التحالف العربي من أجل السودان : أجواء الإنتخابات حكمت عليها بالفشل وتمت تسميتها ” المسرحية الهزيلة، “

التحالف العربي من أجل السودان :

التقرير الاسبوعي

القاهرة

اختتمت في الأسبوع الماضي الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في السودان معروفة سلفاً نتائجها، بفوز الرئيس عمر البشير الذي سيخلف نفسه مع سيطرة حزبه الحاكم حزب المؤتمر الوطني على ثلثي مقاعد البرلمان، مع توزيع بقية المقاعد لبقية الأحزاب المؤيدة للنظام سواء كان الحزب الإتحادي الديمقراطي ” الأصل” برئاسة السيد محمد عثمان الميرغني، أو الأتحادي “المسجل” برئاسة دكتور جلال يوسف الدقير أو أحزاب الأمة وبقية أحزاب البرنامج الوطني.

المقاطعة الشعبية التي سيطرت على المشهد الإنتخابي كانت درساً قاسياً ورسالة قوية من الشعب السوداني لكل اللاعبين السياسين حكومة كانت أم معارضة، فهذا الدرس يحتاج إلى تحليل عميق لمعرفة الأسباب الحقيقية يتجاوز حدود تحقيق المكاسب السياسية، فكل طرف إعتبر أنه حقق رصيداً سياسياً من العملية الإنتخابية فالنظام الحاكم لايعترف بالهزيمة ولايعير رأي المواطن أي إهتمام، لكنه سيناقش تلك الواقعة داخل أروقة الحزب وربما يعاقب كوادره المسؤولة عن العملية الإنتخابية رغم الإنفراد بالعملية والفوز من طرف واحد، وتصريحات مسؤوليه خلال فترة الإنتخابات بأن المشاركة واسعة، كما ردد مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفسير ابراهيم غندور “نستطيع التأكيد على أننا راضون بمشاركة الناس. وبالنسبة لمن يتحدثون عن مشاركة منخفضة، فهم ليسوا على دراية بما يحدث، أو يتعمدون الحديث عن مشاركة منخفضة.” صحيفة الراكوبة (17/4/2015).

أما المعارضة السودانية ممثلة في “قوى نداء السودان” لبعدها عن الشعب رغم العراقيل الأمنية التي ظل يمارسها النظام الحاكم وأجهزته الأمنية للحيلولة دون وصول تلك القوى لجماهيرها، فقد إعتبرت مقاطعة ما وصفته بـ” إنتخابات الخج” و”إنتخابات الدم” كسباً يضاف لرصيدها السياسي ونجاحاً لحملة “إرحل” كما قالت القيادية بقوى نداء السودان ونائبة رئيس حزب الامة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي: إن حملة “ارحل” التي نفذتها احزاب المعارضة لمقاطعة الانتخابات نجحت، وأثبتت وعي الشعب السوداني وعبقريته. واكدت مريم استمرار حملة “ارحل” للقيام بمسؤولياتهم تجاه الشعب، ووقف الحرب وذهاب النظام.

غير أن تدهور الأوضاع الإقتصادية وإنهاك المواطن بأعباء ضريبية إضافة لإستمرار الحروب في عدد من أقاليم السودان، دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق جعلته خلال الخمسة وعشرين عاماً يعزف عن المشاركة السياسية، خاصة مع ضعف قوى المعارضة وترددها مابين الدعوة لإسقاط النظام والدخول معه في حوار ، إضافة إلى القمع المتواصل الذي ظلت تمارسه السلطة الحاكمة مع غياب كامل للحريات، وإستشراء الفساد في أعلى مستوياته مع إتباع سياسات أفقرت غالبية الشعب السوداني،كما أن مواجهة السلطة للمتظاهرين في أعقاب قرارات تطبيق الحزمة الثانية من رفع الدعم عن المحروقات في سبتمبر 2013، كل تلك الأسباب جعلت المواطن يفقد الثقة في النظام الحاكم ويقاطع الإنتخابات، بل أن بعض الأسر وضعت ملصقات على أبواب منازلهم يعلنون فيه مقاطعتهم للمشاركة في الإنتخابات، ” هذه الأسرة غير مشاركة في الإنتخابات أرجو ألاتزعجونا”.

فالدرس المستفاد من هذه المقاطعة تعني فشل النظام الحاكم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني وبالتالي وأي مرشح لايحمل برنامجاً يحقق إحتياجات المواطن البسيطة المتمثلة في العيش بحرية وكرامة إنسانية، أما بالنسبة للقوى السياسية المعارضة فهذه المقاطعة وضعتها أمام تحدٍ كبير، بطرح التساؤلات الصعبة عن ماذا بعد إرحل..؟ وهل ستواصل المعارضة وتكثف من دعوتها في التعبئة لإسقاط النظام أم سيظل هذا مجرد شعار تلوح به ومن ثم ستعود بعد ذلك تستأنف حوارها مرة أخرى حزب المؤتمر الوطني.

الأجواء التي صاحبت الإنتخابات حكمت عليها بالفشل وجعلت البعض يسميها بالمسرحية الهزيلة، فقد غابت الدعاية الإنتخابية ولم يجتهد المرشحين في حشد الجماهير نبسة لأن نتائجها معروفة ومحسومة، وقد سبق أن قال غندور في تصريحات أن حزبه تنازل عن 30% من الدوائر “أوضح غندور، أن حزبه فضّل عدم المنافسة في جميع الدوائر الانتخابية؛ لإعطاء الفرصة للأحزاب الأخرى للتنافس والدفع بمرشحيها في أكثر من 30% من الدوائر الانتخابية بالبلاد. “وكالات 8/1/ 2014م”.
فقد حول المؤتمر الوطني العملية الإنتخابية لعملية محاصصة بتقسيم الدوائر بين الأحزاب المشاركة، في محاولة لخلق توازن في البرلمان القادم وإن كان سيكون برلماناً صورياً كغيره بعد أن سيطر على السلطة التنفيذية والتشريعية.

