التغييييييييييير

زمان مثل هذا
التغييييييييييير
الصادق الشريف
? المتغيرات السياسية التي انتظمت الدول العربية المجاورة وغير المجاورة لديها انعكاساتها السريعة والقوية على الأوضاع في السودان. ? أول مظهر لهذه الانعكاسات هو القلق الذي أصاب بعض المتنفذين الحكوميين من أن تؤدي (القبضة الحديدة) التي يدير بها المؤتمر الوطني البلاد، إلى نهايات مشابهة لتلك التي حدثت في مصر وتونس. وهي احتمالات واردة ومتوقعة. ? الحكومة التفتت إلى المعارضة لتجسَّ نبضها وتستشعر إمكانيات التغيير لديها… ولا أشكُ أن اعتقال الترابي هو بالونة اختبار للمدى الذي يمكن أن تتحرك فيه المعارضة. ? ومن نتائج ذلك القلق، ظهور الدعوات المتتابعة لإحداث انفراج في الوضع السياسي لصناعة مُتنفس يمنع الانفجار. ? وقد جاءت تلك الدعوات بمسمياتٍ مختلفة، منها (الحوار الوطني) و (الحكومة ذات القاعدة العريضة). ? والأثر الأظهر للمتغيرات الدولية هو أنّ المؤتمر الوطني سعى لحراك داخلي طالما كان غائباً عن أجهزة الحزب، ولا يظهر إلا في المؤتمر العام الذي يُعقدُ كلّ بضع سنواتٍ. ? فبدأ الرئيس البشير بلقاء مع الشباب… وهو لقاء تحدثت عنه مجالس المدينة كثيراً، حيث صارح الشبابُ الرئيسَ بـ (الفساد) الذي أزكمت رائحته الأنوف، وأصبح القادم عبر مطار الخرطوم يشتم الرائحة منذ دخوله الأجواء السودانية. ? كما أنّ قيادات وسيطة في الحزب الحاكم قد كتبت وتحدثت عن (التغيير)، مثل أمين حسن عمر الذي كتب مقالاتٍ طويلة في صحيفة السوداني عن ضرورة التغيير. وعلى كرتي وزير الخارجية الذي دعا المؤتمر الوطني للتواصل الإيجابي مع ثورتي تونس ومصر. ? ولهذا فمن المتوقع أن تحدث تغييرات جذرية في شكل الحكم في خلال هذا العام، وهو تغيير قد يصدق عليه القول المأثور (مُكرَهٌ أخاك… لا بطل). ? في الجانب الآخر … جانب العمل المعارض فإنّ قضية دارفور في طريقها إلى الحل، ليس لأنّ (الرشد السياسي) قد عاد من الخارج ونزل ضيفاً عزيزاً بالبلاد. ? بل لأنّ المتغيرات التي أشرنا إليها في مقدمة المقال أصبحت قدراً نافذاً، ومجرياتها لا تساعد متمردي دارفور لمواصلة (رحلة العناد)، ولا تمنحهم المقدرة الكافية لـ (رفس) طاولة الحوار. ? فها هي مصر تطلب من حركات دارفور المسلحة التي استضافها نظام حُسني مبارك… تطلب منها إخلاء الشقق والمقرات التي تشغلها ومغادرة الأراضي المصرية. ? في ذات الوقت الذي تجري فيه متغيرات كبيرة في ليبيا للدرجة التي دفعت بالعقيد القذافي إلى استخدام القوة المفرطة، وهو أسلوبٌ لا يستخدمه إلا العاجز… الخائف. ? وطرابلس كانت هي الداعم الرئيس لحركة خليل إبراهيم، ومنحتهُ المأوى بعد تقطيع جوازه التشادي في مطار انجمينا، بل ليس خليل وحده، فمعظم الحركات الدارفوية المسلحة كانت تسند ظهرها إلى ليبيا وهي تقاتل الخرطوم. ? ومع ذلك لا يمكن (ولا يجوز) للمؤتمر الوطني أن يركن إلى المتغيرات الدولية هذه ليدرك حجم تأثيرها على الحركات والأحزاب المعارضة له، ويستغلها لتصميم إصلاح سياسي على قدر المخاطر. ? فالتغيير قد طال تلك الدول، والتي تملك أنظمة أمنية أعتى مِمّا هو متوفرٌ في السودان، فسقط الرهانُ – وسط دهشة الجميع – على الحماية الأمنية للنظام، كبديل للحماية والإصلاح السياسيين.
التيار
باين عليك بتتلقلى معلوماتك المغلوطة من المركز الكيزاني للخدمات الصحفية——-لم يتم طرد حركات المقاومة الدارفورية من مصر——هي الثورة المصرية جايبة نظام يساعد الحكومات الظالمة في العالم؟ ولا منتظرين كيزان مصر يمسكوها؟ حلم الجعان عيش!!!