البشير والحرب على الفساد

د. محمد شمو ـ الشتات
تعجبت كثيراً لخبر اعلان الرئيس البشير الحرب على الفساد. مصدر عجبى هو ما أعرفه عن البشير من افتقاره للنزاهة و الامانة التى تؤهلة لقيادة هذه الحرب المزعومة و فاقد الشئ لا يعطيه.
البشير هو أصل الفساد و راعيه و القائم على امره. و الفاسدون هم الرئيس و ازواجه و إخوانه و اهله و حزبه و حركته الاسلامية. لو لا فساد البشير لما تجرأ هؤلاء على الخوض و الولغ فى الفساد. و قديماً قيل “اذا كان رب البيت بالدف ضارب، فشيمة اهل البيت الرقص و الطرب”.
وجود البشير على هرم السلطة فى حد ذاته هو أبرز أوجه الفساد. أليس أحد تعريفات الفساد الادارى “وجود الشخص غير المناسب فى موقع السلطة و اتخاذ القرار”؟
ألم يقدم البشير اوضح برهان على صحة هذه النظرية بما جره على البلاد من كوارث و خراب و دمار بسبب عدم أهليته لشغل المنصب الدستورى الأعلى فى البلاد؟
السبب الحقيقى لحرب البشير المزعومة على الفساد هو أن الفساد بلغ حداً لم يعد معه من الممكن النفى و الانكار لأنه دخل الفساد اللحم الحى كما يقولون .
لقد تجاهل البشير فى الماضى بتعمد و اصرار كل الصرخات و نواقيس الخطر التى دقت لفضح الفساد و المفسدين، لأنه رأى فى ذلك إقراراً بفساده شخصياً و فساد نظامه و هى حقيقة لا جدال فيها. لذلك أخذته العزة بالاثم و استكبر و تمادى فى فساده و غض الطرف عن فساد الآخرين حتى بلغ الفساد حداً اصاب فيه الاقتصاد فى مقتل، و جعل العملة الوطنية على شفير الإنهيار و تعددت الأزمات و صارت الواحدة تجر الأخرى. الامر الذى بات معه تسيير امور الدولة و ادارة عجلتها أمراً صعباً.أما حياة الناس فقد زادت ضنكاً و شقاءً. هذا هو سر هذا الشعور الوطنى غير المعهود و النزاهة الزائفة التى هبطت فجأة على الرئيس البشير فخرج علينا يبشرنا بمحاربة الفساد و يعدنا بإخراج ما نهب المفسدون من أعينهم.
لقد كان الفساد هو الوسيلة الاولى لسياسة التمكين التى انتهجها البشير و نظامه و الحركة الاسلامية. ما نشهده اليوم من انهيار تديجى للاقتصاد و ازمات ما هو الى حصاد تلك السياسة البغيضة.
اذا كان البشير جاداً و صادقاً (حاشاه) فى محاربة الفساد، فالاولى به ان يبدأ بنفسه ثم الفاسدين من ذوى القربى من أهل بيته و اخوته ثم الأقربين من عشيرته فيردوا لنا اولاً ما اخذوه بغير حق، ثم ليمثلوا امام العدالة (لا لجان التحلل) ليحاسبوا. هل يستطيع البشير ان يفعل ذلك؟
البشير يحاول ان يتزاكى على الشعب فيقدم أكباش فداء من الفاسدين من غير ذوى القربى و الأقل فساداً و ربما آخرين لا ذنب لهم غير معارضة ترشيحة لولاية جديدة، فيصيب بذلك ثلاثة عصافير: اولاً يخدع الشعب بمحاربة الفساد ليدعم برنامجه الانتخابى و ثانياً ينتقم من معارضى ترشيحه و ثالثاً يستعيد بعض الاموال ان افلح ليدير بها عجلة حكومته المهترئة و جهاز امنه الفاسدة او يدخلها فى نصيبه من المنهوبات. لكنها لن تعود بأى حال للشعب او الخزينة العامة.
