عضو اللجنة العليا لإغاثة مسلمي الروهينجيا دفع الله محمد كنون: مبادرة دعم الروهينجيا وجدت قبولاً كبيراً من قبل الشعب السوداني .. ساندنا قضية الروهينجيا في مجلس حقوق الإنسان

حوار: محمد أبوزيد كروم
أكد عضو اللجنة العليا لإغاثة الروهينغيا، دفع الله محمد كنون، اكتمال كافة الترتيبات الخاصة، بإرسال الإغاثة السودانية للاجئي الروهينغيا ببنغلاديش، وقال إن الإغاثة تستهدف عشرين ألف أسرة روهينغية، وأن الأسرة تتكون من 4 إلى 5 أشخاص، وأضاف بأن سلة الغذاء للأسرة الواحدة تكفي لشهر كامل، مبيناً أن لجنة الإغاثة ستستمر في عملها، خاصة وأن استجابة الشعب السوداني لها كبيرة، وأضاف بأنهم سيشرعون فور توصيل الإغاثة إلى بنغلاديش في المرحلة الثانية بتجهيز قافلة تحتوي على مستلزمات فصل الشتاء خاصة ملبوسات الأطفال وكبار السن، لجهة أن اللاجئين أغلبهم في العراء وفصل الشتاء على الأبواب، ووصف كنون ما يتعرض له الشعب الروهينيغي بالمأساة الكبيرة ضد الإنسانية.
*حدثنا عن آخر تفاصيل الإغاثة السودانية للروهينغيا؟
– الحمد لله المبادرة وجدت قبولاً كبيراً منذ تدشينها بالتعاون مع صحيفة (الصيحة) واللجنة السودانية العليا لإغاثة الروهينجيا، لإغاثة المسلمين من (آراكان) الذين لجأوا إلى بنغلاديش نتيجة الاضطهاد الذي وجدوه في بورما.
*هل واجهت اللجنة العليا أية معوقات خلال عملها؟
– لا توجد أي معوقات تذكر، والأمور تسير بصورة جيدة والحمد لله، واللجنة العليا لها خبرة جيدة في العمل الإغاثي وتشارك فيها منظمات لها باع طويل في العمل الإنساني، وهذا يجعل من كل المعوقات الإجرائية سهلة الحلول لتراكم الخبرات في هذا المجال.
*هل قدمتم من قبل إغاثة للروهينغيا؟
– نعم اللجنة مستمرة منذ العام 2012م، وقدمنا إغاثة للشعب السوري مع بداية الأزمة السورية، وقدمنا كذلك إغاثة للروهينجيا في بنغلاديش، بالتعاون مع المنظمات التركية، بمبلغ 200 ألف دولار، وهي قيمة رمزية من الشعب السوداني لمسلمي الروهينجيا.
*هل اكتفيتم بالدعم المادي والعيني فقط؟
– لا، بل واصلنا جهودنا في غير الدعم المادي، وناصرنا المسلمين الروهينجيا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، بالشراكة مع المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان وقناة الجزيرة، وإلى آخر جلسة الـ(36) لحقوق الإنسان، والذي قُدمت فيها ندوة لمناصرة الروهينجيا، وكانت ضربة البداية في العام 2012م، والضربة الثانية الآن بمادرة صحيفة (الصيحة) واللجنة العليا.
*وما هي تفاصيل عمل اللجنة العليا؟
– بعد اجتماع اللجنة العليا، قُسمت اللجنة العليا إلى لجان، لجنة للإغاثة ولجنة للخدمات، وللمال، وللإعلام، وعكفت تلك اللجان في عملها، إلى أن رفعت كل تقاريرها للجنة العليا، والتي عقدت أكثر من سبعة اجتماعات، لمناقشة جمع المال، وكيفية إيصال القافلة للروهينجيا، والحمد لله المجتمع السوداني والمانحين السودانيين فيهم خير كبير وتجاوبوا بقوة مع لجنة الإغاثة، وحررنا خطابات للقطاعات والبنوك، واتحاد اصحاب العمل والاتحادات النسوية والمنظمات الاتحادية، وأصحاب الأموال السودانيين، ورجال الأعمال، والشركات والمؤسسات بمختلف مسمياتها، شاركت وساهمت بقوة.
*متى سيتحرك وفد الإغاثة إلى بنغلاديش؟
– وفد الإغاثة على وشك التحرك إلى بنغلاديش خلال أيام، وكافة الترتيبات اكتملت، وحتى التفاصيل التي تخص المعسكرات في بنغلاديش بطرفنا، وتقريباً كل التفاصيل جاهزة، والحمد لله.
*كم ستسهدف الإغاثة من أسر الروهيغيا؟
– نحن نستهدف عشرين ألف أسرة من الروهينغيا، موجودة في بنغلاديش، والأسرة فيها ما بين أربعة إلى خمسة افراد.
