مقالات وآراء

إما التعاون أو المواجهة !

 

مناظير
زهير السراج

• هاجت وزارة خارجية حكومة بوتسودان بعد صدور توصيات بعثة الامم المتحدة لتقصى انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب في السودان، واتهمتها بانها هيئة سياسية وليست قانونية، واعلنت رفضها القاطع لما جاء في تقريرها عن الجرائم التي ارتكبها طرفا الحرب وحلفائهما، وتوصيتها بحظر السلاح وارسال قوة عسكرية دولية لحماية المدنيين!

• نفس هذا السيناريو حدث بالضبط في عام 2006 بعد صدور جملة من التوصيات من لجنة خبراء شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في جرائم دارفور، بحماية المدنيين والمشردين داخليا وحماية النساء من العنف، والاطفال من النزاع المسلح، والامتناع عن الاعدام باجراءات موجزة، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء، والتعذيب، وحماية الشهود والضحايا، وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ووصول المساعدات الإنسانية، والمساءلة والعدل ..إلخ، بالاضافة الى رصد تنفيذ التوصيات، والتي استند عليها مجلس الامن في اصدار قراره رقم 1706 تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بتاريخ 31 اغسطس، 2006 (بأغلبية 12 دولة وامتناع روسيا والصين وقطر) بنشر قوات اممية لحماية المدنيين في اقليم دارفور!
• اثر صدور القرار هاجت حكومة الجبهة الاسلامية، وصدرت البيانات الرافضة وخرجت المظاهرات من اعوان النظام، وظلت تخرج بشكل يومي طيلة ستة اشهر كاملة، وتُستعرض فيها كل انواع الاساءات والبذاءات التي يحفظها ويرددها قادة النظام البائد!

• في إجتماع للهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني بتاريخ 20 يونيو، 2007 أقسم المخلوع أنه “سيقود المقاومة بنفسه ضد القوات الاجنبية إذا دخلت الإقليم”، وكرر ذلك بعد 9 ايام بمناسبة الذكرى المشؤومة لاستيلاء الجبهة الاسلامية على الحكم بانقلاب عسكري في 29 يونيو، 1989، قائلا إنهم لن يسمحوا اطلاقا بدخول قوات أممية الى دارفور، و”إن محاولة دخول القوات الدولية مرفوضة تماماً من كل أهل السودان وأن كل حجة يستند إليها الداعون الى التدخل الدولي هي حجة باطلة لا سند لها، ثم انفعل وحلف طلاق “انو اذا دخلت القوات نسوانو مطلقات”، فتعالت هتافات أعضاء المؤتمر الوطني وهم يرفعون اصابعهم الي السماء: (سير سير يا البشير)!

• وخاطب الاجتماع مدير جهاز الامن (صلاح قوش) قائلا:” ان جهاز الامن يرفض رفضا قاطعا نشر قوات دولية في دارفور، وان قيادة الدولة تفضل الموت والشهادة في سبيل الله على ان تكون الدولة ذات سيادة منقوصة لا تحترم ارادة المواطنين او كرامة الامة، واذا كان الخيار المطروح هو استعمار السودان ودخول الجيوش الاممية الى ترابه فان باطن الارض خير من ظاهرها”، واضاف: “ان المعركة حال نشوبها، فاننا سنبدأ من الخرطوم بالطابور الخامس وعملاء الداخل من المرجفين والمتربصين بأمن الوطن ومواطنيه”، متعهدا “ان جهاز الأمن سيكون في طليعة المقاومة الرسمية والشعبية التي اعلنها الرئيس، وانه لن يسمح بان يكون من بين منتسبيه خائن او عميل لتراب ونداء الوطن”!

• وبعد ايام تلقى صلاح قوش (بيعة الموت) إنابة عن البشير من حشد من قوات الجهاز و(المجاهدين والجنجويد) الذين اقسموا على الطاعة والثبات عند دخول القوات الاجنبية وهم يرفعون بنادقهم ويحملون صورة ضخمة للبشير كُتب عليها (القائد أقسم ولن نرجع ولغير لله لن نركع)!

• وتحدث امام الحشد المدعو (أنس عمر) مخاطبا رئيس الجهاز:” نقسم بأنه لن يتخلف منا رجل ولو خضتَ بنا عرض البحر، ولكم بيعة في اعناقنا، ولن نخذلكم ولن ننكص عنها” .. وقيل كلام كثير من هذا النوع من كل المنافقين والطبالين، تماما مثلما يحدث الآن من شلة المنتفعين والارزقية وبنفس العبارات والكلمات والشتائم !

• مع تعنت نظام الخرطوم بعدم السماح بدخول قوات دولية الي السودان، حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس الحكومة السودانية من عواقب وخيمة في حالة رفضها السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالانتشار في اقليم دارفور، وقالت في كلمة ألقتها في واشنطن، إن أمام السودان خيارين: “إما التعاون أو المواجهة”. واضافت “إن الوضع في دارفور مسألة حياة أو موت ، وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي”!

• ثم فجأة انتهى الهراء، ووافق البشير وسط دهشة الجميع على نشر قوات أممية في دارفور لحماية المدنيين، وخرج وزير الخارجية (لام أكول) معلنا في مؤتمر صحفي بتاريخ 2 اغسطس 2007، موافقة الحكومة بدون تحفظ على قرار مجلس الامن”.

