ما مستقبل لجان المقاومة حال اكتملت التسوية السياسية؟

* عضو تنسيقية جنوب الحزام: اذا تمت التسوية ستواجه المقاومة وضعاً صعباً لكنها قادرة على العبور
* الفرق بين رؤية المقاومة والأحزاب، أنها تطمح لتفتيت السلطة عندما تنتصر الثورة
* كنب: طبيعة المقاومة لها تشكيلات تعتمد على البناء الأفقي الشبكي وليس الرأسي وأي محاولة لاعادة تركيب بنيتها سيؤدي الى بروز التناقضات
* الناطق الرسمي باسم مقاومة الخرطوم: أحد المهام المطروحة للجان تشكيل الملعب السياسي
* عضو المقاومة سراج: اتفاق المكون العسكري والمجتمع الدولي على تجاهل لجان المقاومة حالة انكار للحقائق لن تستمر للأبد
تحقيق: سعاد الخضر
بعد اقتراب تحقيق التسوية بين المدنين والعسكريين، برزت إلى السطح تساؤلات مهمة حول ضرورة أن تحدد، لجان المقاومة موقفها بصورة قاطعة، هل هي كيان سياسي، أم كيان ضغط جماهيري؟ ويرى بعض الناشطين السياسيين أنه إذا افترضنا أنها كيان ضغط جماهيري، فيجب ألا يكون لديها ميثاق سياسي ولا تطلب أبدا أن تكون جزءا من المجلس التشريعي، واذا كانت اللجان ترغب في اعداد ميثاق سياسي وتريد أن تكون جزءا من المجلس التشريعي، فلابد أن تختار لأن تصبح كيانا سياسيا ، وعزا الناشطون ذلك الى أنه ليس ممكنا أن توكل أي كيان لتحقيق محتوى ميثاقها لأنه مستحيل أي حزب أو مجموعة أحزاب تقبل تطبيق ميثاق كيان آخر خاصة لجان المقاومة.
واوضح ناشطون أن التشريعي يجعل من المقاومة سلطة عبر البرلمان، ولن يحق لها الخروج ضد أي قرار يصدر من داخل البرلمان بالأغلبية إذا كان القرار ضد خطها، ورأوا أن اللجان اذا اختارت أن تكون كيان ضغط جماهيري، فلابد من أن تتخلى تماما عن فكرة الميثاق والتمثيل في البرلمان، وتكتفي بالعمل الاحتجاجي الثوري ضد السلطة لتنفيذ مطالبها، وفي حال اختارت أن تكون كيانا سياسيا فلابد أن تتمسك بالميثاق وتعمل على استلام السلطة لإنفاذ بنود الميثاق بنفسها عبر العمل السياسي الثوري، وأكدوا ضرورة إما أن تكمل المشوار وهذا هو المنصوص عليه في الميثاق وتصبح كيانا سياسيا يسعى لاستلام السلطة .. أو تنسحب تماما وتكتفي بالمقاومة السلمية، (الجريدة) طرحت تساؤلات مهمة على لجان المقاومة لتحدد رؤيتها لمستقلبها السياسي حال تحققت التسوية.
تشكيل الملعب السياسي
وقالت الناطق الرسمي باسم مقاومة الخرطوم مشاعر الغوث في تصريح لـ(الجريدة (لجان المقاومة تتطور باستمرار، كل الشواهد تؤكد على ذلك، سياسيا تنظيميا وتنسيقيا، وكذلك أهدافها، والباحث يرى بوضوح ان اللجان ليست ذات لجان ٢٠١٣، وليست لجان ٢٠١٩، كما انها ليست المنظومات الحالية ل ٢٠٢٢ م. وأوضحت أن أحد المهام المطروحة حالياً للجان هو تشكيل الملعب السياسي للقوى السياسية بشكل فاعل ومؤثر وذلك عبر فرض أجندة وطنية تأسيسة لصالح المواطن، وفي ذلك فإن شكل ومحتوي اللجان يتغير بناء على ذلك.. وبذلك تستطيع لجان المقاومة أن تسير في الأتجاهين ولا نرى تعارض في ذلك.
