محمود عبد العزيز كان شوكة حُوت في حلق (الكيزان)

الخرطوم- محمد الطيب

رغم الوضوح الكبير الذي ميّز مسيرة الفنان الراحل محمود عبد العزيز الفنية، إلا أن حياته الخاصة اكتنفها كثير من الغموض وعلامات الاستفهام التي لم يتمكن المتابعون له فك طلاسمها، ولعل واحدة من هذه العلامات تلك العلاقة والارتباط الواضح لمحمود بـ(العسكرية والكاكي)، فقد احبّ حياة العسكرية حباً عنيفاً، وظهر في كثير من المناسبات الوطنية وهو يرتدي اللبسة العسكرية كاملة سواء أكانت لبسة (الجيش) أو (الأمن) أو (الشرطة)، بل إنه ظهر في مناسبات أخرى وهو يحمل سلاح (الكلاشنكوف) ويبدو سعيداً ومنتشياً، وتردّد بأن محمود مُنح رتبة من سلاح الموسيقى..

عشق محمود للكاكي بلا شك يؤكد أن فنان الشباب الأول كان معجباً للحد البعيد بالأجهزة الأمنية والشرطية، وهو بالضرورة له مُساهمات فنية ومعنوية كبيرة مع الجيش، على الرغم من أنّ الأغنيات الوطنية لم تكن ظاهرة في سفر الحُوت بقدر وضوح الأغنيات العاطفية، ولمحمود مجموعة كبيرة من الأصدقاء الضباط في الشرطة والسلك الدبلوماسي، كان محمود هو من أشد المطالبين بالوحدة وقد وقف بقوة ضد الانفصال، حيث يرى ان الجنوب هو (رئة) السودان، وعلى المستوى الشخصي كان من أكثر الفنانين الذين يتمتّعون بشعبية جماهيرية في جنوب السودان، وكل حفلاته بجوبا ومدن الجنوب حققت نجاحات منقطع النظير، وبعد توقيع السلام راجت شائعات أكدت أن محمود انضم بشكل رسمي للحركة الشعبية، غير أنه نفى ذلك، ونفى أيضاً أن يكون منضماً لأي حزب سياسي.. ويبقى الأكيد المؤكد أن الحُوت احب العسكرية والكاكي وله كثير من الصور التي تثبت ذلك.

رحل محمود دون أن ينتظر سقوط نظام البشير الذي (أعاق) مشواره الفني كثيراً، حيث ادخل النظام السابق، محمود السجون غير مرة، وكانت المُضايقات تصل حتى حفلاته الخاصة، بل إن محمود كان ممنوعاً من الغناء في مسارح الخرطوم لفترة ست سنوات بأمر النظام العام.

محمود حالة خاصة، فهو يعشق (المدنية) وفي نفس الوقت يحب (الكاكي).

السياسي