رسمت خارطة الطريق.. روشتة (ورشة الشرق).. هل تقضي على الأمراض المستعصية

* مجموعات العمل المتخصصة: يجب حل قضايا الاستقرار السياسي والأمني، والتنمية المستدامة بشرق البلاد
* ممثل الاتحاد الأوروبي بالسودان: قضية الشرق من المبادئ الخمسة التي نص عليها الاتفاق الإطاري
* فولكر: يجب أن تستمر النقاشات مع الذين غابوا عن الورشة، وسيكون لنا لقاء بولايات الشرق المختلفة
* ممثل الآلية الرباعية: سنتواصل مع الآلية الثلاثية، والقوى السياسية لتمكين شعب السودان من تحقيق التحول الديموقراطي والانتقال السياسي بموجب الاتفاق الإطاري..
شهدت الورشة حضوراً من ولايات الشرق، وشكل الحضور جزءا من الفلكلور الشعبي والارث الثقافي لانسان تلك المنطقة، حيث كانت (الجلابية والعراقي والسربادوق) حضورا وكذلك السديري والتوب، وكان المشهد كما وصفه وردي تماما في (يا بلدي يا حبوب)، وكان المشهد داخل القاعة مشحوناً بالروح الثورية، وحضور لجان المقومة في القاعة حيث هتف المشاركون عند صعود فولكر للحديث على المنصة وكان الهتاف داوياً يعكس الثبات على مبادئ الثورة، ورددوا (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل) تأكيدا للتمسك بخروج العسكر عن السياسة ووحدة ومهنية الجيش، وفي الاثناء أكد فولكر بأنهم سيدعمون التحول المدني الديموقراطي والانتقال السياسي بموجب الاتفاق الإطاري باعتباره الحل الأمثل للحكومة المدنية، ولم يكن التمسك باراضي حلايب مختفياً، كذلك كان هتاف حلايب سودانية مية المية، الفشقة سودانية مية المية، وكان تذكيراً لأن تُبنى علاقات الجوار على الندّية والمصلحة المشتركة، لا أن تُبنى على استغلال اراضي السودان، ويحمل أيضا خطاباً واضحاً للجارة مصر بأنها تستضيف اعداء الثورة، ومن يقولوا بأن الثورة قد انتهت نقول لهم لدينا اراضي بحوزتكم سنأتي لتحريرها مثلما حُررت الفشقة، وعاد من جديد هتاف “مدنياااااوو” ليشق مسامع الحضور ويرسل الرسالة الأكثر إلحاحاً وضرورة بناء الدولة المدنية.
رصد الجريدة ـ فدوى خزرجي
انعقدت الورشة بقاعة الصداقة بالخرطوم والتي استمرت لمدة 72 ساعة والتي جاءت بعنوان “خارطة الطريق للاستقرار السياسي والأمني والتنمية المستدامة بشرق السودان” بمشاركة (550) شخصية يمثلون ولايات الشرق الثلاث، بحسب البيان الختامي، وشارك في الورشة ممثلين من المجموعات النسوية، وممثلين من الادارات الاهلية والشابات والشباب وممثلين من لجان المقاومة، وأحزاب سياسية، ومنظمات مجتمع مدني بالتخصصات المختلفة، وناقشت الورشة من خلال لجان العمل المتخصصة، قضايا الاستقرار السياسي والأمني، والتنمية المستدامة، وقضايا المرأة والشباب.
توصيات الورشة
وفي نهاية العملية السياسية خرجت الورشة عقب فراغ أعمال مجموعات العمل المتخصصة بعدد من التوصيات، ابرزها، ترسيم الحدود بين السودان وارتريا وإثيوبيا، وحل كافة قضايا شرق البلاد والجرائم العابرة للحدود ولخصتها في ” الاتجار بالبشر، وتقديم الحماية للاجئين، بجانب ترقية وتأهيل حرس السواحل، وشددوا على ضرورة فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون لمنع النزاعات الاهلية بالمنطقة، وطالبت المجموعات بضرورة “الإسراع في تنفيذ الترتيبات الأمنية وفق خطة إصلاح أمني وعسكري بين القوات المسلحة بالتعاون مع الجارة إثيوبيا لمحاربة عصابات (الشفتة) ومنع التعديات على المزارعين وتأمين وضع اللاجئين وحمايتهم من الاوبئة، وتمسكت مجموعات العمل المتخصصة، بمراجعة مسار الشرق، واعتبرته مهدداً أمنياً للمنطقة، كما أنها أعلنت رفضها القاطع بمنع انشاء قاعدة عسكرية أجنبية بالبحر الأحمر، وأكدوا في ذات الوقت بأن حلايب والفشقة سودانية، منع التجييش القبلي ودمج المقاتلين السابقين في المؤسسات العسكرية حتى يكون جيش وطني مهني واحد، الحد من وجود المخابرات الاجنبية بالشرق، ووضع قوانين رادعة للتخريب، انشاء محاكم خاصة لحل المشاكل القبلية، وإلغاء اتفاق الراجحي.
