مقالات سياسية

فيديو الشرطة

فيديو الشرطة

الشرطة في خدمة الشعب هو شعار الشرطة الذي نعرفه، ويفترض أنها ملتزمة به، وخدمة الشعب التي تقدمها الشرطة تنحصر في حماية المواطنين، وتوفير الأمن، وتطبيق القوانين، وتقديم المساعدة المطلوبة حسب مجالاتها، وتخصصاتها، والشعب الذي تخدمه الشرطة فيه المجرم وغير المجرم، ومثلما تخدم الشرطة غير المجرمين بتلك الإجراءات المعروفة مطلوب منها أن تخدم المجرمين- أيضا؛ فهم جزء من الشعب، وخدمة المجرمين لا تعني مساعدتهم على الإجرام أو التقاضي عن جرائمهم، بل يعدّ القبض عليهم ومعاقبتهم بالقانون خدمة لهم؛ لأن ذلك يحميهم من أنفسهم أولا، ومن التمادي في الإجرام، لكن هذا يجب أن يتم وفقا للقوانين والأخلاق والقيم دون إذلال أو تعدٍ عليهم؛ فالشرطي ليس هو الجهة التي تعاقب وتصدر الحكم، ولا الجهة التي يحق لها أن تؤدب المجرم، في اللحظة التي يقبض عليه متلبسا مهما كان نوع الجرم، فهناك قانون يحاسبه على جرمه حين يقدم إلى المحاكم، لكن كثيرا ما يعتدي بعض أفراد الشرطة على المجرمين الذين يقعون في قبضتهم، وهذا أمر غير مقبول.

قبل أيام انتشر فيديو قام فيه عدد مقدر من أفراد الشرطة بالقبض على مهربين- مجموعات من الشباب من دولة مجاورة، في إطار عملها لمحاربة الاتجار في البشر، وتم تصوير الأحداث بوضوح لا شك فيه، حتى الحوار واضحا تماما، أفراد الشرطة اعتدوا بشكل غير لائق على أحدهم، ويبدو أنه سائق العربة وشكله سوداني- أيضا- ضربه أحدهم بخرطوش وآخر يجهز في سلاحه، وكأنه يريد ضربة رصاص، وأخر قام (بتكفيته)، وأخر (بحجز)، ويقول لهم (خلو)، وأحدهم ركله برجله وأمروه بالانبطاح، وقام أخر بوضع قدمه على كتفه ليتم تقييده بحبل، كل هذا حدث والرجل وحده ولا يمكن له أن يفعل شيئا غير الاستسلام، وليس هو الفيديو الوحيد الذي انتشر يصور أفرادا من الشرطة وهم يعتدون على فرد من أفراد الشعب حتى لو كان مجرما، وشاهدت بأم عيني مرات كثيرة أفراد من الشرطة يعتدون بالضرب على من تم القبض عليهم في (الدفار)، ويأمرونهم ألا يتحدثوا أو يتحركوا أو يجلسوا جلسة معينة، وفي مرة قلت لأحدهم حرام عليك، قال لي: (ديل حرامية ساكت)، يعتقد ذلك الشرطي أن الحرامي لا يجب أن يعامل برفق، وهو ليس صحيحا.

أحدهم حكى لي أنه قبض عليه في جريمة سرقة ممتلكات دولة من الشارع، أفراد الشرطة الذين قبضوا عليه كانوا شرسين فتعاملوا معه بقسوة، حكم عليه بسنة سجن، ثم خرج، لم يأسف على الجريمة التي ارتكبها ولا على المدة التي قضاها في السجن بقدر ما هو غاضب من معاملة الشرطة له لدرجة أنه أصبح يكن حقدا عميقا وكراهية عمياء للشرطة، وشخص آخر قبض عليه في جريمة سرقة لكن أفراد الشرطة الذين صادفهم كانوا عكس الأوائل؛ معاملتهم تلك جعلته يتوب عن السرقة، ويعود ليواصل دراسته، ويصبح إنسانا صالحا.