واعتبرت أن عصارة جهد اللجان هو ملك لشعب السودان وأردفت ففكرة تخليها عن الميثاق ليست واردة لجهة أن الميثاق الآن بات يثمر ويستصحب معه كل من اطلّع وتوافق مع طرحه، وأكدت أن انتاج الميثاق بطريقة قاعدية أدى لدخول فئات كبيرة كانت متسبعدة تاريخيا من المشاركة في تكوين المشهد السياسي مما يعني تغيير في شكل الممارسة السياسية القديمة حيث أن المواثيق كانت تكتبها مجموعات محددة فقط، ولا تستصحب معها تصور فئات أخرى. وفي ردها على سؤال عن أن هناك من يرى أنه إذا اختارت أن تكون اللجان كيان ضغط جماهيري يجب أن تتخلى عن فكرة الميثاق والتمثيل في البرلمان، وتكتفي بالعمل الاحتجاجي الثوري لاستلام السلطة؟ قالت الغوث: اللجان لا تتحدث عن مشاركتها من عدمها في المجالس التشريعيه المحلية والولائية أو القومي، بل تطرح شكل معين لتحقيق شعار السلطة سلطة شعب.
ومن ناحية أن تتخلى اللجان عن التمثيل في البرلمان فاللجان لا تبحث عن مناصب، والتمثيل من عدمه سيكون بعد قرار القواعد التنظيمية فقط، وذكرت (ما نمرّ به منذ انقلاب البشير الى الآن تعلمنا التعايش مع المراحل الصعبة دوما، والرعاية الدولية اذ كان من صميم تدخلها هو تحقيق العدالة فحق لنا أن نرى التطبيق، وقلناها دوما أن التسوية المنصوصة بالتخلي عن اللاءات الثلاث مرفوضة، وفي رده على سؤال إذا كانت ستواصل الضغط الجماهيري فلماذا أعدت ميثاقا سياسياً وتريد ان تكون جزءا من المجلس النشريعي؟.
البناء الشبكي
قال القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والقيادي بحركة حق مجدي كنب (أن طبيعة لجان المقاومة لها تشكيلات تعتمد على البناء الأفقى الشبكي وليس الرأسي، وقطع بأن أي محاولة لاعادة تركيب بنيتها لن تنجح سواء سمى ذلك تنسيقيات او خلافه، وسيؤدى ذلك الى بروز التناقضات والتباينات فى الرؤى، لذلك ولهذه الطبيعة المتصلة بالبنية واختلاف المنطلقات، لن تخرج عن كونها جماعة ضغط. وأردف: ولا اعتقد أنه من الممكن أن تتفق هذه اللجان على اختيار ممثلين لها سواء فى التشريعى أو غيره لعدم وجود آلية يمكن أن تقوم بذلك داخل هذه اللجان.
أما بالنسبة لما يُثار حول أن هناك من يرى، إذا اختارت اللجان أن تكون كيان ضغط جماهيري، يجب أن تتخلى تماما عن فكرة الميثاق والتمثيل في البرلمان وتكتفي بالعمل الاحتجاجي الثوري لاستلام السلطة لتنفيذ مطالبها. قال كنب هى شاءت أم لم تشاء لن تستطيع لعب دور خارج سياق طبيعتها. وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي من لجان المقاومة وعدم اعترافه بها ذكر أي لجنة من هذا الكم الهائل من اللجان؟ لا يستطيع أى شخص الادعاء بأن هذه الوجهة أو تلك، تمثل رأي لجان المقاومة على اطلاق عموم اللفظ، من الطبيعى أن تتباين مواقف هذه التشكيلات من لجنة الى أخرى لذلك من الممكن أن يكون بعضها داخل المعادلة وأخرى خارجها، إلا أنه عاد ليؤكد أنه كتوجه عام المجتمع الدولي لا يمكنه تجاهل تأثير لجان المقاومة على المشهد وتابع اعني التأثير السياسي وليس الاجسام كتشكيلات.
