أخبار السودان

أدمغة أدمنت السحت

بلا حدود

هنادي الصديق

من أسوأ الاخبار التي قرأتها هذا الاسبوع هو إعتزام النظام تطبيق حزمة اقتصادية جديدة، تشمل التوسع في رفع الدعم عن سلع وخدمات رئيسة للمواطن، بالتزامن مع قرار امريكي مرتقب برفع كامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، حيث جاء في الاخبار تعهد وزير المالية، محمد عثمان الركابي، لمسؤول رفيع في صندوق النقد الدولي، بقبول روشتة اقتصادية دولية تشمل رفع الدعم عن السلع.
بعد إقراراه بأن فشل السودان في سداد ديونه الخارجية البالغة 55 مليار دولار يحول دون حصولهم على قروض جديدة، وهذه بطبيعة الحال لتمويل نشاطات الحكومة المترهلة.

يأت هذا القرار الموجع والمؤلم والمواطن ينتظر قرار رفع العقوبات املا في رفع معاناة اثقلت كاهله وقصمت ظهره، ولكنها الانقاذ لا تعبأ للمواطن، رغم الوعود الكاذبة التي ظلن تدغدغ بها الشارع من وقت لآخر، ورغم تصريحات النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء وهويعلن ان اولي اولياته (الاصلاحات الاقتصادية)، ليتأكد ان القول شئ والفعل شئ اخر.
* ولعل الأمرَ من هذا كله هو الخبر الذي فاجأ به رئيس البرلمان الجميع وأعلن توجيه موازنة العام المقبل 2018 لانشطة الأمن والدفاع، وهو الذي ينتظر منه ان يقف في صف المواطن بدلا عن
وقادت سياسات الحكومة القاسية، إلى هبَة شعبية في سبتمبر 2013م، قوبلت بقمع شديد من القوات النظامية، وانتهت بسقوط أكثر من 200 شهيداً ومئات الجرحي.

إذا ليستعد الشعب لتكرار ذات الجولة واضعا في اعتباره مصير المئات من الشهداء والجرحي، او ليواصل في ذات الخنوع والصمت الذي جعل منه شعبا خانعا باصما بالعشرة علي كافة اشكال القمع والابتزاز التي دأب علي ممارستها النظام بلا رحمة.

الشعب لم يقل للحكومة او النظام انه يريد الحرب، ولم يوافق عليها، ولم يكلف مسؤولا واحدا بإشعال نار الفتنة ولا اطلاق رصاصة واحدة علي ابناء الوطن من حملة السلاح او المواطنين العُزَل، فالشعب يريد ان يعيش في سلام وامان، ويبحث عن لقمة العيش الرخية وطبشورة الدراسة والكتاب والكراسة والمقعد دون الحاجة للبحث عنها واستجدائها من الحكومة، والشعب يبحث عن حبة البنادول بسعرها الحقيقي لا سعر الحكومة المضاعف، ويبحث عن جرعة الكيماوي لتكون في متناول يده، بدلا عن استجدائه ثمنها من الاثرياء وانتظاره لأيام حتي يتمكن منه المرض فتضيع (روحه) في رحلة البحث عن الشفاء.

الحكومة تؤكد في كل يوم انها عالة علي الشعب، فجميع المسؤولين بها بلا استثناء، يأكلون من سنام المواطن دون ان يقدموا له ما ينتظره منها من خدمات، وكل يوم يزداد إحكام قبضة الحكومة علي (رقبة المواطن)، من خلال فواتير خدمات هزيلة، ودمغات لا وجود لها الا في ادمغة أدمنت اموال السحت، وجبايات تفوقت في شكلها وأساليبها القمعية على جبايات العهد التركي المصري البغيض.

الحكومة لم يعد لديها ما تقدمه للمواطن سوي المزيد من الضغط والقمع والاذلال والاهانة في وطنه، ومن لم يعجبه الحال، فأمامه حلا من إثنين، إما الهجرة وترك الجمل بما حمل، وإما ان يمتهن اساليب الفهلوة من سرقة وإحتيال وهمبتة، ولا بأس من القتل إن دعي الداعي، ليعيش كريما عزيزا مهابا في وطنه.

عزيزي المواطن، إختار احد الحلين لتعش بسلام.

الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اصلا مافي خدمات مقابل الدفع والجبايات فلماذا ندفع
    الحكومة تستطيع ان تتحكم في سلع تمتلك التصرف فيها وهي المحروقات والماء والكهرباء وتستطيع ان تزيد الجمارك وهذا ما ستقوم به واثره على المواطن مضاعف لانه مباشر وغير مباشر عن طريق رفع الاسعار في سوق الله واكبر
    طيب ليه ده كلو
    عشان تصرف على الجيش والامن والشرطة والدستوريين والبرلمانيين وتخلي حبة للمعلمين والصحة و باقي الميري
    لا تنمية لا خدمات هذه كلها يمولها المواطن بنفسه ويزيد عليها رشاوي

  2. اصلا مافي خدمات مقابل الدفع والجبايات فلماذا ندفع
    الحكومة تستطيع ان تتحكم في سلع تمتلك التصرف فيها وهي المحروقات والماء والكهرباء وتستطيع ان تزيد الجمارك وهذا ما ستقوم به واثره على المواطن مضاعف لانه مباشر وغير مباشر عن طريق رفع الاسعار في سوق الله واكبر
    طيب ليه ده كلو
    عشان تصرف على الجيش والامن والشرطة والدستوريين والبرلمانيين وتخلي حبة للمعلمين والصحة و باقي الميري
    لا تنمية لا خدمات هذه كلها يمولها المواطن بنفسه ويزيد عليها رشاوي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..