وأوصت الورشة العمل على إصدار موقف واضح بعدم استغلال الإدارة الاهلية لتمرير أجندة سياسية، وتحديد مهامها والصلاحيات وفقاً لقانون الادارة الأهلية الحالية، وسن قوانين الادارة الاهلية وربطها بقانون جرائم المعلوماتية، وشدد على ضرورة إلغاء الادارات الاهلية الموازية التي أنشأها النظام البائد، وطالبت بإشراك المرأة في العملية السياسية ومراكز أتخاذ القرار، وضرورة حل قضايا المرأة في مناطق النزاعات، وتفعيل قانون الأحوال الشخصية. وشددت المجموعات بضرورة مراجعة قوانين الجنسية، واشترطت ألزام الحكومة المقبلة بالأمن ومعاش الناس، وضبط وجود المنظمات ومراقبة مشاريعها، ووضع قوانين ضوابط للاستثمار، وطالبت بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ تلك التوصيات.
المبادئ العامة
وحول مخرجات مجموعات العمل المتخصصة دعت سفيرة مملكة السويد وممثل الاتحاد الأوروبي بالسودان ساين بيرغسلر، جميع المشاركين في الورشة بالعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة في السودان، ولفتت إلى أن المبادئ العامة للاتفاق الإطاري تناولت بكل وضوح العمل على المساواة بين الرجال والنساء دون تمييز على أساس اللون أو العرق أو الإقليم، وأكدت على أن قضية الشرق من المبادئ الخمسة التي نص عليها الاتفاق الإطاري تحقيقا للاستقرار والأمن في السودان، على نحو يحقق سلاماً عادلاً ومشاركة في السلطة والثروة وتحقيق التنمية مع المحافظة على الحقوق الدستورية لمواطن إقليم الشرق، وذكرت لدى مخاطبتها أمس الأول الجلسة الختامية لورشة خارطة الطريق للاستقرار السياسي والأمني والتنمية المستدامة بشرق السودان، أن الموقعين على الاتفاق التزموا بحل مشكلة الشرق باتخاذ الإجراءات اللازمة والملائمة نحو تحقيق مشاركة عادلة مع المجتمع في الحقوق الدستورية ومشاركة أصحاب المصلحة.
وقالت بيرغسلر، إنها منحدرة من منطقة مزدهرة بسبب السياسات الانمائية الحكيمة بدول الاتحاد الأوروبي والتي استلزمت حراكاً كبيراً من الوسط إلى الحدود الطرفية، وأضافت نعلم أن تنمية الأقاليم ليست لعبة وهذا ما يجب أن يُطبق في السودان.
الباب لا يزال مفتوحاً
وفي ذات السياق اعتبر ممثل الآلية الرباعية جايلز ليفر السفير البريطاني لدى السودان، أن مشاركة ممثلي ولايات الشرق في الورشة التي ناقشت القضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والاحتياجات التنموية مثلت فرصة مهمة لمعالجة الأسباب والتحديات التي استنزفت ولايات الشرق، ونوه أن الباب لا يزال مفتوحًا للمشاركة في العملية السياسية، مؤكداً في الوقت ذاته أن دعم الآلية الرباعية سيتواصل مع الآلية الثلاثية والقوى السياسية لتمكين شعب السودان من تحقيق التحول الديموقراطي والانتقال السياسي بموجب الاتفاق الإطاري باعتباره الحل الأمثل لحكومة مدنية.
وذكر جايلز أن الغرض من الورشة هو تسليط الضوء على قضايا الشرق واحتياجات المواطنين واتاحة الفرصة لأصحاب المصلحة من الاتفاق على رؤية لمعالجة قضاياهم بشكل عام، كذلك الوقوف على دور الإدارة الأهلية التي تؤثر على النساء والشباب وهي فرصة مهمة لكي يساعدوا في معالجة الأسباب الجذرية في مجتمعاتهم.
الاختلافات المتبادلة
وفي سياق ذي صلة قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بلسودان فولكر بيرتس، إن المشاركة الواسعة لعدد (550) رجل وامرأة تعبر عن اهتمام اهل الشرق بقضيتهم ورغبتهم بالمساهمة في ايجاد حلول لمشاكل المنطقة وبناء مستقبل أفضل لشرق السودان، وأضاف فولكر أن تجمع اهل الشرق في قاعة واحدة للنقاش حول القضايا مكنهم من التعامل مع الإختلافات المتباينة وتبادل الآراء وسط حوار واضح وصريح وعميق القصد منه تحقيق تنمية مستدامة للجميع في مجال الصحة والتعليم وتوفير مياه الشرب وفرص عمل للشباب، ورحب بالتوصيات التي استخلصتها الورشة تأخذ آراء أبناء وبنات الشرق وتعطي المجتمع الدولي تصور واضح عما يحتاجه الشرق، مؤكدا أن قضايا شرق السودان شان سوداني، الا انه استدرك قائلا: أن المساعدات الخارجية لن تنفذ إلا إذا تماشت مع التعايش السلمي والارادة السياسية ومن الواضح أن المناقشة حول قضايا الشرق لن تنتهي هنا ونادى فولكر بأن تستمر النقاشات مع أولئك اللذين لم يحضروا الورشة وسيكون لنا لقاء بولايات الشرق المختلفة.
الجريدة