الخيار السياسي والدبلوماسي لا يعني ?التحنيس?

أعلن السودان عن تكوين لجنة لحسم قضية حلايب وأبو رماد وشلاتين السودانية الحدودية المحتلة، وإخراج المصريين منها بالطرق الدبلوماسية وتضم تلك اللجنة كافة الجهات ذات الصلة من وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود.
هذا التحرك الجديد ربما يطرح سؤالاً مبدئياً في أذهان المراقبين والمحللين حول جدوى تلك الخيارات السياسية والدبلوماسية في التعامل مع هذا الملف.
وقد حاولت الإجابة عن هذا السؤال في مداخلة هاتفية مع فضائية سودانية 24 أمس، بالتأكيد على أن الخيار السياسي والدبلوماسي لا يزال هو الخيار الأسلم والصحيح في هذه المرحلة، بشرط أن لا ترتبط جهود هذه اللجنة ومسارات هذا الخيار بحالة الطقس السياسي والدبلوماسي بين البلدين، بل بعزيمة متواصلة، حيث أن النظام المصري الذي ظل يتفادى المواجهة القضائية الدولية لحسم قضية حلايب سيعمل بالتأكيد على تجميد هذه التحركات السودانية بوسائل الامتصاص السياسي والدبلوماسي وحقن القضية من جديد بإبار مخدرة ومهدئات، وغيرها من المساعي التي تهدف إلى تأجيل مناقشة هذا الملف.. بمساعدة من تيار تثبيط الهمم المدسوس بين أسطر السياسة والصحافة في بلادنا.
لسنا دعاة حرب مع مصر ولسنا من مروجي أقراص العداء والكراهية للمصريين أو غيرهم، والدليل على ذلك أننا نبارك توجهات السودان لمعالجة هذه القضية وغيرها مع مصر وغيرها أيضاً بالوسائل السياسية والدبلوماسية والتي لو تم استخدامها بالإصرار المطلوب يمكن أن تحقق نتائج إيجابية، لأن الوسائل السياسية والدبلوماسية، تعني المصالح المشتركة بين البلدين وهي أوراق ضغط مشروعة يمكن استخدامها بلا تردد.
إذ لا معنى من تطوير علاقات اقتصادية وتجارية بالمستوى القائم الآن بين السودان ومصر وبالأريحية التي تتصف بها هذه النشاطات حالياً وبيننا قضية تعد واحتلال صريح لأرض سودانية تزيد مساحتها عن 20 ألف كيلومتر مربع.
كما أنه لا معنى من تقديم السودان لكل ما يمكن تقديمه من خدمات سياسية وأمنية واستراتيجية لمصر في وقت ترفض فيه مصر حتى مجرد الجلوس معنا للتفاوض حول بعض القضايا العالقة والمفخخة حقاً بيننا وبينهم.
إذن، أوراق الضغط في الخيار السياسي والدبلوماسي بأيدي السودان وما عليه إلا استخدامها بالقدر الذي يقتضيه الموقف.
الحل السياسي والدبلوماسي لا يعني (تحنيس) الطرف الآخر واستجداء حقوقنا منهم، بل يعني الدفع بخيار ناجح جداً وفعال يتضمن أوراق الضغط المؤثرة حتى يستنفذ هذا الخيارفرصته كاملة.. بعدها سيكون لكل حادثٍ حديث.
لأن الخيار الثاني لو لم يكن وارداً في هذه المرحلة فإنه قد يكون خياراً اضطرارياً في مرحلته بعد أن يشهد العالم بأن السودان (معه حق) لاستخدام الخيار الذي يراه لاستعادة أرضه المحتلة وطرد هؤلاء المعتدين بالوسائل التي يختارها..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي