من سيجهض انتفاضة الشعب القادمة؟؟

من سيجهض انتفاضة الشعب القادمة؟؟
د. علي بابكر الهدي ? الولايات المتحدة
[email][email protected][/email]
الكثير من المتابعين للثورة المصرية أصيبوا بخيبة أمل وهم يرون الثورة قد نتج عنها فوز مرشح الأخوان المسلمين الذي لم يكن رهان الثورة وحتماً لا يمثل تطلعات من قاموا بها من شباب وطلاب. وفي ظل الارتباك السياسي في مصر فان العسكر لا زالوا يقبضون على زمام الأمور ولا يريدون التنازل عن السلطة بحجة الخوف على الدول المدنية التي باتت مهددة من قبل الأخوان المسلمون كما يقولون.
وفي السودان ونتيجة لسنوات طويلة من القمع والسياسات الخاطئة التي أدت إلى أن تصبح البلاد على حافة الانهيار فقد خرج الطلاب في مظاهرات في جامعة الخرطوم والجامعات الأخرى وسرعان ما امتدت المظاهرات إلى الكثير من الأحياء في مدن السودان المختلفة تندد بالنظام وتطالب بإسقاطه.
ولكن لا يوجد حتى الآن اتفاق على مشروع وطني وبرنامج للفترة الانتقالية التي ستعقب إسقاط النظام.
لقد ظللنا ندعو كما دعا غيرنا إلى تشكيل تحالف عريض بين القوى السياسية في المركز وتلك الحاملة للسلاح في الهامش بناء على مشروع وطني وبرنامج للمرحلة الانتقالية فبدون مثل هذا الاتفاق وفي غياب مثل هذا التحالف فان الانتفاضة القادمة سيتم إجهاضها كما أجهضت ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة أبريل 1985وربما تسقط البلاد في أتون فوضى لا يعلم أحد مداها.
فالذي لا شك فيه أن الوضع الحالي الذي تعاني فيه الحركة السياسية من الضعف بسبب تفككها وتشرذمها وافتقارها للمال وهو وضع صنعته الإنقاذ بمساعدة بعض القيادات. تعاني قيادات الأحزاب أيضاً من غياب الرؤية الشاملة وليس الحال بأفضل في الحركات المسلحة. هذا الوضع قابل للتحول إلى فوضى عند سقوط النظام حيث تقف أكثر من جهة في حالة تأهب لاستثمار التغيير لصالحها والسيطرة منفردة. وعلينا أن نأخذ العظة والعبرة من الجارة مصر التي فجر شبابها الثورة ولكن هاهم عسكر مبارك يسيطرون على الأوضاع بينما فاز مرشح الأخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة لتجد قوى الثورة نفسها بين مطرقة العسكر وسندان الأخوان المسلمين.
هناك عدد من السيناريوهات المحتملة إذا سقط النظام بدون الوصول إلى اتفاق مسبق بين قوى المركز السياسية وقوى الهامش المسلحة. فقد يحاول الترابي ومؤتمره الشعبي السيطرة على الأمور وهو قادر على ذلك فالمؤتمر الشعبي يتسم بدقة التنظيم وبتوفر المال وكاريزما القيادة، كما أنه يملك عناصر كثيرة داخل أجهزة الدولة الحالية من شرطة وقوات مسلحة وأجهزة أمنية وذلك على عكس الأحزاب الأخرى. بالإضافة إلى الدعم الذي يجده الترابي من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومن دول مثل قطر. ولست من أولئك الذين انخدعوا بأحاديث الترابي عن إيمانه بالديمقراطية وتصريحاته بأنهم أخطئوا حين قاموا بالانقلاب فهذا حديث للاستهلاك وشراء الوقت ليس إلا، فحتى هذه اللحظة لم نسمع بأن الترابي أو أياً من أركان حزبه قد انتقد التجربة من حيث الفكر والجوهر. فجوهر الإنقاذ هو إقامة الدولة الدينية التي لا تعترف بالتعدد والتنوع في السودان وتفرق يبن المواطنين على أساس الدين فهل سمعتم بالترابي يقول أنه قد تخلى عن هذه الفكرة؟؟ وهل واجه الترابي الشعب السودان بما ارتكبه من أخطاء واعتذر عن الانقلاب. بل ألم يصرح السيد علي الحاج مؤخراً بأن الحركة الإسلامية لم تكن هي الحاكمة في العشر سنوات الأولى من الانقلاب في استخفاف بعقولنا واستفزاز لذكائنا مما دعا الدكتور بشرى الفاضل للتساؤل ومن كان يحكمنا في تلك الفترة ياترى؟؟؟
ليس بعيداً أيضاً أن تستغل عناصر في القوات المسلحة حالة الفراغ والارتباك السياسي في غياب اتفاق على مشروع وطني وبرنامج للفترة الانتقالية وتعمل على السيطرة على الأمور، خاصةً إذا ما حاولت الجبهة الثورية استخدام قوتها العسكرية لفرض واقع جديد حسب رؤاها، فوقتها لن يكن صعباً على هذه العناصر في القوات المسلحة استخدام ورقة الأمن والمحافظة على النظام لكسب المؤيدين في الداخل والخارج.