• يبدو اننا موعودون بنفس السيناريو بكل تفاصيله مرة أخرى، بدءا من البيانات والتهريج والبذاءات و”لغير الله لن نركع”، وانتهاءً بالخضوع والركوع للكفار !

[email protected]
الجريدة

 

‫6 تعليقات

  1. اههههههاي.
    شكرا استاذ زهير علي مجهودكم بالبحث في ارشيف هذه الجماعة الاجرامية. وفضح مدي نفاقهم وجبنهم

  2. ما تستعجل اخوي زهير ،الاسلاميين الانجاس في تاريخهم الطويل تربو على الكذب والمماطلة ، ان لم ياتو راكعين سياتون حتما ساجدين ، زي ما قالو في المثل اباها مسلوخة واكلها بصوفها

  3. الحبوب الدكتور/ زهير.
    مساكم الله بالخير.
    انت كتبت وزارة خارجية حكومة بوتسودان التي ارتفع عندها ضغط الدم بعد صدور توصيات بعثة الأمم المتحدة لتقصى انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب في السودان، واسمح لي أن اكتب عن الوجه الاخر عن هذه الوزارة واسأل: من يحكم وزارة الخارجية وعنده الكلمة الأولى فيها، هل هو (العسكري) الفريق أول ركن/ شمس الدين كباشي الذي تم تعيينه مشرفا علي وزارة الخارجية بقرار من البرهان في اليوم الاول من اكتوبر ٢٠٢٣؟!!.. ام وزير الخارجية (المدني) حسين عوض علي الذي تم تعيينه في يوم ١٩/ أبريل ٢٠٢٤؟!!

    جاء في قرار تعيين كباشي ما يلي:
    أصدر البرهان قرارا بوضع الوزارات وبعض الهيئات الحكومية وبنك السودان المركزي والنيابة العامة والمراجع العامة للدولة تحت إشراف أعضاء المكون العسكري في مجلس السيادة، ونائبه مالك عقار، واستبعد من التكليف عضوي المجلس الهادي إدريس والطاهر حجر.
    وكلف القرار مالك عقار بالإشراف على وزارات الطاقة والنفط، والتربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والتعليم العالي، والصحة، والثقافة والإعلام، والشباب والرياضة والشؤون الدينية والأوقاف.
    وأسند إلى شمس الدين كباشي، الإشراف على وزارات شؤون مجلس الوزراء، والخارجية والداخلية والحكم الاتحادي والمعادن والعدل والري والموارد المائية.
    وكُلف ياسر العطا بالإشراف على وزارات الدفاع والمالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي والنيابة العامة وديوان المراجع العام.
    وتم تكليف إبراهيم جابر، بالإشراف على وزارات الثروة الحيوانية والزراعة والتجارة والتموين والصناعة والاستثمار والتعاون الدولي والاتصالات والنقل.- انتهى-
    المصدر- “الجزيرة نت” – 1/10/2023-

    وجاء في قرار تعيين حسين عوض:
    أعلن مجلس الوزراء السوداني تكليف وكيل وزارة الخارجية الحالي حسين عوض بمهام وزير الخارجية، خلفا لعلي الصادق الذي أنهى المجلس تكليفه بالوزارة، في خطوة عدها مراقبون محاولة لـ”ترقيع” الحكومة المكلفة منذ أكثر من عامين من قبل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يتجه لتشكيل حكومة “تكنوقراط” مستقلة بالتقسيط لإدارة البلاد، مستبقا وقف الحرب والدخول في عملية سياسية جديدة. انتهي-
    المصدر- “الجزيرة نت”- 19/4/2024-

    من هو الرجل الأول في هذه الوزارة؟!! وكما ان المرأة لا يمكنها ان تجمع بين رجلين في أن واحد، ايضا لا توجد وزارة في الدنيا عندها وزيرين!!، كان المفروض مثلا ان يكون كباشي هو وزير الخارجية وحسين عوض وزير دولة، قوانين الخدمة المدنية واضحة إلا عند البرهان الذي “جاط” كل شيء في البلاد!!

  4. دكتور زهير صدقت فيما ذهبت اليه ولا عجب فالسلوك هو نفسه سلوك الانقاذ الخوف والممانعة والقبول هل تاذكرون هرطقات عثمان كبر مع كوندوليسا رايس وزيرة الخارجية الامريكية عند زيارتها الفاشر ٢٠١٢م. ولعلكم تتذكرون ايضا عويل المخلوع الخليع الراقص بان فلان وعلان تحت جزمتى وان باطن الأرض خير له من ظاهرها ولكن القوات الاممية دهلت السودان رغم القسم الغليظ والمصاحب بطبول الرقص وهز الوسط. اختلفت الشخوص ولكن السلوك هو نفسه مما يعنى لنا ان عفريتا متخفيا يلعب بدمى العرائس دون ان نراه ولكننا نعرفه جيدا..وهو لا يملك الشجاعة للظهور كدابه من ذى قبل المشكلة ان الغرب خبرهم ويتعامل معهم بالتريث. وزارة الخارجية هزيلة ومختطفة فلا توجد ملفات تحت ادارتها وان وجدت فهى ليست بالنلفات الساحنة بل عمدت الانقاذ الى انشاء جسم مواز للخارجية وعبثت كيفما شاء لها العبث والسودان يدفع اليوم ثمن ذلك..اسوق الدليل على ذلك ايران والصين من يدير العلاقات معهما ومع غيرهما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..