حتي لا نقول وداعاً لجمارك كريمة !!

حسن وراق

($) المدن كالكائنات الحية تخضع لدولاب تطور ابن خلدون و تمر بالعديد من مراحل الازدهار والتطور وبعضها يصاب بالضعف والتردي والانهيار و منها ما يستعيد موقعه ومنها ما يموت و ينزوي وبعضها يتوقف نمؤه والأمثلة في تاريخ السودان حية كما هو الحال في مدينة اربجي التي ما تزال آثارها شاهدة علي حضارة سادت ثم بادت بفعل الحروب و مدينة المسلمية التي كانت اكبر المراكز الادارية والتجارية في السودان قبل قيام مشروع الجزيرة الذي انشأ مركز تجاري واداري بديل في الحصاحيصا ، مدينة ابوعشر الاقدم في المنطقة كما جاء في طبقات ودضيف الله توقف نمؤها و لم تراوح مكانها كمدينة ريفية . .
($) مدينة كريمة حاضرة محافظة مروي ارتبطت تاريخيا بخط سكة حديد منحني النيل الذي شكل ثورة في حركة نقل البضائع والركاب وعرفت كريمة أيضاً بأنها من اكبر المواني النهرية المشهورة بوجود اكبر عدد من البواخر النيلية التي تصل حتى دنقلا.
في العقدين الماضيين تأثرت مدينة كريمة سلبا بالمتغيرات الاقتصادية جراء تدهور وانهيار السكة حديد و توقف حركة النقل النهري و مصنعي الخضر والتمور وبدأت الحركة التجارية تعتمد فقط علي موسم البلح لتفقد المدينة كل مقومات الازدهار .
($) ظهر الأمل في الألفية الثانية مع امتداد الطريق البري لشريان الشمال وقيام كبري كريمة مروي الذي سهل عملية انسياب حركة النقل والمواصلات وقيام سد مروي الذي وفر الطاقة الكهربائية لخلق فرص عمل جديدة وعمالة وافدة علي المنطقة والآن تتعرض المنطقة لهزة اقتصادية بسبب انهيار سوق البلح وتكدس المخازن والمنازل بكميات ضخمة لم تجد طريقها للتسويق بفعل الحروب في مناطق دارفور والجنوب أسواق البلح الرئيسية و تعرض المحصول للتلف مما ضرب بأسعاره الأرض ولا أحد يشتري والحكومة تتفرج و لم تتدخل لإنقاذ المنتجين.
($) قيام محطة جمارك كريمة أنعش الحركة التجارية في كريمة التي أصابها الركود وخلق فرص عمل جديدة لأكثر من 50 شخص يمارسون عمل التخليص الجمركي وأكثر من 300 من عمال الشحن والتفريغ بالإضافة الي حركة التجار ووكلاءهم ورفد أسواق المنطقة بالبضائع الرخيصة. البضائع الواصلة من منطقة شلاتين المصرية يتم تخليصها في مناطق العبيدية وابوحمد ، كريمة و دنقلا والتنافس بين هذه النقاط الجمركية يعتمد علي إدارة المحطة الجمركية ومرونتها في التعامل وتحفيز السائقين لاختيار النقطة الجمركية للتخليص .
($) السلطات المصرية تفرض علي سائقي الشاحنات دخول شلاتين المصرية بحمولة صادر لا تقل عن 30 طن من(450جوال) مختلف البضائع ويستغرق السفر والدخول قرابة الشهر وتسمح السلطات المصرية بأسبوع واحد فقط لخروج العربات محملة من جمارك شلاتين علي أن تكون السفريات مرتين في العام علي الاقل للسائق و إلا يتعرض للحرمان . سائقو الشاحنات يتعرضون لمشاق السفر والتعامل الفظ من الجانب المصري بالإضافة لعدم تقدير ذلك من الجانب السوداني الذي يهمل تحفيزهم وتشجيعهم علي مواصلة العمل .
($) المحطة الجمركية مطالبة هي الاخري بتطبيق الحزم الجمركية المتعارف عليها وتحقيق ربط إيرادي محدد وهنا تكمن الإشكالية ، كلما تشدد مدير المنطقة الجمركية مع العملاء كلما فقد الكثير منهم وكلما تعامل بمرونة خاصة مع سائقي تلك الشاحنات في تخليص مقتنياتهم الشخصية كحافز كلما جعل السائقين يفضلون المحطة الجمركية علي سواها وقد شكي عدد من السائقين من تشدد إدارة كريمة الجمركية مقارنة بجمارك العبيدية وابوحمد و دنقلا الذين يتعاونون ويشجعون السائقين للتخليص هنالك مما يجعل التخليص في محطة كريمة أمر غير مشجع وغير مرغوب فيه لتشدد مدير المحطة بلا معني.أبناء المنطقة (المتنفذون) انشغلوا بأنفسهم و(ثرواتهم)، أهملوا أهلهم و منطقتهم ولم يزر احد منهم المحطة الجمركية ليتعرف علي مستقبل المنطقة وتشدد مدير المنطقة وعدم مرونته في ظل الركود الذي ضربها وهكذا هم أبناء المنطقة كضل الدليب أو في الغالب مثل (الكنكنجية) الواحد فيهم ن كل همه أن يلعب صالح ورقو .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قيام محطة جمارك كريمة أنعش الحركة التجارية في كريمة التي أصابها الركود وخلق فرص عمل جديدة لأكثر من 50 شخص يمارسون عمل التخليص الجمركي وأكثر من 300 من عمال الشحن والتفريغ بالإضافة الي حركة التجار ووكلاءهم ورفد أسواق المنطقة بالبضائع الرخيصة. البضائع الواصلة من منطقة شلاتين المصرية يتم تخليصها في مناطق العبيدية وابوحمد بالله عليك يقول عليك شنو وبعد ده منو البقول حلايب وشلاتين سودانية مادام كاتب سوداني يكتب شلاتين مصرية وتنشرها جريدة الكترونية واسعة الانتشار

  2. لاتنسى ترحيل أهل امرى والحامداب وبعض من المناصىر بسب السد والذين كانت كريمة سوقهم الرسمي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..