بالنسبة للحزبين الكبيرين وفي غياب وحدة قوى الإصلاح داخلهما فان السيد الصادق المهدي سيظل هو الجهة المسيطرة على الأمور ومن الجائز أن يتحالف مع الترابي تحت دعاوي المحافظة على الهوية العربية الإسلامية ولن يكون ذلك غريباً فالرجل الذي قال بأن قوانين سبتمبر لا تساوي الحبر الذي كتبت به نكص على عقبيه بعد الانتفاضة وأصر على بقاء هذه القوانين واستمرارها لتجهض انتفاضة الشعب وتبقى مايو بدستورها وقوانينها. كذلك سيكون الميرغني رغم أنه جزء لا يتجزأ من هذا النظام هو الجهة المسيطرة في الحزب الاتحادي نتيجة لغياب التنظيم والتشرذم وسط الاتحاديين خارج الأصل وأولئك الذين تصدوا للميرغني ورفضوا المشاركة فحتى هذه اللحظة لا زال الانقسام والتشرذم هو سيد الموقف في الساحة الاتحادية. فعل الرغم من التوحد في الحركة الاتحادية لا زالت الفصائل متمسكة بهياكلها وقياداتها مما يجعل هذه الوحدة شكلية وأقل فاعلية. بهذا السيناريو نكون وكأننا لا رحنا ولا جينا كما يقول المثل، ونكون بذلك قد كررنا تجربة إجهاض أكتوبر 1964 والانتفاضة في أبريل 1985، وكما يقول الدكتور حيدر إبراهيم يكون التاريخ قد مارس معنا دهائه لأننا لم نقرأه جيداً، كما أننا لم نتعلم منه شيئاً، وكل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها كما يقول الأستاذ محمود.
سيرى البعض في قولي هذا شطحاً ولكن ومن واقع تجربتي في العمل المعارض منذ قيام الانقلاب في يونيو 1989 ومعرفتي بالكثير من القيادات التي تقود العمل في أحزابنا السياسية وفي الحركات المسلحة فإنني أكاد أجزم بأن سيناريو إجهاض الانتفاضة القادمة أمر أراه ماثلاً أمام أعيني، فالقيادات التي تقود عملنا السياسي والعسكري لا تملك رؤية شاملة وحتى الآن عجزت هذه القيادات عن وضع مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا فوق المصالح الفردية والمصالح الحزبية الضيقة، ولذلك عجزت عن الوصول الى اتفاق على مشروع وطني لا يحتاج إلى كثير عناء لوضعه فملامحه كلها موجودة في مقررات أسمرا وفي الاتفاقيات الموقعة مع الإنقاذ وعلى رأسها اتفاقية السلام الشامل واتفاقية جيبوتي والقاهرة والشرق والدوحة. وعلى الرغم من أن الجميع متفقون على ضرورة الوصول لهذا المشروع الوطني حتى يتم تشكيل تحالف عريض يضم القوى السياسية في المركز وقوى الهامش الحاملة للسلاح للاتفاق على إسقاط النظام ووضع برنامج للفترة الانتقالية، إلا أن هذا لم يتبلور حتى الآن مما يترك الباب مفتوحاً لاحتمالات إجهاض الانتفاضة القادمة ودخول البلاد في أتون الفوضى.
