الاستثمار في سادومبا !ا

الاستثمار في سادومبا !!

عبد الباقي الظافر.

تراسيم الاستثمار في سادومبا !! ولج الاستاذ الراحل أحمد عثمان مكي، مع ثلة من الاصحاب، مطعا حبشيا في أحد نواحي أمريكا ..ما أن هبط (ود المكي) على مقعده حتى رأي استبشارا من صاحب المطعم ..حالة الهمس والترحيب سرت بين الزبائن، الذين ينحدرون في الغالب من القرن الافريقى ..تعجب وفد (ود المكي) من حالة الترحاب الزائدة ..وما أن أنهوا طعامهم حتى هجم عليهم الاحباش يطلبون اغنية القمر بوبا ..حسبوا أحد مرافقي ود المكي باعتباره الفنان الكبير، محمد وردي، الذي كان يقيم وقتها في أمريكا. المريخ السوداني لعب في العاصمة اليوغندية كمبالا ..أهل الجنوب زحفوا زرافات ووحداناً، لمؤازرة المريخ ..الجالية الجنوبية التي كانت تقيم في كمبالا، ونزحت الى تلك الارجاء بسبب الحرب، كانت على قلب رجل واحد في مؤازرة ممثل امدرمان في سباق الاندية الافريقية. التأمت في الخرطوم أمس الأول قمة ثلاثية جمعت السودان وتشاد وافريقيا الوسطي ..المشير البشير اعرب عن استعداد السودات لاقتسام ثرواته مع تشاد وافريقيا الوسطي ..رئيس افريقيا الوسطى قدم مقترحا موضوعيا بانشاء منطقة تجارة حرة في الحدود الفاصلة بين الدول الثلاث ..فيما ركز ادريس دبي على تجربة القوات المشتركة بين السودان وتشاد، التي جعلت الحدود الفاصلة اكثر امنا. في تقديرى التوجه نحو الجوار الافريقي، يحقق منافع ضخمة للسودان ..ولنبدأ بالجار الجنب ..دولة جنوب السودان التي يتوعد وزير دفاعنا بالوصول الي اى بقعة من اراضيها تستحق افضل من ذلك ..اذ نشرت في ذات اليوم ارقاماً تقول: ان خزينة الخرطوم استقبلت نحو ثلاثمائة واثنين وعشرين مليوناً من الدولارات، تمثل نصيبها من عائدات البترول في ظرف شهرين ..أبيي التي أصبحت منطقة حرب، كان نصيبها نحو ستة وتسعين مليونا من الدولارات ..جنوب السودان في هذا المناخ المترع بالعدائيات ذهب الى كينيا لاستيراد خبراء لمساعدته في وضع اسس الدولة الجديدة ..اما كان بالامكان ان يذهب خبراؤنا لملء الفراغ. نحتاج الآن إلى إعادة نظر في خارطتنا الاقتصادية ..مصنع اسمنت عطبرة خفض إنتاجه من الاسمنت بسبب انعدام وقود (الفيرنست) ..استيراد الوقود يزيد من اسعار الاسمنت السوداني ..تمثل افريقيا جنوب الصحراء افضل سوق لهذا الاسمنت، بالذات الدول المغلقة، والتى لا تطل على بحار مثل تشاد وافريقيا الوسطى واثيوبيا، ودولة جنوب السودان ..كل منتجاتنا تستطيع المنافسة جنوبا، حيث المنخفض الحضاري ..فيما يصعب لأى منتج سوداني باستثناء الماشية المنافسة في الأسواق شمال أفريقيا. رغم هذا نحن لم نتأهب لهذا الواقع ..ربطنا انفسنا بالشقيقة مصر بطريقين: أحدهما يوازي البحر، والآخر يمضي مع النهر ..في ذات الوقت الذي لا يربطنا طريق معبد بالجزء الجنوبي من السودان. الآن بإمكاننا النظر بتمعّن لحكمة الرياضيين ..فرقنا الرياضية تستجلب لاعبين مهرة من افريقيا جنوب الصحراء، ثم تعيد تسويقهم الى العالم ..تجاربهم مع لعيبة شمال افريقيا لم تكن موفقة لأن تلك المنطقة مرتفع حضاري. متي يتعلم ساستنا التفكير بأقدامهم لا بقلوبهم؟

التيار