ياشيخ انت لعبتها صاح..!ا

تراســـيم..

ياشيخ انت لعبتها صاح..!!

عبد الباقي الظافر

مفاجأة لم يحتملها الجمهور..وزير الدفاع يحرز هدفاً في مرماه..الهدف كان في وقت حرج..الجمهور يقذف الملعب بالحجارة..الكابتن يخرج محروساً بالشرطة ..الكلمات النابية كانت تصل إلى مسامعه..الشعارات التي ترجو منه أن يترك الفريق ويمضي كانت منتشرة في كل مكان..وحده الذي كان لا يراها. الكوتش لم يحتمل المنظر..النجم المحبوب يتم تهريبه إلى خارج الملعب..دمعات تطفر على خد الرجل العجوز..هو نفسه ضحية الزمن ..كان مدرباً لا يشق له غبار..ولكن تصاريف الأيام جعلته يكتفي بالجلوس في المقصورة كسائر عباد الله المتفرجين. تحت وابل العنف غادر الكوتش مكانه..كان هادئاً والحرب مشتعلة..ليس له ما يخسره في مدخل العقد السابع..تضايق قليلاً من الغاز المسيل للدموع..تألمت أنفه ولم تسل عيناه ..كأنما المآقي جفت من الدموع ..أصابه الحزن عندما رأى الكابتن محشوراً في سيارة الشرطة..كان اللاعب الفنان مثل الفأر الذي حاصره قط في زاوية ضيقة..ضابط عظيم يحاول أن التوسط بين النجم والجماهير..اقترب الكوتش من الضابط ..ترجاه أن يسمح له بمكالمة الكابتن..الضابط دون أن يكترث صده بعنف قائلاً “يا حاج هو الكابتن قادر يكلم نفسو”. أخيراً تمكنت سيارة الشرطة من انقاذ النجم المغضوب عليه ..الكوتش تمكن من استراق نظرة ..لوح بيده للنجم المزنوق..ولكن الإشارة الودية لم تجد مكاناً في مناخ الثورة العاتي. مضي الكوتش إلى الخارج ..للأسف ليست هنالك مواصلات بعد ثورة الجمهور..مضي الرجل بخطى متثاقلة في الشارع العام..كان يقف قليلاً ريثما يلتقط أنفاسه ..ذاكرته شغلت بالكابتن..تذكر يوم اكتشف الكابتن كان شبلاً صغيراً يلعب كرة القدم في أطراف المدينة..بعد أن رأه مثنى وثلاث أخذه الى النادي ذات مساء..أخبر (الريس) إن هذا الفتي سيكون له شأن في عالم المستديرة..لم يصدقه أحد ..فقد كان الفتي يافعاً ..حجمه الصغير لا يؤهله لعراك الميادين. بعد جدال سمح للفتى الصغير أن يشارك في تمرين الفريق ..من اللمسة الأولى تأكد للحضور أن الفتي سيكون إضافة جديدة للساحة الرياضية..ومن ذاك التمرين حجز الفتي مقعده في التشكيلة..كان يمضي مباشرة إلى قلوب الناس..صار قائداً للفريق ..أصبحت صورته وشاحاً يباع في الأسواق..واسمه هتافاً تردده الجماهير في الطرقات. الكوتش في حصار الذكريات تتوقف أمامه عربة فارهة.. يلتفت الرياضي المخضرم إلى الوراء يبحث عن شخص آخر ربما توقفت لأجله السيارة الفارهة..في حيرته يسمع صوتاً يناديه بأحب الألقاب “يا كوتش “.. تنفرج أسارير المدرب العجوز ..أخيراً وجد رجلاً في المدينة يتذكر مجده الباذخ ..مضي مهرولاً الى حيث المنادي. ألقى الكوتش جسده المتهالك على الفراء الوثير..هواء السيارة المنعش رد له بعض حيويته..صاحب السيارة الذي بدأ شيخاً مترفاً يسأل ضيفه “ماعرفتني؟”..الكوتش يحدق يغمض عينه ثم يفركهما ثم يجيب “لا والله لكن شكلك ماغريب علي”..بعيد برهة يتذكر الكوتش الذي أكرمه بفضل الظهرهو حسن الفكي..الفكي الذي كان مسئولاً عن الدعوات الصالحات والبخرات غير الصالحات. صورة الكابتن المحاصر لم تغب عن ذاكرة الكوتش ..فجأة يقرر الكوتش الترجل من العربة الأنيقة ويودع الفكي بعبارة “والله ياشيخ أنت لعبتها صاح”.

التيار

تعليق واحد

  1. يالظافر ياأخوي البلد دي ماماشى بالفقرا لو مامصدقني أسأل ناس هناي الكانوا وين وبقو وين عاش محنك ياوطن

  2. كل ما اقراء الخرابيط بتاعت الظافر دي طوالي بشتهي سلطة الزبادي وشوربه العدس…. وخصمتك بالذي خلقك سيب اللولوة البتسوي فيها دي وقول بركاتك يا شيخ انا جاييك عديل لكن حكايه جيوبكم مع البشير وقلوبكم مع حسن دي ما جايبة حقها…يا ابيض يا اسود…عشان نحن خلاص حسمنا امرنا طرة ولا كتابه كلو ما بينفع معانا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..