجانب كونه إضافة أعباء مالية على خزينة الدولة رغم الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يعلمها الجميع.
توقعنا من النظام أن يكون أكثر حصافة ويتعامل بشكل مختلف خلال الفترة القادمة بعد أن فقد الأرضية التي كان يقف عليها، وهي الشعب الصابر المحتسب، بعد أن أفاق نصفه من الغيبوبة التي (أُدخل فيها) عنوة، والبعض الآخر من هول الصدمة.
توقعنا أن يتخلى قادته قليلاً عن خطاب (الجوعير) والصراخ، وأن يبتدع أساليب أخرى خلاف أساليب أركان النقاش في حرم الجامعات، ولكن خاب ظننا كالعادة، وظل الحال على ما هو عليه، بل تعداه للمزيد من العنف ومصادرة الحريات في سبيل (الكنكشة) على الكراسي، والتمتع بنعيمها.
البعض راح يؤطر لفكرة أن المرحلة القادمة هي مرحلة وحدة الإسلاميين والتي ستجعل حكمهم للسودان أسهل وأيسر من ذي قبل، وظهر ذلك في الخطاب الناعم لقادة الشعبي تارة وبرود نبرتهم تجاه التعديلات الأخيرة في الدستور تارة أخرى، ولعل حديث القيادي (عمار السجَاد)، وكمال حسن عمر إلا دليل على الهبوط الناعم الذي توقعه الشارع السوداني قبل أن ينقلبوا على الوطني مرة أخرى ويعودوا لـ(مربع واحد).
خلاصة القول، التعديلات الدستورية الأخيرة و(المقبلة)، عبرت بوضوح عن ما سيؤول إليه مستقبل السودان، وتؤكد على العتمة التي تنتظر شعبه بعد أن تيقن من حقيقة أن النظام يعتبر الشعب الدَ أعدائه.
وأثبتت التعديلات غير الموفقة خاصة في منصب رئيس الجمهورية أن السودان موعود برئيس على وزن (مرجان أحمد مرجان).
الأحداث الأخيرة، وقبلها عصيان 27 نوفمبر و19 ديسمبر، توقع الجميع أن تجعل المعارضة بكافة أشكالها، تعيد ترتيب صفوفها واستغلال حالة التخبط التي يعيشها النظام مع ازدياد حالة الضيق و(نشاف الريق) التي تعاني منها الحكومة، ممثلة في ضائقة الوقود والغاز وارتفاع الأسعار بشكل عام وغيرها من مظاهر الوهن التي أضحت السمة الرئيسية للنظام، والعمل بجدية وباتخاذ أساليب جديدة غير معلومة لإبعاد هذا النظام قدر المستطاع وبهدوء دون خسائر.
والكرة الآن في ملعب الشعب والمعارضة معًا.!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الدستور الدائم (الدايم الله)عندنا في السودان الدستور مثل جلد الدبيب بتغير كل مرة. كم مرة عايشنا الدستور الدائم وبعد قليل من الزمن نسمع اعادة كتابة الدستور . انا اقترح حذف كلمة الدائم على ان يسمى (دستور السودان) فقط> لانه لا شئ في هذه الحياة له ديمومة والا اننا نغالط نواميس السماء. وبحذف هذه الكلمة (الدائم) يكون شوية في تحسن في السمع وانتباهه والقبطة. اليوم البلاد تعاني من الترهل المؤسسي (وزارات ولايات مؤسسات مجالس تنفيذية وتشريعية ومحليات وغيرها)يتبع ذلك ترهل وظيفي وخدماتي . هل في هذا التوقيت يتم تفصيل الدستور عليها ام هي التي تفصل على الدستور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. الدستور الدائم (الدايم الله)عندنا في السودان الدستور مثل جلد الدبيب بتغير كل مرة. كم مرة عايشنا الدستور الدائم وبعد قليل من الزمن نسمع اعادة كتابة الدستور . انا اقترح حذف كلمة الدائم على ان يسمى (دستور السودان) فقط> لانه لا شئ في هذه الحياة له ديمومة والا اننا نغالط نواميس السماء. وبحذف هذه الكلمة (الدائم) يكون شوية في تحسن في السمع وانتباهه والقبطة. اليوم البلاد تعاني من الترهل المؤسسي (وزارات ولايات مؤسسات مجالس تنفيذية وتشريعية ومحليات وغيرها)يتبع ذلك ترهل وظيفي وخدماتي . هل في هذا التوقيت يتم تفصيل الدستور عليها ام هي التي تفصل على الدستور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..