لكن هذا لن يكون سهلاً على البشير، فهامان يعرف كل اسرار فرعون و قد ينقلب السحر على الساحر. المستهدفون يعرفون من الخبايا و الاسرار ما يستطيعون أن يؤذون به البشير و يبتذونه. و لنا فى قصة الفريق طه عثمان خير مثال. فبعد خروج الفريق طه من القصر ارسلت له الحكومة وفداً من بعض رموزها فى مهجره بقصد ان يستردوا منه بعض الاموال المنهوبة، لكنه رفض بصلف و غرور و ردهم خائبين بعد ان هددهم بإفشاء اسرار فساد مسؤلى الحكومة و المؤتمر الوطنى ان هم ألحوا فى طلبهم.
كما أن الفاسدين كانوا حريصين منذ الوهلة الأولى على أخراج الأموال المنهوبة الى حسابات آمنة فى الخارج او استثمارها فى بلاد لا تدقق قوانينها كثيراً فى مصادر الأموال. فهم اذاً قد استعدوا لمثل هذا السيناريو لا لأنهم تنبؤا بإنقلاب عراب الفساد عليهم و إنما لاحتمال انقلاب نظام الحكم او حدوث ثورة شعبية.
من أموال الفساد ما ذهب الى غير رجعة لانه يصعب و ربما يستحيل عملياً و قانونياً استرجاعه. مثل اصول و عقارات حكومة السودان فى الخارج التى بيعت فى عمليات فساد محكمة لصالح ثلة من فسدة النظام. لقد اصبحت اكثر هذه الاصول و العقارات قانونياً تحت ملكية جهات اجنبية فى بلاد لها نظمها القانونية المختلفة. و مثال لذلك اصول و عقارات حكومة السودان فى لندن (ما يعرف ببيت السودان و بعض العقارات الاخرى). فضلاً عن أن الفاسدين فى حالات كثيرة اصبحوا يقيمون خارج السودان و يحملون جوازات أجنبية.
الامر الآخر و الأهم هو ان خسائر الفساد ليست هى فقط أموال منهوبة مكدسة فى حسابات خارجية يعدنا البشير كذباً بإستعادتها. فهناك خسائرمادية اكبر نتيجة الفساد الادارى الذى ادى الى كارثة تدمير مصادر الانتاج و مشاريع التنمية و مقومات الصناعة و تصفية الشركات الوطنية الكبرى. و هذا بدوره أدى إلى حرمان البلاد من أهم مصادر العملات الحرة. هذه خسائر لن يستطيع البشيراسترجاعها او اصلاحها و ان تاب الى الله و نوى ان يعمل صالحاً. فالتعمير ليس كالتدمير. تدمير بلد مثل السودان لم يحتاج لاكثر من رجل مخبول كالبشير لكن البناء و التعمير يحتاج لوقت و جهد و تخطيط سليم و عمل دؤوب و تعاون مع الدول الصديقة و قدرات قيادية قطعاً لا يملكها البشير.
إن ما اصاب السودان من خراب و تدمير بسبب فساد البشير و نظام المؤتمر الوطنى و الحركة الاسلامية لهو جسيم حقاً. لا البشير و لا نظامه مؤهلين اخلاقياً و لا علمياً لمحاربتة و لا يحق لهم ان ينبروا لذلك بل عليهم ان يتواروا خجلاً و يعتذروا للشعب لانهم أصل الفساد و صانعوه.
إدعاء البشير بانه سيحارب الفساد و القطط السمان و يخرج لنا ما اخذوه من اعينهم ما هى الا نكتة سخيفة، فالكل يعلم ان البشير هو اكبر القطط و أسمنها. كما ان نظام البشير الان اضعف من ان يستطيع محاربة الفساد بعد ان سمح له بالتغلغل و الاستشراء فى كل اركان الدولة و مؤسساتها، و اصبحت القطط السمان كالمافيا القضاء عليها مستحيل و محاربتها إنتحار لنظام البشير.