صراع بين القوى التقدمية والنخب
وفي السياق قال عضو لجان المقاومة سراج عمر لـ(الجريدة) الضغط الجماهيري هو عمل سياسي، ولجان المقاومة انتجت أفضل وثيقة سياسية في السودان من حيث المحتوى وطريقة صياغة الميثاق. وقال سراج: النخب السياسية لا تريد للجان المقاومة أن يكون لها ميثاقها وأن تتخذ لجان المقاومة مواقفها بالأصالة عن نفسها وليس نيابة عن القوى السياسية. وهذا مفهوم وهو الصراع السياسي اللذي اصبح اكثر وضوحا بين القوى التقدمية والقوى الرجعية. وأكد أن الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب اصبح موجودا وحقيقة ماثلة ولا يمكن التنازل عنه.
وفيما يتعلق بمصير لجان المقاومة حال تمت التسوية قال التسوية الحالية تمت برعاية محور الامارات مصر السعودية وحلفائهم، العسكر والنخب السياسية المنخرطة في هذه التسوية هم مجرد موظفين للدول التي تتدخل في السودان وتابع هذا وضع إحتلال. وجزم بأن التسوية ستسقط ولن تخرج من وصفهم بمجرمي الحرب اعضاء مجلس السيادة من ورطتهم وتعفيهم من العقاب على جرائمهم. وردا على أن المقاومة ستواجه بعدم اعتراف المجتمع الدولي ذكر: العساكر والقوى السياسية والمجتمع الدولي يتفقون على تجاهل لجان المقاومة وكأنها غير موجودة وهي حالة انكار للحقائق لن تستمر للأبد.
كيان ضغط جماهيري
واكد عضو لجان تنسيقية جنوب الحزام قاسم محمود، بأن لجان المقاومة منذ تأسيسها كانت عبارة عن كيان ضغط واوضح أنها كانت داعمة لقحت في الموجة الأولى من الثورة، حتى إسقاط نظام البشير أما المرحلة الثانية الفترة الانتقالية كانت المقاومة تلعب دور كيان الضغط الجماهيري، لكن قامت بمهام لم تكن تقوم بها في الفترة الأولى وهي مهام التنظيم الشعبي في الاحياء، وقال محمود في تصريح لـ(الجريدة) ظهر ذلك في فترة كورونا وتمثلت المهام في توزيع الدقيق والخدمات الضرورية، واصبح للجان المقاومة دورا في كل حي وظهر ذلك في القدرة على تنظيم الحي وانسياب الخدمات فيه بشكل جيد وتنظيم المواطنين وتوعيتهم بحقوقهم.
واردف ويمكن أن نقول في الفترة الانتقالية، لجان المقاومة حددت برنامجها؛ بشكل أكبر حيث دخلت فيها فئات عمرية جديدة حتى نهاية الفترة الانتقالية وتحول الرأي الغالب داخلها وشعر اعضاء المقاومة بان الحكومة لا تسير في اتجاه تحقيق قرارارت الثورة ولفت الى أن المقاومة بعد دعمها لقحت وخيانتها لها بدأ اعضائها يفكرون في ماذا سيفعلون، وتوصلوا الى أنهم لابد ان يلعبوا دورا سياسيا في شهر اكتوبر، وبدأوا التفكير في كيف تلعب لجان المقاومة دورا سياسيا واصدرت بعض التنسيقيات مناشير سياسية من بينها تنسيقية مقاومة الخرطوم شرق، لجان مقاومة مايرنو، ثم لجان مدني بعد ذلك الراي العام وسط لجان اتفق على أنه لابد ان تتحد المقاومة حول ميثاق سياسي حتى تستطيع أن تحقق به اهداف الثورة.
تسليم السلطة للشعب
واوضح عضو تنسيقية جنوب الحزام ان الفرق الوحيد بين الرؤية السياسية للمقاومة ومابين رؤى الأحزاب السياسية، أن الأحزاب تطمع في الوصول للسلطة، لكن لجان المقاومة تطمح في أن توصل الشعب للسلطة، وذكر: هذا الحديث موجود في الميثاق الذي أُعلن أخيرا، ان شكل الحكم سيكون عبر المجالس اللامركزية أو المجالس المحلية والمجلس المحلي يتم تشكيله من مواطني المحلية عبر انتخابات شعبية لكل محلية، وسيمثل السلطة في المحلية المعينة ومنه سيتم ترفيعه الى المجالس الولائية ومنها الى المجالس التشريعية، واوضح أن ذلك يعني ان المقاومة ليس لديها أسماء محددة، هم الذين سيمسكون السلطة عندما تنتصر الثورة ونوه الى ان المقاومة تطمح لتفتيت السلطة المركزية لصالح اكبر عدد من الجماهير تشارك في حكم البلاد عن طريق المجالس المحلية والتشريعية الولائية والمجلس التشريعي القومي.
