(المصابون والشهداء).. دعوة للكرماء..!

عثمان شبونة
(1)
انتزاع حقوق شهداء الثورة السودانية عبر العدالة في ظل وجود قاتليهم على سدة الحكم؛ شيء أقرب إلى المستحيل.. كذلك بالنسبة للمصابين، فإن طلب الإنصاف لهم من ذات القتلة هو العبث بعينه..!
(2)
يتعين علينا تأمل ومعايشة ما يكابده ذوو الشهداء والمصابين، فبعض الأسر كان الشهداء ــ في حياتهم ــ عائلها وملاذها مع ظروف الحياة المعقدة.. وهكذا الوضع لمصابين كُثر؛ يمثلون (ركيزة البيت) وقد كسرت هذه الركيزة بسلاح العسكر الجبناء الأقذار.. فما هو الممكن تقديمه لتذليل صعاب ونكبات هذه الأسر؟
(3)
يسرنا جداً أن تعود لمجتمعنا السوداني حالة التوادد والتضامن (المعنوي) كأقل المتاحات التي يتيسر للناس الجود بها مع الدعوات الصالحات.. والتضامن في هذا المقام؛ بأن نضع فضل أيقونات النضال نصب أعيننا دوماً بالذِكر والشكر (أسرى ــ شهداء ومصابين).
(4)
تصيبنا مرئيات البلاد بخيبة تجاه الواقع المسحوق تحت سنابك اللصوص والفسدة الحاكمين.. فقد وسعوا فجوة الفقر بإيقاع هو الأسرع وسط جوقة الحزن المقيم لعشرات السنين… مع هذه الفجوة يتعذر على الكثيرين إيجاد ما يمكن تقديمه لأسر المصابين والشهداء.. فإن وجدوا ما تيسر قدموه غير راضين بِقلَّتهِ.. رغم أن القليل مع الأقل يحدث فرقاً؛ فلا نبخل به.. وكرَّم الله وجه القائل: (لا تستحِ من إعطاء القليل؛ فإن الحرمان أقل منه).
(5)
من هنا، ومع استمرار الثورة بتضحياتها؛ لا نمل الدعوة لجموع الكرماء من شعبنا السوداني للجود بالموجود لأسر المصابين والشهداء.. فاستمرار الثورة يعني المزيد من التكاليف (لا نصر بلا كلفة)! وحين نذكر الأسر نعني من تعسرت أحوالهم بمصائب الانقلابيين (برهان – حميدتي) وشركائهم.
أعوذ بالله.
———–
الحراك السياسي – الخميس.