صحيح أن أفراد الشرطة يختلفون عن بعضهم حسب التربية والتتشئة الاجتماعية، لكن ليس أي شخص يصلح أن يكون شرطيا؛ فالمهنة تجذب البعض لما تقوم به من عمل إنساني، وتجذب الآخر لأشياء في نفوسهم، لكن بغض النظر عن أي شيء يجب أن تكون الشرطة حريصة على اختيار أفرادها، وأن يتم تدريبهم بمستوى عالٍ؛ ليتعودوا كيف يتعاملون مع المجرمين؛ فهم مواطنون وليس أسرى حرب من جهة معادية، صحيح ارتكبوا جرائم لكن هناك قانون سيعاقبهم على قدر جرمهم، وتعامل الشرطة مع المجرمين يترك أثرا بالغا في نفوسهم سلبا وإيجابا.

نعلم الشرطة هي المؤسسة الوحيدة التي تعمل ليل نهار، وتقوم بواجبها مضاعفا؛ لأن المؤسسات الأخرى تركت واجباتها؛ فتحملت هي النتيجة، لكن مطلوب منها أن تكون أكثر رحمة بهذا الشعب؛ فهو- والله- مدفوع إلى كل خطأ بأيدي الحكومة.

أسماء محمد جمعة
التيار

تعليق واحد

  1. و الله كلامك ده بذكرني بسودانين قبضوا حرامي في جنوب افريقيا و ساقوه لقسم الشرطه و قالوا للشرطه ده حرامي قبضناه. الشرطه قال ليهم معليش ده نحن ما الجهه البتحدد انه حرامي. ده متهم عندنا و المحكمه هي البتحدد انه حرامي و لا لا.

  2. والله كلامك دا عين الحقيقه وباسباب ذي في ناس كتار مغبونين من حاجه اسمها شرطه بالرغم الاعتراف باهميه هذه المؤسسه بل في ناس انضمو لها لحمايه انفسهم واهلهم من البطش والفهم غلط الشرطي اصلا مواطن ابن مواطن وأخ مواطن وكذلك صديقه او جاره لكن هنالك فهم مغلوط لدي معظم ظباط وافراد الشرطه بان هذا المواطن ليست لديه ادني حقوق امام الشرطه وينعتونه بمواطن او ملكي كانها سبه او تصغير والشرطه اول جهاز لصيق بالمواطن في التعامل اليومي وهو الذي يعكس نوع واداء الحكومه وهنالك كثير من المظالم من قبل هذا الجهاز من ضرب وتنكيل للابرياء والمتهمين عليه يجب اختيار الاسوياء غير اصحاب العقد والحاقدين والفاقد التربوي

  3. و الله كلامك ده بذكرني بسودانين قبضوا حرامي في جنوب افريقيا و ساقوه لقسم الشرطه و قالوا للشرطه ده حرامي قبضناه. الشرطه قال ليهم معليش ده نحن ما الجهه البتحدد انه حرامي. ده متهم عندنا و المحكمه هي البتحدد انه حرامي و لا لا.

  4. والله كلامك دا عين الحقيقه وباسباب ذي في ناس كتار مغبونين من حاجه اسمها شرطه بالرغم الاعتراف باهميه هذه المؤسسه بل في ناس انضمو لها لحمايه انفسهم واهلهم من البطش والفهم غلط الشرطي اصلا مواطن ابن مواطن وأخ مواطن وكذلك صديقه او جاره لكن هنالك فهم مغلوط لدي معظم ظباط وافراد الشرطه بان هذا المواطن ليست لديه ادني حقوق امام الشرطه وينعتونه بمواطن او ملكي كانها سبه او تصغير والشرطه اول جهاز لصيق بالمواطن في التعامل اليومي وهو الذي يعكس نوع واداء الحكومه وهنالك كثير من المظالم من قبل هذا الجهاز من ضرب وتنكيل للابرياء والمتهمين عليه يجب اختيار الاسوياء غير اصحاب العقد والحاقدين والفاقد التربوي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..