قراءة في دفاتر موسي هلال

جلال رحمة

الموقف الذي اتخذه موسي هلال اخيراً غض النظر ان الظروف التي أجبرته لمثل هكذا موقف هو بالضرورة نقلة كبيرة في الأوضاع السياسية و العسكرية في الإقليم ، في سابق السنوات استفاد النظام من التفكك العرقي بدارفور واستثمر في التناقضات الاجتماعية نتاج مشروع التجهيل المتعمد في الهامش وقسم دارفور الي قبائل متناحرة ، مما حشد اكبر قدر ممكن من بعض المجموعات التي قاتلت بضراوة في صفوف النظام ، الان بعد هذه التطورات المهمة نفس المجموعات التي قاتلت بعقيدة عرقية بجانب النظام وارتكبت جرائم مفظعة في الإقليم وصلت لقناعات عميقة بخطورة موقفها المتواطئ مع النظام وأحدثت تحولات في بنيتها نتاج لتدخل جيل شبابي جديد من هذه المجموعات في مركز صناعة القرار داخلها وخلقت توجهات معارضة للدور الذي رسمها لهم جهاز الدولة المركزية في الخرطوم في السابق ، وهذا في تقديري تطور مفيد لصالح مشروع التغيير والعدالة الانتقالية مستقبلا في الإقليم ، لان ببساطة كان من الطبيعي ان هؤلاء الجيوش الجرارة التي قاتلت برفقة النظام في مواجهة حركات المقاومة المسلحة في الإقليم كان يمكن ان تقاتل بصفوف المقاومة المسلحة لصالح مناهضة نظام الاخوان المسلمين ، ولكن لغياب التاكتك السياسي والمحاولات الجادة لخلق اختراقات مهمة اجتماعية وسياسية وعسكرية استطاع النظام ان يغازل هؤلاء بخطابات تهييج عرقي حتي تقطع الطريق امام الحركات لتشكيل قوة ضاربة عسكرية عبر خلق حاضنة اجتماعية وسط هذه المجموعات ، الان من الذكاء بمكان استمالة موسي هلال لصالح مشروع التغيير والمقاومة في الإقليم وتوحيد الجهود المبذولة عسكريا من قبل الحركات وسلميا من قبل الأحزاب المدنية في مواجهة العدو الحقيقي وهو نظام الموتمر الوطني لصالح مشروع التغيير الجذري في بنية مشروع الهيمنة والاقصاء القائم في السودان والانتصار لقضايا الإقليم وعموم المهمشين ، توحيد الرأي العام الدارفوري لا يمكن ان يتم بمعزل عن خلق اختراقات مهمة وسط المجموعات العربية وهذه المهمة ليست بالصعبة اذا توفرت الإرادة والعظيمة وبعد النظر وبناء جسور الثقة الاجتماعية بين مكونات دارفور المختلفة ، لذلك في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة من تاريخ الصراع السياسي في دارفور هنالك ضرورات اجتماعية وأكرر اجتماعية لتغيير موقف موسي هلال واستمالته وقطع الطريق امام النظام لكسب هذه المعركة لصالحه بخلق تسوية مع موسي هلال .
الطموح الأكبر هو خلق وحدة اندماجية بين مكونات المقاومة المسلحة بالاضافة لموسي هلال عبر التوصل لتسوية سياسية ذكية تقوي المقاومة كحد أعلي ، وإذا فشلت الجهود للتوصل لذلك يجب ان يكون هنالك سقوفات الحد الأدني كضرورات مرحلية عبر خلق حركة مسلحة مستقلة لموسي هلال ومواجهة النظام وهو موقف تكتيكي للمستقبل القريب الذي فيه يجبر فعل الحرب وإفرازاته المختلفة سياسية / اقتصادية / اجتماعية ومواجهة النظام بخلق وعي جديد مختلف وسط تيار موسي هلال بالبحث عن وحدة اندماجية مع بقية حركات المقاومة والمضي قدما في خلق تيار سياسي وعسكري عريض يستند علي التنوع العرقي والثقافي في الإقليم في مواجهة النظام ، هذا المدخل لكسب موسي هلال هنالك ضرورة ملحة من الجميع بتقديم تنازلات في تجاوز مرارات الحرب وليس الجرائم التي تقتضي محاكم وقانون من ناحية ومصالحات اجتماعية من ناحية لتحقيق نموذج الحقيقة والمصالحة الجنوب أفريقي مع وجود ضرورة اخري اكثر أهمية من جانب موسي هلال الان وهو تقديم مبادرة بتقديم اعتذارات تاريخية لكل الشعوب الدارفورية فيما مضي من حرب منذ بدايات الحرب ومراراتها ، هذا المدخل يخلق جسور للثقة والبناء الاجتماعي العميق في النسيج الدارفوري علي ما هو يجمع الرأي العام الدارفوري وسيكون العتبة الأولي لحوار دارفوري دارفوري حقيقي للتوصل لنموذج الحقيقة والمصالحة المنشودة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مين يكسب موسى هلال الحكومة تقصد ولا الحركات ؟
    الحكومة ختت موسى هلال في دماغها باعتباره خميرة عكننة ومتنفذ قبلي وله روابط حفترية ومدعوم من صهره في تشاد لذلك فهو الان اقوى مهدد وكلامه في الفيديو يبين بجلاء انو علاقته مع الرئيس ما ودية فهو يتهمه باهمال الجيش وحرس الحدود و الاحتماء خلف قوات الدعم السريع و واضح انو علاقته بقيادة الدعم السريع علاقة متوترة فيها الكثير من التحاسد والتباغض و النظرة الدونية
    نذر المواجهة قوية جدا واكاد اراها تزحف شرقا لتصبح حربا ضروسا ينتج عنها استقطاب وتدخلات اجنبية وبذلك يشرب السودان من كاس الصوملة والتجربة العراقية والسورية بل وسيدخل الجنوب عنصرا هداما مع الحركة الشعبية وحركة مناوي والايام بيننا

