حول الواقع المرير للإعلام السوداني

طارق شريف: ٭
المشهد الاعلامي السوداني اصبح اكثر قتامة مع الاخفاق المتواصل للاجهزة الاعلامية الرسمية التي تشهد تدهورا غير مسبوق على مستوى البرامج والنظام الاداري وبيئة العمل. على مستوى البرامج اصبحت البرامج في الاذاعة والتلفزيون الرسميين سيئة السبك والصنعة، وتعاني من جفاف وتصحر في الرؤى والافكار والاهداف.. برامج جامدة محنطة لا تعبر عن الثراء والتنوع الثقافي والفكري الموجود في السودان. يكذب من يقول ان السودان بلد فقير في المقومات الاعلامية؛ لأن التنوع الثقافي في السودان يمكن ان يكون مصدرا ثرا لافكار برامجية خلاقة، واذكر ان المخرج المصري الكبير محسن احمد عندما زار السودان لتصوير قصيدة مصر المؤمنة للشيخ عبدالرحيم البرعي، قال ان اماكن التصوير التي وجدها في السودان تمثل استديو مفتوحا على الطبيعة .. واضاف محسن ان السودان مثل عنده واحد من اغنى الدول التي زارها على مستوى اماكن التصوير…!
والنتيجة الحتمية للضعف البرامجي قادت الى ضعف المشاهدة سواء في الاذاعة او التلفزيون، لا سيما واننا نشهد عصر السماوات المفتوحة والانفجار الاعلامي مع مئات القنوات الفضائية والاذاعات التي تدخل بيوتنا بلا استئذان..!
وفي ظل هذا الواقع كان من الطبيعي ان يفشل الاعلام الرسمي في كل الملفات.. مثلا في الملف الخارجي اصبح اسم السودان يقترن بالحرب والفقر والمعاناة، وبعض العرب يعتقدون ان الخرطوم مدينة اشباح واعلامنا عاجز عن التأثير لأنه لا يشاهده احد، واذا شاهده فإن الرسالة غير مقنعة رسالة سطحية تفقد الرؤية والخيال والتخطيط العلمي المدروس..
لم يعد الاعلام في عالم اليوم (طق حنك) او فهلوة او مجرد ادعاءات وشعارات .. امريكا التي تقود الاعلام لا تعتمد على المجنزرات والمصفحات والدولارات فقط، بل تعتمد على الاعلام ايضا الذي يتم فيه الاستعانة بأفضل الكوادروصقلها وتدريبها.. هناك ثلاثة ميادين تعمل من خلالها الدول الكبرى للتأثير والاقناع والسيطرة.. الميدان العسكري والميدان الدبلوماسي والميدان الاعلامي…
الدور المحوري الذي تقوم به قطر في العالم تعتمد في جانب كبير منه على الاعلام، والامارات دولة «البزنِس» والاقتصاد اعتمدت في قوتها الاقتصادية على المال والخيال والاعلام، لا توجد في عالم اليوم صدفة ، فكل شيء يدار بتخطيط ووعي وخيال. أمر مؤسف ان يظل الاعلام السوداني الرسمي على مقاعد المتفرجين والاعلام من حولنا يتطور ويتغير.. السؤال هل مشكلة الاعلام الرسمي هي مشكلة ادارية ام مشكلة مالية.. ؟ الجواب ببساطة هي مشكلة ادارية ميزانية التلفزيون من وزارة المالية تبلغ مليارين وثمانئة جنيه، والتلفزيون تتبع له شركات ولديه موارد ثابتة من الانتاج التجاري عبر الاعلانات، وهذا المبلغ كان كافيا قبل وصول الادارة الحالية لتسيير الامور بسلاسة، ومع بروز الادارة الحالية التي ليس لنا معها اي عداء، فنحن نبتغي في كتاباتنا مصلحة الوطن.
مع هذه الادارة برزت الصراعات وهذه الايام نشهد صراعات الاخوان داخل التلفزيون بصورة تتطلب التدخل العاجل لحسم هذه التفلتات، واصبح كبار قياديي التلفزيون يسعون الى الانتصار الشخصي. ومن اكبر المشكلات تعقيدا هي ان مدير التلفزيون منح صلاحيات واسعة لمديري الادارات بصورة تتعارض مع قوانين ونظم العمل الاداري، خاصة في مؤسسة حساسة مثل التلفزيون.
وليســت الاذاعة بأحســــن حـــالا، وما اوردته (الصحافة )الاثنين الماضي عن قضية الارشفة الالكترونية وتعطل المشروع واصرار مدير الاذاعة على تضليل المسؤولين وتضليل الرأي العام بافتتاح المشروع اكثر من مرة،
الا دليل على التدهور الاداري في الاعلام. هناك مشكلات اخرى تتعلق بعدم توحيد الخطاب الرسمي للحكومة وهنا لابد من تحية لوزارة الخارجية التي تحدد في كل مرة متحدثا رسميا يتحدث باسمها، ولابد من تحية ايضا للقوات المسلحة التي تحدد ايضا متحدثا رسميا، ويشكل عدم توحيد الخطاب الرسمي عبر قنوات محددة ازمة كبيرة وضررا بالغا للدولة؛ لأنه في احيان كثيرة تضارب التصريحات وفي احيان اخرى يكون الخطاب عشوائيا ولا يعبر عن نهج الدولة ورسالتها.
هناك حديث عن اتجاه الدولة لتشجيع الاستثمار والتركيز على الزراعة والسعي الحثيث لتخفيف الازمة الاقتصادية ومشكلات سعر الصرف، هذه المشكلة التي اصبحت بعبعا يهدد الاقتصاد الوطني، وكل هذه الازمات لا يمكن حلها دون اعلام قوي ومؤثر ..
الواقع الاعلامي السوداني مظلم ولكن ان توقد شمعة خير من ان تلعن الظلام، فلابد من التفكير في حلول موضوعية لأزمة الاعلام، ونرجو ان يتصدى الاستاذ علي عثمان النائب الاول لرئيس الجمهورية لهذه المهمة بنفسه؛ لأن ملف الاعلام خطير وشائك ومعقد، وهذه مهمة تحتاج الى قوة سياسية وتحتاج الى نهج الاستاذ علي عثمان في المتابعة. اننا بوضع هذا الملف امام النائب الاول، نكون قد اوقدنا اول شمعة في هذا الظلام الاعلامي الحالك، الذي يهزم كل المشروعات الوطنية الطموحة..!
الصحافة
لديكم المال وقمتم ببعثرتة -الاموال التي صرفت في قناة الشروق كان اولي بها التلفزيون القومي -مبني التلفزيون عبارة عن خرابة مابتخجلوا -تستقبلوا ضيوفكم كيف في الخرابة دي -بالمناسبة هدا تلفزيون حكومة الخرطوم وليس قومي -عشان كدة شبهم
انا ما بصدق ان مسار في الاعلام ويتحدث عن خارطه جديده لاعلام المرحله المقبله ما عرف يا مسار وضح لي اعلام ولا ويسكي ( ) ( )
هههههههه هههههههه
قال ايه اعلام قال
ده مسار بتاع ارض اللواء ولا واحد غيرو
عمر كديسه الرقاص دقس و ركب الماسوره
ههها هها ههههههههاى