سعدت كثيرا بتولي د عبد الله حمدوك ود البدوي منصبي رئيس الوزراء ووزير المالية علي التوالي وهذه بادرة هي الأولي من نوعها في تأريخ السودان بعد الاستقلال في عام 1956 وخلا منها عهد الاستغلال من يونيو 1989 حيث لم يتولي متخصصون في اقتصاديات التنمية وعلي وجه الخصوص بخبرات تراكمية في الدول النامية والتصاق حميم بمالية التنمية في تلك الدول الأقل نموا .
التناغم الذي سينتج يشعل حراكا يمشي لتسخير المعرفة والخبرات في اقتصاديات الدول الاقل نموا وماليتها وتمويل نهضتها في غياب سوق لرأس المال في الدول الاقل نموا كما هو في امريكا وأوربا مع جهل تام بالمنتجين من مزارعين ورعاة بسوق المال وكيفية الوصول الي الممولين أو القدرة علي توفير متطلبات السوق المالية من ضمانات ومواقيت استرداد وفوائد وفي احيان كثيرة القدرة والدراية في التعامل مع أوراق السوق من صكوك وغيرها .
القراءة الصحيحة لخصوصية السودان كدولة نامية جاءت في عبارة اختارها الدكتور حمدوك بعناية حيث أشار الي ضرورة تمثيل التنوع في السودان وعكس صورته في مجالس الحكم بتمثيل الاقاليم المكونة ومنح الثقة لايقاف الحروب والتشاحن بين المركز والاقليم.
رحم الله فقيدنا العم الدكتور الفاتح النور فهو أول من فطن الي خاصية التنوع وأسس جريدة كردفان التي صدر العدد الاول منها في يوم الجمعة الموافق أول نوفمبر 1945م واختار شجرة التبلدي رمزا لها وغني عن التعريف بفقيدنا العزيز فسيرته مبذولة في ( الشيخ قوقل) وهو صاحب مبادرة ( عيد الشجرة) الذي صار عيدا قوميا .
جريدة كرفان من وسائل التعريف باقتصاديات اقليم كردفان وتتصدر اخبار سوق المحصول في الابيض العناوين الرئيسة كما بورصة الاسعار في ذلك السوق وهو كان سوقا وبورصة عالمية لتحديد سعر بعض المحاصيل ومن بينها الصمغ العربي وكانت الابيض اكبر سوق للصمغ العربي في العالم وجريدة كردفان كانت لسان الحدث في الاقليم تسا هم بباع طويل في الارشاد الي منافذ التمويل وحركة تجميع الجمعيات التعاونية والاتحادات للمنتجين في الاقليم للحصول علي الدعم الذي توفره المنظمات الطوعية أو البنوك المتخصصة في ذلك الزمان الي عهد الانقاذ حيث وأدت جريدة كردفان حية و(كردفان) تطعم الانقاذ المن والصمغ والسلوي.
وجود صحف أقليمية تعكس التنوع ليس بدعة فانجلترا تعج بالصحف الاقليمية التي تتحدث بخصائص ومشاكل الاقاليم المكونة للملكة المتحدة.
جريدة كردفان ليست فقط صحيفة نطالب بوجودها في الاقليم بل نطالب بقية الاقاليم لاصدار صحف للاقليم الشمالي ودارفور والنيل الازرق والنيل الابيض وكردفان الكبري والخرطوم ايضا تفصح بلسان ألاقليم تتغني بخيراته الاقتصادية المادية والبشرية وأقتراح سوق مال يتناسب مع امكانيات المنتج المزارع أو الراعي وتشجيع التجمعات الاهلية الاقتصادية .
طرق تمويل التنمية في السودان لا تنحصر في المال بل ايضا استخدام رافعة العنصر البشري لتغطية النقص في الايدي العاملة والقوات المسلحة والدعم السريع من مصادر القوة الفاعلة التي يمكن الاستفادة منها في عمليات الزراعة والحصاد وتربية الثروة الحيوانية حتي ولو في مزارع خاصة بتلك القوات .
وتقبلوا أطيب تحياتي
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