لقد أزعجني كثيراً تصريح للسيد مالك عقار رئيس الجبهة الثورية حين قال معلقاً على الميثاق الذي طرحته قوى الإجماع الوطني للفترة الانتقالية ،فقد قال “نحن نؤيد فكرة الميثاق ولكننا لا نوافق على فترة الثلاث سنوات للفترة الانتقالية لأن مدة الفترة الانتقالية ستحددها الطريقة التي سيسقط بها النظام”
مدة الفترة الانتقالية في رأيي يجب أن تحدد بناءً على مهام الفترة الانتقالية فالسودان الآن دولة فاشلة منهارة وعلى وشك الإفلاس مما يتطلب الاتفاق بين الجميع على فترة انتقالية طويلة لتفكيك دولة الحزب الواحد، ووقف الحرب، وتحقيق السلام، وتحقيق قومية الأجهزة، وعقد مؤتمر اقتصادي لوضع خطة اسعافية عاجلة، وحل المشاكل العالقة مع جنوب السودان وإعادة المواطنين النازحين إلى ديارهم في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ملخص القول أن الضمانة الوحيدة لنجاح الانتفاضة القادمة هي في اتفاق القوى السياسية وقوى الهامش الحاملة للسلاح وقد خطا السيد التوم هجو والسيد نصر الدين الهادي خطوة جبارة بالانضمام إلى الجبهة الثورية ويمكنهم أن يلعبوا دوراً فعالاً مع أخوتهم في الجبهة الثورية للاتفاق على مشروع وطني وعلى عقد تحالف عريض كما أسلفنا حتى تتكامل الوسائل لإسقاط النظام وحتى نضمن نجاح الانتفاضة وتجنب سيناريو إسقاطها ومن الله التوفيق.
يازول فال الله…ولا فالك
الثورة لن تجهض وستنجح…وسنقطف ثمارها…نحن نعلم بأن المهمة صعبة ولكن بداناهاولا تراجع
مشيناها خطىً كتبت علينا… ومن كتبت عليه خطىً مشاها
هذا افضل مقال كُتب عن الثوره .
بالفعل يجب اتفاق القوى السياسية وقوى الهامش الحاملة للسلاح والناشطين على (مشروع وطني و عقد تحالف عريض) الآن وليس غداً
لقد نجحت الانطلاقه ، والنظام بات مرتعدا ومهزوزا ومترنحاً .
و حانت لحظه اسقاطه .
الاتفاق على تفاصيل المرحلة الانتقالية بين قوى المعارضة(بالمركز) و حاملى السلاح يقطع الطريق أمام الشائعات التى يطلقها النظام بأن قوى الهامش ستستبيح الوسط والشمال اذا ما سقط النظام ليستدر التعاطف معه…الكرة فى ملعب قيادات الأحزاب…و أعول على اللجنة المركزية للشيوعى للقيام بدور فاعل
BRAVO, LET US RACK&ROLL
كثيرا مما ذكرته صائب جدا الاحزاب التقليديه و التاريخيه و ما اقترفته والترابي و زمرته في حق الشعب السوداني و الاغلبيه الصامته كبير جدا لكن لايمكن فرض او حجر علي صناديق الانتخابات اذا اتت بمن اضرو بمصلحه البلاد و العباد يكون الذنب و العيب علي الشعب الذي يختار جلاديه مرة اخري اذن الحل فقط في المحافظه علي استدامه الديمقراطيه و العض عليها بالنواجذ ووضع الاسس و الضوابط التي تضمن الدفاع عنها و استمرار دورات التعاقب للاحزاب التي تحكم السودان مع وجود معارضه فاعله رشيده بعد كم سنه يكون السودان نهض ما أراه من عمل واجب التالي
1- العمل علي تكوين اجسام سياسيبه جديده احزاب حتي تستوعب الشباب و الاغلبيه الصامته المؤمنه بأن من اسباب خراب السودان نخب و عواجيز الاحزاب التقليديه الحاليه وكل من لم يجد نفسه في الاحزاب القائمه