*ماذا ستقدمون لهم؟
– سنقدم لهم سلة غذائية متكاملة، تكفي الأسرة لمدة شهر كامل. وهذه البداية والحملة مستمرة، والمانحون مازالوا يساهمون، وفصل الشتاء على الأبواب وسنقدم إن شاء الله احتياجات الشتاء في قافلة أخرى، لجهة أن اللاجئين الروهنجيين سيواجهون الشتاء في العراء وسيحتاجون إلى مستلزماته.
*كيف تقيم تجاوب الشعب السوداني مع أزمة الروهينجيا؟
– حقيقة هذه أول مرة في حياتي أشهد تجاوباً منقطع النظير من جميع قطاعات الشعب السوداني دون استثناء، فالكل تجاوب مع القضية، لأنها قضية عادلة ومختلفة عن كل الصراعات في العالم، والروهينجيا يواجهون التنكيل داخل بلدهم، ولا يجدون مأوى ولا سكن ولا حتى مواطنة، وقضية الروهينجيا قضية عادلة وكل إنسان يتألم لها، وسبق أن اجتهدنا في توفير إقامة للروهينجيا في السودان، والآن هنالك أكثر من مائة طالب روهينجي في جامعة إفريقيا العالمية في السودان، وكان ذلك بعد الإغاثة الأولى.
* لماذا التفاعل مختلف مع قضية الروهينغيا، مقارنة بالقضايا الإنسانية الأخرى برأيك؟
– لأن القضية مختلفة عن أي قضية أخرى، الروهينجيا، تم إخراجهم من ديارهم دون أي وثائق أو أي اعتراف بحق مواطنة لهم، وحتى في قضايا النزاعات والحروب واللجوء الأخرى، يخرج اللاجئ من بلده بوثائق وبيانات شخصية تحفظ له حقه، وحتى خروجه يكون موقتاً لظروف سياسية، أو لحرب أهلية وغيرها، ويعود بعدها متى ما سمحت الظروف، ولكن في قضية الروهينجيا لا عودة إذا خرجت بسلام من بورما.
*وهل قضية الروهينغيا تختلف عن ذلك كثيراً؟
– لا مقارنة البتة، الروهينجيا، خياراتهم محدودة، إما الموت أو الخروج من بورما وحتى الخروج من بورما أمر في غاية الصعوبة، وهذه قضية تطهير عرقي لم تحدث في التاريخ، ولا يمكن قياسها بأي قضية إنسانية أخرى، لذلك هي قضية مختلفة، هي قضية شعب بدون أرض.
*هل وجدتم دعماً رسمياً للإغاثة؟
– نعم، وجدنا كل السند والمؤازرة، ونحن نشكر مؤسسات الدولة، لتسهيلها إجراءات سفر الوفد إلى بنغلاديش، وهنالك مجهودات مقدرة من وزارة الخارجية والمالية ومفوضية العون الإنساني، ونشكرها لدعمها اللوجستي للوفد المسافر.
ـ كيف تم الترتيب والتنسيق لإغاثة الروهينجيا؟
طبعاً، هنالك تغيير في منهجية عمل المنظمات في تقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية الى المجتمعات المحلية، والمتضررين من الكوارث والأزمات والحروب الأهلية، أو حتى الصراعات بين الجماعات أو القبائل أو الدول وذلك باتباع نظام التشبيك بين المنظمات المحلية أو العالمية، وذلك لتقديم الدعم اللازم للمتأثرين باستجابة سريعة، وهذا هو الذي جعلنا نفكر في إنشاء وتكوين اللجنة السودانية العليا للإغاثة بجمع قدرات المنظمات مع بعض والتنسيق فيما بينها للوصول إلى المتأثرين.
ـ هل أدى هذا التنسيق والتشبيك الدور المطلوب؟
نعم، بل تطور الأداء في اللجنة، وذلك بخلق شراكات متميزة مع منظمات إقليمية ودولية، وهذا هو سبب النجاح في تقديم الإغاثات إلى المتأثرين في بنغلاديش في العام 2012 والسوريين، وفيضانات باكستان وفيضان سونامي، وفيضانات اليمن، والوصول إلى غزة.
؟ هل لكم تعاون مع المنظمات الأجنبية
نعم، لنا علاقات واسعة، وفي العام 2012 قدمنا إغاثة إلى المسلمين الروهنقيا بشراكة ذكية مع منظمات تركية وهي التي وفرت الدعم اللوجستي. ومنظمات بنغلاديشية وهي التي قامت بتوزيع المواد الغذائية بعد حصر الأسر في المعسكرات Neo Park في منطقة Coxbazar المتاخمة للحدود مع دولة مينمار (بورما) سابقاً ومنطقة اشتيقون.
ـ وماذا عن التعاون في إغاثة الروهينجيا؟
مازال مستمراً، وبحمد الله تم الترتيب لتوصيل الإغاثة العاجلة الى المسلمين الروهنقيا بالتعاون والشراكة مع منظمة ihh التركية وPUlSE BANGLADESH وتوزيعها في معسكرات اللاجئين التي زادت أعدادهم عن 500000 نسمة والذين يعيشون في أوضاع مأساوية نتيجة الأمطار وأيضاً مقبلون على فصل الشتاء.
الصيحة.