مقالات وآراء

تلاميذنا : والسقوط من حصان عنترة .. وحمار  جحا ..؟؟

حمد مدنى حمد
ضرب الجرس .. انطلق التلاميذ يتسابقون كاسراب الطيور .. كالبلابل كالعصافير يرفرفون .. وقف الجميع فى طابور الصباح .. صفا .. انتباه .. نشيد الوطن .. نحن جند الله جند الوطن نشترى المجد باغلى ثمن (وقد ذكر الصديق احمد موسى انه كانوا يرددون : نشترى النجدة (عربة النجدة) – باغلى ثمن ) .. ؟؟ ثم الدخول الى الصفوف لتلقى العلم والمعرفة .. ؟؟ كانت المدرسة .. وما ابعدها من مدرسة لدى البعض .. ؟؟ صرح كان من المفترض ان يكون منارا للعلم وللمعرفة يقبلون عليها بشقف وارادة لكنهم يتسابقون للخروج باحمال ينوء بحملها الجبال اكداس من كتب تهد ظهورهم الطرية قيد التشكيل تلويها وتحنيها نظرية الخال فيثاغورس وعمنا ابن الهيثم حكيم العيون
واخونا جابر الذى لم
يترك عنصرا من الفلزات بكرا الا وقام وقام بتفكيكه وانتهاك خصوصيته .. ؟؟
اوزان بحور الشعر .. ابيات وقصائد فيها الكثير من المبالغة .. عمنا المتنبئ
سيد الشعراء (قتيب لسانه) الذى فتك به فاتك  الاسد بعد ان تناول سيرة امه ما هى الحكمة المرجوةهنا لتدريسها لطالب قد تخصص فى فرع العلمى احياء او رياضيات .. ؟؟ والمصيبة الاكبر من هذا رواية جعل اخونا كافور الاخشيدى اشد بياضا من(سنو وايت) اتذكرونها .. ؟؟ و بقدرة قادر تم ذمه فاصبح فى سواد الفحم وعبد من مناكيد لا يقيمه الا سوط العنج حملوه راسه بيديه لما اقترفه لسانه ووضعوها امام التلاميذ هنا فى المدرسة .. لماذا .. ؟؟ ولا ننسى ابن عمنا عنتر بن شداد وحصانه وما دخلى به وباوصافه وماذا يهمنى ان كان حصان المتنبئ  يكر او يفر كجلمود صخر قادم من فوق والا من اى اتجاه فهو حر .. ؟؟ رهين المحبسين ابو العلاء المعرى .. جحيم دانتى .. ؟؟ اغبى غريق فى التاريخ (فرعون ذى الاوتاد) .. ؟؟ ادم والشجرة التى اقنعته حواء بان ياكل منها فقضم منها بل اكلا منها ويا ليتهم قضما منها قطعة صغيرة.. ؟؟ واذكر اننا دخلنا فى جدال مع معلم اللغة العربية فى الثانوى العالى بعد ان تفرع الاستاذ فى الشرح وحدثنا عن ان الجن قد نظم قصيدة فى رثاء عمر بن الخطاب فاستنكرنا ذلك وقلنا : جن وينظم شعرا .. ؟؟ واحتد الجدال فقام بطردنا من حصته فذهبنا الى الناظر لمحاولة اقناعه بان الجن لا يمكن ان ينظم شعرا فقال الناظر : يجب عليكم ان تقبلوا بما يقوله معلمكم بغض النظر عما اذا كان عقلكم يقبل او لا يقبل .. فوجدنا الناظر نفسه محتار فى ان يقف الى جانب الاستاذ او جانبنا .. الى جانب العقل والمنطق والحق ام الى جانب الخزعبلات والحشو فى المقررات الدراسية .. ؟؟
وماذا استفدنا من قصيدة البوصيرى التى يرثى بها حماره .. ؟؟ نعم يعانى الطلبة من مواضيع لا علاقة لها بالحياة المعاصرة .. او  ممكن ان تصنع انسان معاصر .. ؟؟ كان من الممكن تدريس شعر نظمته الجن فى رثاء عمر بن الخطاب من زاوية دراسة عقلية تلك الفترة من التاريخ التى كانت تجوز فيها مثل هذه الامور ولكن لا يمكن قبول مثل هذا الشعر كما ان قائليه المزعومين هم حقا قائلوه وان يكون ذلك مقبولا فى هذا العصر .. ؟؟
اصحابنا .. اولادنا طيورنا حملوهم اوزار التاريخ حلوه ومره .. ابطال عظماء علماء فقهاء شذاذ افاق سفهاء مارقين سفاحين قاطعى رؤوس حتى المخبولين و الشاذين والبلهاء منهم .. ما ذنب هذا التلميذ الصغير لنحشو دماغه بهكذا حكايات .. ؟؟ خلط وحشو .. فالتاريخ درس يجب ان يعطى
ويقدم للتلميذ عبرة
وتجارب باسلوب سهل
ومشوق .. لا مفرق
ومقرف .. فلتكن مناهج متطورة تواكب العصر تعج بالتربية اولا بالعلم بالادب بالتاريخ بالرياضة والفنون مناهج باساليب تجذبهم الى المدرسة تنمى الاحاسيس الخيرة
والاحتياجات الحقة لكل تلميذ حسب عمره دون حاجة الى الهروب الى ما يضرهم عبر مواقع التواصل .. ذلك التواصل الذى اعدم متعة القراءة
وصناعة الكتاب .. ؟؟
الرياضة الاهم حيث كان تلاميذ مدارسنا يوما ما يتنافسون على ملاعب مدارسهم بالعاب جماعية .. ؟؟ وكان طلاب الكشافة البرية باردية كاكية اللون
وقمصان بيضاء مع ربطة عنق ويقودهم مدرب حاملا عصاه بخطوات منظمة على وقع موسيقى ولا اروع منها (التحية لعثمان ساتى وعثمان تيراب وازهرى الأمين ..) .. لوحات رائعة توزع بها الجوائز برعاية كبارنا
وذلك يوم كانوا يهتمون
ويرعون ويتابعون بتدبير وتخطيط واشراف ذلك الجيل الجميل من مربين قمم شوامخ .. معلمينا
واساتذتنا رعاة التربية الحسنة وايثار النفس
والمسؤلية والوطنية .. لم يعلموهم الانانية التى تفرق ولا تجمع بل تشوه سيرة الاباء والاجداد
والعائلة والعشيرة والوطن .. ليكون الخاسر الجميع .. ؟؟
لماذا لا يكون سعينا الى التطور للحاق بدرب المميزين من الامم فى هذا العصر .. فهم الفائزون هم المميزون هم السادة الان فى كل مناحى الحياة .. ؟؟ من يمسكون بزمام التربية والتعيلم فى السودان هم الذين يقع عليهم اللوم والمسؤلية لاساليبهم التى تعتمد على الحفظ ة التلقين و بدون اقتناع الطلالب بما يقراون .. ؟؟ فما معنى ان يحصل احدهم على نسبة 98% فى امتحان الشهادة السودانية و لا نرى اى تاثير لهذه العبقرية الفذة فى مجال العلوم
والابحاث والاختراع ولا اى انجاز لهكذا نسبة عالية ولا مبرر لها سوى الحفظ
والتلقين فقط والا لم لا نجد مكتشف علاج لمرض الملاريا او التايفويد الذى ينهك فى اجساد هذه الامة السودانية مثلا .. او جديد فى الابحاث الزراعية .. او مخترع سودانى لاى شئ جديد نتميز به عالميا .. ؟؟ نعم المخططون والمربون فى مجال التعليم هم المسؤلين عن الخلل الموجود فى العملية التعليمية فى السودان .. ؟؟ نحن الاهل ايضا نشاهد لا نلاحظ لا نرى نسمع لا نصغى لا نربى حسنا لا نتابع لا نعاقب لا نهتم بمصير ابنائنا ضحايا النظام التعليمى التلقينى.. ؟؟
من يبدا بالصحيح  وبالتصحيح .. ؟؟ من يعلق الجرس وينهى ماسى اجيال قادمة .. ؟؟ ومصير وطن لم يبخل بشئ على ابنائه .. لكنه صار عالة على غيره من الامم .. ؟؟

