بين الشمندورة والكورنيش !!

زهير السراج

* فضلا عن عبثية وسطحية (بدعة) مهرجانات السياحة والتسوق التى انتشرت فى ولايات اليباب والكفاف والفقر للتسرية والترفيه عن أصحاب الرفعة والشأن، والأموال الضخمة التى تُهدر عليها والمنفعة الذاتية الضيقة التى تتحقق من ورائها، وإيهام البعض لأنفسهم بالقدرة على محاكاة مهرجانات (دبى)، كانعكاس مرير للصدمة الحضارية العنيفة التى أصابتهم عند رؤية العالم الخارجى للمرة الأولى، وتحديدا مدينة (دبى)، فعاشوا الوهم باستنساخ (دبى) سودانية تنعم وتستمتع بمهرجاناتهم العبثية، كما تهيئ لهم نفوسهم المريضة، ها هى المهرجانات تتحول الى حروب بين عاطلى الحكومة بسبب (صالة أعراس) !!

* بالله عليكم، تأملوا هذا العبث الذى يحدث فى هذه المهرجانات لتدركوا حجم الاستهتار والتلاعب بالشعب ومصالحه وأمواله، بل وعواطفه النبيلة!!

* جاء فى الصحف قبل يومين أن ولاية الجزيرة ستشارك فى مهرجان السياحة والتسوق التاسع بولاية البحر الأحمر بوفد كبير يتكون من مائتى شخص بقيادة والى الجزير محمد طاهر إيلا وعدد من أعضاء حكومة الولاية وقطاعات الشباب والطلاب والمرأة والمجلس التشريعى، وبالفعل ترك كل هؤلاء أعمالهم وسافروا الى البحر الأحمر للمشاركة فى أنشطة المهرجان، ولكن الوفد رفض المشاركة، وألغى إيلا زيارته لبورتسودان !!

* لقد إكتشف الوفد الرفيع عندما وصوله لبورتسودان، أن لجنة المهرجان اختارت له قاعة (الشمندورة) لتقديم أنشطته الثقافية، بدلا عن إستاد بورتسودان، فأعلن انسحابه وأصدر رئيس الوفد ووزير الشباب (الهندى الريح) بيانا صحفيا قال فيه “ان الحفل كان مكانه الهواء الطلق والأرجاء الفسيحة، ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما علموا بتغيير المكان الى قاعة صغيرة، وهو ما هزم جوهر الفكرة وهدف المشاركة التى قُصد منها التلاحم والتلاقى مع سواد جمهور ولاية البحر الأحمر، ومعايشة نبضهم وتفاعلهم مع ابداعات ولاية الجزيرة”!!

* ورد عليه وزير الشؤون الاجتماعية بالبحر الأحمر (محمد بابكر بريمة)، بأن ليلة الجزيرة لم تكن اصلا ضمن ليالى الاستاد، وإن (الشمندورة) صالة كبيرة تسع ألفى شخص، بينما لا يزيد وفد الجزيرة عن مائتى شخص، تم تكريمهم واستقبالهم فى المطار بقيادة والى البحر الأحمر نفسه”!!

* وأعرب رئيس وفد الجزيرة (الريح الهندى) فى حديث للزميلة (السودانى)، عن اسفه لما حدث، مشيرا الى أن ولايته استقبلت البحر الأحمر خير استقبال عند مشاركتهم فى مهرجان الجزيرة للسياحة، وأقيم لهم إحتفال فى الكورنيش، بعكس ما حدث لهم فى بوتسودان!!

* كما لم تدع عضو الوفد ووزير الاعلام بولاية الجزيرة والناطق الرسمى باسم الولاية (إنعام عبدالحفيظ) الحرب تفوتها، وقالت إن ما حدث لولايتها أمر مؤسف، وكان يجب اختيار مكان يسع جماهير الشرق ليستمتعوا بثقافة الجزيرة وفنانيها، وإنه من الظلم اختزال ليلة الجزيرة فى صالة أعراس، و”نحن لم نتعامل معهم بهذه الطريقة عندما شاركوا فى مهرجان الجزيرة فى الهواء الطلق”!!

* تخيلوا .. صارت (الشمندورة) و(الكورنيش) و(الهواء الطلق) و(صالة الأعراس) هى هموم الجماهير التى تشغل الحكام وتجعلهم يغضبون ويحردون وينسحبون ويتطاحنون ويتخاصمون ويدبجون البيانات والردود !!

* حسنا يا حكام (دبى) السودانية فى كل المدن الحزينة .. ها هو حاكم (دبى) الحقيقية التى تنام سعيدة وشعبها سعيد، يُنشئ على مشارف عيد المحبة والأسرة، وزارة للشباب والسعادة والتسامح، فهلا انتهزتم الفرصة وأكرمتم هذا الشعب الذى ظل يعانى ويتألم وينزف من أسقامكم وفسادكم، واستحدثتم وزارة للشباب والسعادة والتسامح أسوة بـ(دبى)، تُرضى أحلامكم المريضة، وتملأ عيونكم الفارغة، وتبعد الحزن عن الشعب المكلوم الفقير المريض الذى ينام جائعا دامعاً، وأنتم منتفخون؟!

الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا دكتور والحمد لله الذى لا يستحق الحمد غيره انا عن نفسى غير مهتم لمثل هذه الترهات وقاطعت الصحف وكل القنوات الفضائيه التي تمت للنظام بصله ودور الرياضه والمهرجانات التي تقام ،ومعلوم لدى القاصى والدانى أن الهدف إبتداءا تفريغ الخزائن التي تشتكى الفقر والعوز وهناك من يصرون على تفعيل الاسطوره التي نسبت لشخصية (ود أبو زهانه) الذى يتعشى في افخر الموائد ويتوجه لاقرب جامع للمبيت فيه وبى كده والله (كافى خيرى شرى)وفى أوقات الفراغ اشاهد القنوات التي عليها القيمه!! يا دكتور كفايه علينا معاناتنا اليوميه مع ازدحام الشوارع الغير مبرر وسلوك الساده الباشوات الذين رزقهم الرزاق بسياره ولو بالاقساط ومن ثم خرجوا توا للشوارع لتعلم القياده ويزاحموا الخلائق في ظل غياب تام من كنا نطلق عليهم شرطة المرور الذين إذا تواجدوا فمهمتهم محصوره في جباية الأموال..إلا بالمناسبه اين مدير شرطة المرور ونوابه ومساعديه والرتب الرفيعه التي تعمل في هذا القطاع والله ديل انا بشبهم بروؤساء المتسولين الذين يوزعون الصبيه على تقاطعات الشوارع ليشحدوا ثم في آخر اليوم يعودوا لهم بالحصيله وهل هم يفعلون غير ذلك ؟!!.

  2. قرف يقرفكم وينتقم منكم ياوسخ باموالنا اصبحتم تتخيرون الاشياء والسفر والترفيه واختيار الصالات ويارب ينتقم منكم

  3. لا والله اتلومو, هم لما جو في مدني فرشو ليهم السراير, وجابو ليهم الذي منو, والشيات والبطانيات تجو يا ناس الشرق تنوموهم في بيت العزابة معاهم اطفال وحريم يخس عليكم ما ليكم حق. بالله عليكم البلد ديي ماشة لي وين؟ بعدين يا ايلا انت مالك علي طول ساكي الهجيج؟ عليك الله الهجيج دا كلو فوق كم؟ وللا ياربي انطبق عليك قولةالشاعر, لاتحسبوا رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الالم.

  4. ولماذا لا بعملون مهرجانات سياحة وتسوق والمواطن السودانى مما جات الانقاذ او حكم الكيزان عايش فى ترف ونعيم وسعادة مش زى ناس دبى ما لاقين البياكلوه وحياتهم كلها فقر وشقاء وجوع ومرض !!!!
    كسرة:هسع دبى دى كلها فيها مول زى بتاع عفراء مول او نفق زى بتاع نفق عفراء؟؟؟؟؟؟
    الكيزان فى يوم 30/6/1989 المبارك انقذوا السودان من الضياع والتمزق والفقر والجوع والمرض والحروب وعدم الاستقرار السياسى وانا ما عارف لولا ثورة الانقاذ المباركة السودان ده كان بقى كيف؟؟
    اقترح ان يكون مهرجان السياحة والتسوق القادم فى معسكر ابوشوك فى دارفور!!!!

  5. ماذا يريد ايلا من البحر الاحمر ،ماذا يريد هذا المسخ الذي جعلت منه الانقاذ حاكما وبطلا و
    قائدا وأطلقت يده بدون رغيب او حسيب لقد سمحت له الانقاذ بان يمارس مايشاء خارج الأُطر الرقابية و
    السياسية والاخلاقيه وكل شي حتي الفساد ظنا منهم بانه يستطيع ان يتحكم في الشرق من التمرد والثوره
    وقد ظنوا انهم قد نجحوا في ذلك تماما والشخص(لاحظوا أنا لا أصفه بالرجل) عمل علي بناء امبراطورية
    وعلاقات خارجيه بالدول (مصر وارتريا والسعوديه)ورحلات سنويه للصين بدون الرجوع للحكومه المركزيه
    يجد التأيد من البشير شخصيا ومهرجانات وصرف بلا حدود وفساد وكل ماهو يتنافي مع المنطق من حيث
    الفقر والمرض الحكايه فوضي وطيارات من الخرطوم وترقيص ورقيص … وصرف بذخي علي اهل الطرب
    صرف منع منه الأطباء والمعلمين والفقراء حتي أموال الزكاة لم تسلم .
    أعفي ايلا من البحر الاحمر ولكن تقديرا من الانقاذ وما قام به نحوها من تحطيم وتكسير بأهل الشرق
    منح ولاية الجزيره ولكن قلبه مع مملكته في البحر الاحمر لذلك مازال يناوش ولاية البحر الاحمر وما كان
    قصده بالمشاركه الا ان يحشد حشد في إستاد الكوره يهتفوا باسمه رافضين ان يكون الوالي من شمال
    السودان بصوره مغلفه ،اعملوا حسابكم فان ايلا تحت الرماد جمر ،حتي يعود الي مملكته وفساده
    بكل أنواعه المشروعه وغيرهاوبعدها سوف لا ينفع الندم . الشخص الذي لا يخاف الله في نفسه فكيف
    يكون مع الآخرين (الحقد علي المجتمع) والحكاية لا شمندوره ولا إستاد الحكايه مؤامره …….. وسوف
    يحدث ما لا يحمد عقباه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..