البفلو.. رفيق المغامرين في المسالك الوعرة.. الخنزير الحديدي

الخرطوم – صديق الدخري
لم يصدر عن (الطيب حسين) ما ينم عن جزعه من منظر إطارات السيارة (البفلو) عندما ابتلعت الكثبان الرملية إطاراتها بأمر الزحف الصحراوي الذي لا يتوقف بشرق السودان. اعتقد الذين كانوا يراقبون الموقف أن السائق سوف يستسلم لقدره، ويطلب النجدة من الركاب لمساعدته على دفع العربة إلى الأمام أو الخلف كي تنطلق مجدداً وتواصل رحلتها الخلوية.
لم يحدث هذا البتة، لأن (الطيب) ضغط على أزرار التروس، فلم تمر دقيقة واحدة وإلا كانت السيارة ماركة (البفلو) التي تسمى شعبياً بالثور والخنزير الحديدي، تعدو من جديد كأن شيئاً لم يحدث.
تاريخ حافل
وسيارة (البفلو) ? بحسب السائق حسن صلاح – هي أحد أنواع سيارات (اللاند كروزر)، ظهرت قبل سنوات قليلة، معدلة بمواصفات خاصة من أجل مقاومة التضاريس المختلفة كالجبال والرمال، وكذلك العوامل الطبيعية التي لا تستطيع بقية السيارات الأخرى السير فيها في فترة الخريف مثل المياه والطين والوحل وغيره. ويعدد (حسن) ميزات (البفلو)، فيقول: يمكنها صعود الجبال إن كان قائدها متمرساً ويتمتع بخبرة جيدة، كما أنها تستطيع السير في الطين والوحل، وكذلك تسير في الرمال لمسافات طويلة ولا تتأثر بالمياه حتى لو ابتلعتها حتى لأكثر من النصف.
وتعمل (البفلو) – كما روى (علي) – بتروس تزيد من قوة الماكينة إذا واجهتها ظروف غير عادية كالوحل والرمال والحجار.
وإذا فشلت قوة الماكينة في انتشالها من الوحل في الطين أو الرمال، فإنها مزودة بونش ملحق بها من الأمام يعمل بالهواء يستطيع السائق وثاقه بشجرة أو بسيارة أخرى، ومن ثم الضغط على أزرار كهربائية معينة تشفط الهواء وتدفع السيارة للأمام بقوة، فتخرج من الوحل مهما كان.
مهام إنسانية وتجارية
ظهور (البفلو) كان فتحاً جديداً في تراجيديا نقل الركاب الذين ظلوا يتوسمون الخير في كل ما أخرجته المصانع من رحمها كالركشات والتكتك وغيره من الدواب الحديدية التي لا تقطع الفيافي ولا تعبر الهضاب. بهذه العبارات المقتضبة ابتدر محمد يونس (سائق ومكانيكي)، حديثه. وأضاف: منذ ظهور (البفلو) وجدت ترحيباً غير مسبوق من قطاعات واسعة، لأنها ظلت تستخدم في النقل العام بمناطق كثيرة في كردفان الكبرى ودارفور وشرق السودان، وهناك محطات ومواقف خاصة بها، تنطلق منها إلى الأقاصي في كردفان ودارفور والشرق، حيث لا تتجاوز تذكرتها المائتي جنيه إلى المناطق النائية، مما ساعد على تسهيل الحركة بين المدن الكبيرة والأرياف. ويضيف: لم يقتصر استخدامها على المهام التجارية، بل لعبت دوراً غير منكور في الأعمال الإنسانية، إذ تستخدمها معظم المنظمات الوطنية والأجنبية في تنقلاتها في مناطق السلم والحرب.
سرعة وسعة
القبول الذي تمتعت به سيارة (البفلو) مرده بحسب عمر الطاهر (كمسنجي) – إلى سرعتها الفائقة، مما جعلها تتفوق على الكثير من سيارات النقل. ويضيف سبباً آخر، فيقول: تتسع (البفلو) لنحو عشرة أفراد أو يزيد قليلاً جميعهم يمكن أن يجلسوا داخلها بكامل راحتهم ولمسافات طويلة قد تبلغ أياماً

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..