‫2 تعليقات

  1. أحييك أستاذ حمد علي طرحك لموضوع التعليم في السودان. هل تعلم أن السودان كان يعتبر دولة غنية عام 1953 عندما أندلعت الحرب الكورية وإرتفعت أسعار القطن؟ أنظر أين كوريا الجنوبية وأين نحن؟ السبب هو التعليم. إنشغل واضعي المناهج عندنا بتعريب وتديين أكثر من 250 قبيلة سودانية لها ثقافاتها ولها أديانها وأهتمت كوريا الجنوبية بالتعليم التطبيقي.
    إستخدموا نظربات فيثاغورث في البناء والتعمير وأستخدمها تعليمنا في تنفير الطلاب من المدارس. مناهجنا بها من الثقافة العربية أكثر مما بها من الثقافة السودانية، سواء كان الشعر أو التاريخ أو الجغرافيا! كلها دخيلة علينا! مالنا وأحمد شوقي وعندنا الهادي آدم والمجذوب؟ وكم يا تري عندنا من العباقرة الذين مات معهم إنتاجهم ولم نعرفهم فقط لإختلاف اللغة والثقافة؟ مالنا وجغرافيا الوطن العربي وعندنا جغرافيا السودان القارة؟ ما لنا وتاريخ أوروبا ولنا تاريخ السودان وأصل الإنسان؟
    للأسف واضعي مناهج التعليم في السودان كأنهم كانوا غير سودانيين وربما يتفق معي كل من يراجع مناهج التعليم في السودان. وهذا ما قاد إلي التفرقة التي نحن عليها الآن. لو كنا درسنا تفاصيل سوداننا بقبائله ولغاته وثقافاته المختلفة لتقبلنا بعضنا البعض وتعايشنا بسلام رغم إختلاف اللغات والثقافة! لكننا درسنا ما يكرس لكراهية الآخر المختلف وحياة الأباطرة والملوك والسادة والعبيد! وكما ذكرت مثال كافور الإخشيدي وعنترة وبن أب ربيعة!

  2. ان الأمل فى محمد الأمين التوم والقراى فى إخراجنا من هذه الحفره ولكن قوى التخلف والشر تآمرت خوفآ من الوعى الذى يضرب مصالحها. لا يوجد طريق ليخلصنا من هذا الواقع المذرى غير تغيير هذه المناهج من قبل متخصصين غير مشعوذين. التاريخ يدرس للإستفادة من عبره فى بناء المستقبل, وليس من أجل البقاء فيه وتغمص شخصياته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..