  2. كلهم مجرمي حرب . هلال استباح محلية طويلة سنة 2003 و اغتصب جنوده طالبات مدرسة طويلة و معلماتها و أحرق العديد من القرى بتعليمات من سيده مجرم الحرب البشير حتى اتهمته الجنائية الدولية . و حميضتي هو النسخة الجديدة لهلال . دعاية جمع السلاح و دعاية خلافات حميضتي مع هلال عبارة عن تشويش و أشغال الرأي العام بما يدور خلف الكواليس

  3. مين يكسب موسى هلال الحكومة تقصد ولا الحركات ؟
    الحكومة ختت موسى هلال في دماغها باعتباره خميرة عكننة ومتنفذ قبلي وله روابط حفترية ومدعوم من صهره في تشاد لذلك فهو الان اقوى مهدد وكلامه في الفيديو يبين بجلاء انو علاقته مع الرئيس ما ودية فهو يتهمه باهمال الجيش وحرس الحدود و الاحتماء خلف قوات الدعم السريع و واضح انو علاقته بقيادة الدعم السريع علاقة متوترة فيها الكثير من التحاسد والتباغض و النظرة الدونية
    نذر المواجهة قوية جدا واكاد اراها تزحف شرقا لتصبح حربا ضروسا ينتج عنها استقطاب وتدخلات اجنبية وبذلك يشرب السودان من كاس الصوملة والتجربة العراقية والسورية بل وسيدخل الجنوب عنصرا هداما مع الحركة الشعبية وحركة مناوي والايام بيننا

  4. كلهم مجرمي حرب . هلال استباح محلية طويلة سنة 2003 و اغتصب جنوده طالبات مدرسة طويلة و معلماتها و أحرق العديد من القرى بتعليمات من سيده مجرم الحرب البشير حتى اتهمته الجنائية الدولية . و حميضتي هو النسخة الجديدة لهلال . دعاية جمع السلاح و دعاية خلافات حميضتي مع هلال عبارة عن تشويش و أشغال الرأي العام بما يدور خلف الكواليس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..