
الكثير من السودانيين حرمهم الله من نعمة الصبر ، والبعض أعطاهم منه القليل ، وفئة اخري اغدق عليها إغداقا في التبرم والسخط ، وفئة ثالثة ظلت تجرأ بالشكوي ليلا ونهارا ولا تعرف ان تستمتع بما وهبها الله من نعم ، كانهم لم يقراوا الشاعر المهجري الكبير إيليا او ماضى عند ما قال في بيته الشعري الذي اضحي حكمة تقال :”أيها المشتكي ومابك داء كن جميلا تري الوجود جميلا ” . في السودان ايضا جماعة كبيرة ، لايخلو منها بيتا هي ” جماعة الذين لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ” هؤلاء منتشرون عبر وسائل التواصل الإجتماعي كانهم يعملون جميعا كفريق عمل نحت ” مقاول ” او تابعون لشركة ما تعمل في “مجال التثبيط والتخذيل” وتجزل لهم العطاء .
لماذا سقنا هذه المقدمة علي طولها لنؤسس عليها هذا المقال حتي لا نلقي الحديث علي العواهن .
اغلب هؤلاء لايعرفون ان الكتابة مسؤولية ومسؤولية جد خطيرة ،حتي وإن كانت في وسائل التواصل الإجتماعي . هناك نيابات للجرائم الألكترونية إن كانوا لا يعرفون ترصد التجاوزات وإنتهاكات قوانين النشر الإلكتروني تمكن المتضرر من ملاحقة الفاعل اين ماكان من خلال الحساب الذي يكتب عبره حتي يقبض عليه ،فلا تنسى ان العالم اصبح قرية صغيرة اصغر من ” كلحية ” عاصمة ” المقل ” عند منحي النيل .
إذا كان العالم عرف قيمتنا الحقيقية من خلال هذه الثورة العظيمة وقبلها اصلا كان علي معرفة بما إشتهرنا به من دماثة في الاخلاق والادب الجم والزهد في الاضواء والسقط من المتاع .
إذن كيف يستقيم هذا الفهم الراقي والمتحضر من العالم لنا وفينا من ينبري وهو من سائر الناس من داخل مقر وزارة التجارة التى و وزيرها الشاب الثوري المحترم مدني عباس مدني، ليوسعه هجوما غير لائق ، بل يذهب الي تقييمه بانه لايصلح للوزارة تخيل!
لان الوزير الديمقراطي الملتصق بالجماهير كان جالسا معه ! تصور هل هذه هي الحرية ؟ ام هذه هي ” قلة الادب ” وعدم التربية بعينها ؟
مثال آخر إذا كان وزير التجارة قد نجح في إختيار كنداكة نابهة وهي مديرة مكتبه ، تستطيع ان تتصدي للجمهور نيابة عن السيد الوزير وتحدثهم في شؤون الساعة ، ما الغضاضة في ذلك ! حتي يخرج علينا غشيم آخر ويقول ” والله حقه دي تكون الوزيرة ” ! المهم مثل هذه التصرفات الممجوجة والسخيفة تملا الفضاء الاسفيري ، لا تحصى ولا تعد ، خاصة الذين ما إنفكوا يكيلون السباب ويطلقون الفاظا نابية في حق اعضاء مجلس السيادة الموقرين. مهما بلغ إختلافنا معهم فليكن إختلافا في حدود وجهات النظر حول قضايا الوطن، ولكن لاينبغي ان نقدح في أشخاصهم، فليس هذا من شيم السودانيين ولا من ما طبائعهم . يسىء البعض وفيهم للاسف مثقفون للسيد حمدوك إساءات تتجاوز حدود الادب وتقاليدنا السودانية الرصينة في إحترام رمز دولتنا الذي يمثلنا خاصة وانه رئيس حكومة الثورة.
الذين يهاجمونه هجوما يخرج عن نص الوطن وفيه من الشتائم والسباب ما فيه .فالرجل اكثرهم تهذيبا واوفرهم ادبا وايثارا و تضحية من اجل الوطن . نختلف معه في الشان العام ما نختلف ، ولكن لايجوز ان نتجاوز حدود الموضوعي الي الشخصى . هذا لايحث في العالم الراقي ، ولا ينبغي ان يحدث في البلد الذي احدث ثورة كانت وستظل حديث العالم ووضعت سمعة الانسان عاليا .
نقول للذين بداوا يحنون لزمن العبودية اي ما قبل 19 ديسمبر 2018 جراء ضيقهم ذرعا بمعاناة هي من صنع النظام المباد، ولكنها في حقيقتها هي فرفرة المذبوح الذي لم يحسن ذبحه !
والي الذين بداوا يجراون بالشكوي في غدوهم ورواحهم من حكومة حمدوك .
والى المتبرمين والساخطين على حكومة الحرية والعدالة والكرامة والسلام حكومة الثورة .
وكلهم من الفلول فقد ردت عليهم لجان المقاومة الشعبية في موكبها المهيب اليوم بهتاف يقول ” الجوع ولا الكيزان ” هتاف اكد علي ان الثورة محروسة بخط دفاعها الاول والاخير .
من يراوده الحنين الي زمن البطش والتنكيل والقتل المجاني، عليه فقط ان يستحضر مشهدين من بين آلاف البطولات والملاحم الاول : مشهد الشهيد (محجوب التاج) الذي ظل منظر القتلة الاوباش يقفزون فوق جسمه الغض، يهرسونه هرسا وهم يتناوبون في القفز والسحل فوقه حتى إرتقى شهيدا في اسمي مشهد للشهادة. وهم سودانيون من لحم ودم وتابعون لمليشيات النظام المباد الذي بدا البعض يراوده الحنين اليه !!
المشهد الثاني منظر الشهيد (معاوية بشير) في “بري “الذي إستعصم بكل ما عند اهل السودان من مروءة وشهامة في الدفاع عن الثوار الذين لاذوا بداره خوفا من ان تقتلهم مليشيات الدولة الخفية، فوقف باسلا وشجاعا في وجه الموت فداء لضيوفه الثوار وارتقي كانبل ما يكون الارتقاء .
هذه المساحة المخصصة لهذا المقال لا تسمح بحشد المئات من الامثلة لبطولات وبسالات الشهداء الابرار والكنداكات حتي نعرضها امام اصحاب الذاكراة المثقوبة الذين بداوا يحنون الي زمن العبودية ،وإن كنا نعرفهم من سيماء كتاباتهم، فكلهم من الفلول الذين فطمتهم الثورة عنوة من الرضاعة الحرام !
جعفر عبد المطلب
السلام عليكم /جعفر
والله ما قلت الا الحقيقة وانت زول رايع
شكرا /ابوا الجعافر
شكرا / حمدوك