المجتمع الدولي والمقاومة
وفي رده على السؤال حول موقف المجتمع الدولي من المقاومة، وما يثار حول انها ستواجه اخطر مرحلة في تأريخها حال تمت التسوية قال محمود ،المجتمع الدولي يدرك تماما ان القيادة الاساسية للحراك في السودان حاليا لجان المقاومة، وإن الأحزاب السياسية دورها اصبح شبه معدوم واصبحوا يتواصلون مع المقاومة، وتابع ورأينا اللقاءات بين لجان المقاومة والسفير الأمريكي والبعثات الدبلوماسية الاوربية والوكالات الأجنبية، لكن في الحقيقة محاولات المجتمع الدولي للتفاهم مع لجان المقاومة لاقناعهم بأن خيار التسوية هو الخيار الأمثل، لأن الخيار الآخر غير داعمين له، ويحاولون اقناعهم بأنهم يرون أن البرهان وحميدتي من الممكن أن يكونوا جزء من التسوية، والمجتمع الدولي يسعى لاقناع لجان المقاومة بالتسوية لذلك كانوا يعقدون معها لقاءات كثيرة جدا.
تحديات مابعد التسوية
وأعترف عضو تنسيقية جنوب الحزام بالخرطوم، بان التسوية اذا تمت فان لجان المقاومة ستواجه وضعا جديدا، وستواجه بقوى واسعة داخلية مدعومة بقوى خارجية، وقال نتوقع التشكيلة الجديدة مع ارهاصات التسوية التي بدأت تظهر، انه سيشارك فيها الأحزاب السياسية والمجلس العسكري، وسيكون مدعوما من أوربا، وتابع في الحقيقة ستواجه المقاومة وضعا صعبا جدا، إلا انه عاد ليؤكد ان لجان المقاومة قادرة على عبور وتخطي هذا الوضع، وأرجع ذلك لأن قوتها ليست مستمدة ممن يدعمها سواء كان تكوين سياسي أو دولة أو أي نوع من المكونات الأخرى، قوة المقاومة تأتي من أنها تعبّر عن الناس وعن الثوار في الأحياء والقرى والأرياف، وقطع بأن العامل الحاسم في انتصار الثورة هو العامل الداخلي، إلا أنه عاد ليؤكد أن العامل الخارجي ليس بحجم تأثير العامل الداخلي، ولا بتأثير قوة الثوار، ورأى أن الثوار اذا انتظموا بشكل جيد واذا واصلوا نضالهم بشكل جيد بالتأكيد يستطيعون التغلب على التكتلات الخارجية والأحلاف المدعومة من الخارج، لأن تاثيرها وقوتها لا يقارن مع قوة العامل الداخلي الذي يتمثل في الثوار ولجان المقاومة.
توقف نهب الموارد
واوضح محمود أن القوى الخارجية اغلبها تدعم مكونات معينة للحفاظ على هذا الوضع، لأن التغيير الجذري سيغير طبيعة الدولة السودانية وسيوجه مواردها للدولة نفسها، وسيكون هناك اقتصاد وطني بجانب توقف نهب الثروات الكبيرة في المعادن والمجال الزراعي وكل الموارد الاخرى، لذلك الدول الاقليمية خاصة الغربية بالتحديد لديها مصلحة كبيرة في أنها توقف هذا التغيير الجذري لانه سيضر بمصالحها بشكل مباشر وعاد ليقول: لكن في النهاية مؤكد أن العامل الداخلي هو الذي سيحسم هذا الأمر ونتمنى أن تنتصر الثورة.
الجريدة
مصيرهم اتمشطوا وامشو الضللة الزمان!!
يعني زي مصيرالليمونة
بعدتتحلب….اوممكن تقول زي مصيرالشهداءبتاعين الاعتصام