2- وضع تصور متفق عليه كيف تحكم فتره انتقاليه قصيره جدا وممن تكون
3- و ضع تصور لكيفية التعامل مع دولة الجنوب و الحل المشاكل العالقه
4- و ضع تصور كيف يمكن تحييد الجيش من الاختراق من قبل الاحزاب و بعده عن السياسه
5- تكوين اجسام نقابات قويه قوميه تساعد في حماية النظام الديمقراطي
يبدو من كلامك الترابي سيجهض الثورة او مالك عقار والجبهة الثورية هذا من جانب اخر فدعني اسال اي ثوري سواء من الشباب والطلاب واحزاب الكر والفر من هم الثوار الحقيقيون ؟ لا شك هم الهامش واهل الهامش وثوار الهامش وبمعنى ذلك ليس هنالك امراً يجعلك ترفض كلام عقار فبالامس القريب كتبت مقال في هذا الموقع وشكلت فيه حكومة بطريقة تقديرية وكانت عشائرية وعنصرية لم تكن موفقه لتلبي طرح الثورة اذا كان الرغبة هو اسقاط النظام وبناء دولة المواطنة والتساوي في الحقوق فهكذا المالوف في السودان فلم يتغير عقليات الناس ودائما التفكير في السلطة دون اي جهد فاين الانتقاليين عندما سعت حكومة الابادات التنكيل والقتل لشعوب السودان ولماذا الان فاهل دارفور وغيرهم خارج الانقاذ لهم من يحميهم ويجاهدون في نيل حقوقهم وهكذا الاخرين في الهامش وما لنا بالترابي او اي عسكر يستغل موقفه فليس في الامر شيئا غريب فهنالك شكوك في ثورة الداخل من المحتمل صنعتها الانقاذ لاهداف محددة بالاتفاق مع المعارضة فالناس ما عندهم قنابير يا ناس فالشيء المعروف الثورة امر حتمي دستوري رغم غيابها يستطيع الشعب التعبير عن رايهم بالوسائل السلمية ونتمنى ان تحقق اهدافها بسقوط النظام وقبلها ان يكون هنالك اتفاق لان الثورة في الاصل بدات من الهامش فلا بد من وجود الية بينها وبين الثوار او المعارضة من الداخل في اعتقادي ليس هنالك فشل لاسقاط نظام البشير باي حال من الاحوال وقبل كل هذا وذاك يجب على الناس النظر الى مشاكل السودان قبل الشروع فيمن يحكم او لا يحكم
حقيقه المهمه صعبه ولكن ليست مستحيله….الحركات المسلحه أصدرت بيانات واضحه وصريحه بسلمية الثوره وهذا وعى سياسى متقدم يحسب لها…والتزمت كذلك بوضع السلاح وبمجرد نجاح الانتفاضه وهذا هو الوضع الطبيعى وان لم تفعل ذلك فهذا يعنى أنها تحارب الشعب.
أما الفتره الانتقاليه ومدتها فهذا شىء بديهى …لابد من فتره كافيه تجعل الأحزاب والتنظيمات تساوى أوضاعها وتحدد برامجها لتمارس دورها وفق انتخابات حره ونزيهه توفر أجواءها حكومه انتقاليه مختاره بمعايير علميه محدده.
أى أن الأحزاب والتنظيمات يجب أن تبتعد عن الفتره الانتقاليه وتستعد لما بعد ذلك كما حدث فى مصر
أى أن تطرح نفسها على الشعب الذى يحدد أوزانها أما اذا رفضت وضع السلاح وحاولت فرض نفسها على الشعب فمالفرق بينها وبين النظام الذى تم فرضه من الجبهه الاسلاميه ورفضه الشعب.
والضامن لكل ذلك هو الشعب الواعى الذى لن يمرر أى خطوه من أى فرد أو جهه تحاول الخروج عن الأجماع وهنا لابد من دور للقوات المسلحه لتدير العمليه وتحمى البلاد والعباد من أى انزلاقات لا قدر الله.