أخبار السودان

رافضو رفع العقوبات .. أكثر من سؤال..!

الخرطوم: خالد فتحي

ما أن يتحرك ملف رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان، حيث يحتدم النقاش حولها، وسرعان ما يظهر أفراد وجماعات يطالبون بلا مواربة بالاستبقاء على العقوبات باعتبارها “سيفاً مسلطاً” على نظام الخرطوم الذي لا يخشى ? كما دلت التجارب- سوى الضغط الدولي أو بالأحرى الأمريكي .
بين الأصوات الرافضة لرفع العقوبات علا صوت الحركة الشعبية ? شمال بقيادة مالك عقار التي نصحت الإدارة الأمريكية بتوخي الحذر في القرار، ولم تكتفِ بذلك فحسب، حيث وجهت نداءً للسودانيين في الولايات الأميركية لتنفيذ سلسلة احتجاجات سلمية ضد القرار المرتقب ? وقتها- .
بالفعل نظمت مجموعات معارضة عدة وقفات احتجاجية أمام الكونغرس الأميركي، وأشهروا لافتات تطالب بالإبقاء على العقوبات الأميركية المفروضة على السودان، كورقة ضغط لإلزام الخرطوم لتحقيق السلام وإطلاق الحريات العامة، ودفع الممانعون بمذكرة للكونغرس، تضمنت بعض الممارسات السلبية للحكومة، من عمليات قتل وتشريد وانتهاك للحريات، وحثت المذكرة الكونغرس للضغط بقوة في اتجاه الإبقاء على العقوبات الاقتصادية .
الناشط الحقوقي والكاتب الصحفي البراق النذير الوراق قال: ” في إعتقادي أن مواقف الناس بين استمرار العقوبات الأمريكية أو رفعها ينطوي على تمرين ديمقراطي ساخن ويحتاج مغالبة لشهوة إطلاق القول على عواهنه، دع عنك الخجل من إبداء الجهل بهذا الأمر وتداعياته، بحسبان أن مطاوعة أهواء النفس والهرولة نحو استعراض شعارات الوطنية الزائفة عبر تخوين الآخرين ينتقص من المبدأ الذي تنادي به، كما يطعن في أهلية المساهمة في بناء وطن حُر وديمقراطي”.
ويتساءل البراق: “هل فعلاً الناس مشكلتها العقوبات..؟! ويضيف: ” من وجهة نظري هذا سؤال محوري خصوصاً للمطالبين برفعها”.. ويمضي ليقول: “الناس لديها مشكلات مستوطنة ما قبل العقوبات، وستظل متواصلة حتى بعد أن رُفعت “.
ويشير محدثنا إلى أن الحكومة عبر آلتها الإعلامية استطاعت أن توهم الناس، أن كل مشكلاتهم محلولة لو تم رفع العقوبات. في المقابل هناك تيارات معارضة تحاول إقناع الناس بأن استمرار العقوبات سيعني سقوط النظام، لافتاً إلى أن القضية في رأيي مرتبطة بمصالح حيوية بين الخرطوم وواشنطون لا علاقة لها بمصلحة المواطنين العاديين.
وعن وجهة نظره الشخصية يقول: ” أنا شخصياً أؤيد رفعها لسببين: أولاً: لا أريد لبلادي أن تكون تحت رحمة الآخرين وتمنياتهم وآمالهم العريضة فيها. ثانياً: أريد أن يكون هناك اختبار حقيقي لجميع الأطراف بحيث تعمل تحت ظروف مختلفة عن السابق، أي بلا عقوبات. حتى تقيس المعارضة حجمها الحقيقي وسط الشعب أما قيمة الحكومة فهي ظاهرة لكل من يعيش في هذه البلاد”.
النقابي والحقوقي محمد علي خوجلي ابتدر حديثه بالقول: “هذا أغرب شيء” عندما سألته لماذا..؟ قال: “لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، طالما صدعت برأيها عن عدم جدوى تلك العقوبات ليس في الحالة السودانية وحدها بل لكل دول العالم”. وتسوق تلك الجهات مبرراتها حسب خوجلي الذي تحدث لـ(التيار) أمس أن العقوبات أخفقت في الضغط على الأنظمة المستبدة وكثيراً ما ينجو الجلاوزة من الطبقة الحاكمة ومشايعييهم منها وتدفع الشعوب والفئات المستضعفة باهظ الثمن. كما أن العقوبات كما يؤكد ? خوجلي- تمنح الحكومات فرصة للإفلات من تعهداتها أمام شعوبها والتراجع عن الالتزام بها بحجة أنها تحت الحصار والعزلة. ولعل هذا ما يصنعه نظام الإنقاذ منذ فرض العقوبات عليه قبل (20) عاماً.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..