إن اجثاث الفساد و اصلاح الخراب الذى اصاب البلاد جراءه لن يتم الا على المدى الطويل، و لن يكون الا بأيادى بيضاء نظيفة لم تتلوث و لم تشارك فى نظام الانقاذ و المؤتمر الوطنى، و عقول نيرة واعية مؤهلة علمياً و تقنياً و قبل ذلك اخلاقيا.ً لن يكون ذلك الا بعد تغيير جذرى لنظام الحكم.
لا يتوقع أن يكون هذا التغيير عن طريق ثورة شعبية لأنه يبدو ان الشعب قد آثر السلامة و اختار أن يتعايش مع نظام الانقاذ الفاسد مهما بدر منه. هذا ما اغرى البشير بأن يفكر بترشيح نفسه لولاية خامسة و ما كان ينبغى له ان يحلم بذلك، بل كان ينبغى عليه أن يستقيل منذ أمد بعيد و يعتذر للشعب عما سببه له من بؤس و شقاء. التغيير سيكون غالباً نتيجة إنهيار ذاتى لنظام الإنقاذ و المؤتمر الوطنى بعد ان نخر فيه الفساد و دمر الاقتصاد و أوشك أن يصيب مرافق الدولة بالشلل التام. و رغم أن ذلك لا يبدو بعيداً إلا أن البلاد مقبلة على أيام صعبة يشتد فيها الضيق و يذداد الضنك و تسؤ الأحوال إلى حد بعيد.
[email][email protected][/email]
كل ما ذكرته صحيح مائه فى المائه . ثورة الجياع قادمه لا محاله .. الخزينه خاويه من اى عملات صعبه وفواتير البترول والقمح والدواء متتظره دون سداد والدول الخليجيه قبضت اياديها وهى تعلم ان ان اى مال يضخ لخزينة البشير سوف تشفط مباشرة لبلاعات البشير واهله وزبانيتهم .. فلا عشم للشحات المتسول الان فى اركان جزيرة العرب الا العوده اليكم قريبا بخفى حنين بن حنين لينتظر مصيره البائس ، والايام الصعبه قادمات بلا شك !!!
تم إعتقال الوالى السابق عبدالرحمن الخضر نتيجه لحريق بصات الوالى التى حدثت أثناء بدأ التحقيقات فى ملفات كثيره أثناء فترة ولايته وأعتبر الحريق بمثابة طمس لأدله.
هروب نافع إلى ايران ولكن تم إعتقال إبنه محمد بدلا عنه
السبب الحقيقي هو انه لم يتبقي شئ يستحق ان يفسدوا فيه.عذرا تذكرت فول الحاجات وطبعا ليس الفول حبيبنا ويا حليل زمن ما كان سيد الدكان ممكن يعطيك فول بخمسة
كل ما ذكرته صحيح مائه فى المائه . ثورة الجياع قادمه لا محاله .. الخزينه خاويه من اى عملات صعبه وفواتير البترول والقمح والدواء متتظره دون سداد والدول الخليجيه قبضت اياديها وهى تعلم ان ان اى مال يضخ لخزينة البشير سوف تشفط مباشرة لبلاعات البشير واهله وزبانيتهم .. فلا عشم للشحات المتسول الان فى اركان جزيرة العرب الا العوده اليكم قريبا بخفى حنين بن حنين لينتظر مصيره البائس ، والايام الصعبه قادمات بلا شك !!!
تم إعتقال الوالى السابق عبدالرحمن الخضر نتيجه لحريق بصات الوالى التى حدثت أثناء بدأ التحقيقات فى ملفات كثيره أثناء فترة ولايته وأعتبر الحريق بمثابة طمس لأدله.
هروب نافع إلى ايران ولكن تم إعتقال إبنه محمد بدلا عنه
السبب الحقيقي هو انه لم يتبقي شئ يستحق ان يفسدوا فيه.عذرا تذكرت فول الحاجات وطبعا ليس الفول حبيبنا ويا حليل زمن ما كان سيد الدكان ممكن يعطيك فول بخمسة