فمن خلال الأجواء التي سبقت الإنتخابات وأيام العملية الإنتخابية وإنسحاب المراقبين الدوليين، فإن مهزلة الإنتخابات السودانية تصدرت عناوين الصحافة العالمية وأخبار وكالات الأنباء، رغم التتعيم الإعلامي الذي مارسته الأجهزة الأمنية على الصحافة المحلية، وتحذيرات جهاز الأمن لرؤساء التحريربعدم نقل أي معلومات تعكس الصورة السالبة للإنتخابات، لذلك كانت الإنتخابات مشابهة لممارسات نظام إستمر في الحكم 25عاماً، وسيستمر خمس سنوات إضافية ليوفر الحماية لرئيسه المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن وجد الحماية من قبل الإتحاد الإفريقي الذي رفضم محاكمة رؤسائه خارج أفريقيا ودعا القادة الإفارقة بسحب توقيعاتهم من ميثاق روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، مما زاد من تطمينات الرئيس السوداني عمر البشير، وترشحه في الإنتخابات يعطيه الأمل في أن يستخدم مجلس الأمن المادة (16)، بتعطيل قرارات المحكمة الجنائية الدولية.

تعليق واحد

  1. كلامك جميل ولانتفق معك في امكانية
    بقاء النظام الحاكم 5 سنوات اخري
    الا علي اشلائنا وهو مظام وضح انه
    مسنود من العسكر فقط ولاجماخير له
    وسوف يذهب الي المزبلة قريبا جدا

  2. ( ماذا بعد إرحل..؟ وهل ستواصل المعارضة وتكثف من دعوتها في التعبئة لإسقاط النظام أم سيظل هذا مجرد شعار تلوح به ومن ثم ستعود بعد ذلك تستأنف حوارها مرة أخرى حزب المؤتمر الوطني.)

    هذا السؤال موجه بالدرجة الاولى الى السيد/ الصادق المهدى .. فالتجربة اثبتت ان كلمة حوار دائما وابدا فى طرف لسانه .. عليه ان يغسل لسانه من هذه الكلمة .. بالذات انه فى موقع جيد هذه الايام .. وارجو ان يظل على قناعة ياسر عرمان والحلو وعقار وجماهير حزب الامة العريضة .والتى هى اولا واخيرا قناعة الشعب السودانى ..
    عليك ان تدرك يا سيادة الصادق ان شعب السودان بعد هذه الانتخابات يمر بمرحلة مفصلية لا تحتمل المواقف المايعة ولا تحتمل الحوار .. فهل انت معنا يارئيس الدولة الشرعى فى اخر انتخابات ؟؟؟
    هذا عسكرى ابله .. مكانه الحدود والتخوم لحماية الدولة عسكريا وليست رئاسة الجمهورية ..وبتاريخ اليوم يفترض ان اليوم يكون عميدا بالمعاش مع شوية ابقار وغنم بحوش بانقا .. عيب ان ترد على لسانك وانت اخر رئيس شرعى كلمة : الرئيس البشير .. شعب السودان لم يعترف به لانه اتى على دبابة .. فكيف تخالف شعبك عندما تصفه بالرئيس وتتحاور معه ؟؟
    صدقنى انا خايف منك !! وربنا يستر خاصة وانك صرحت بأنك قادم فى الايام القادمة …

  3. لا يتصور كائناً من كان الحال المزرى الذي وصل اليه اهل السودان في اطراف المدن والقري البعيدة عن العاصمة الخرطوم مازال هناك من يشرب مياه الامطار من الحفائر مع الحيوانات ، لا مراكز صحية ولا مدارس ولا كهرباء … وحتي اطراف العاصمة نفسها فحدث ولا حرج.. في تقدير ان ثورة الجياع سوف تسبق قادة الأحزاب وحملة أرحل…. وان تأخرت الثورة او حملة ارحل اكثر من ثلاثة من الان .. فلا داعي لقيامها بعد ذلك.. لان الفيل يكون قد حطم كل خيرات البلاد ومن الصعب علي حكومة قادمة إعادة السودان الي ما كان عليه قبل ان تسطو عصابة الإنقاذ علي السلطة

  4. انا أعمل وأسكن بمدينة رياض عاصفة الحزم
    على الطلاق علاقتي بالسفارة تجديد جواز إستخراج جواز
    عدد المصوتين 2454 شخص
    عدد السودانين فى غبيرة ومنفوحة لا يقل عن مليون ونص شخص
    فى تقديرى نتائج بهذا الشكل لا تقول لك ارحل بل تقول ( غور ) وغور كلمة لمن لا يعرفها موغلة فى الكراهية والحقد مع الطرد ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) فأرحل تعنى أن تترك المكان أو المكانة التى أنت فيها الى أى مكان أخر وقد يكون فى نفس المدينة ولكن غور تعنى أن تذهب لباطن الأرض مدفونا بعيدا حتى الأيدى لا تطالك
    هل مازال غردون يتبجح ويتحدث عن 10 مليون عضو مؤتمر وطنى عقدوا مؤتمراتهم القاعدية
    هذه النتيجة المبهرة عرفتنا ان مدينة الرياض عدد 19 من بقايا المايويين صوتوا للمخرفة التى قالت بعت عقارا استعدادا للإنتخابات
    يا دكتورة فاطمة عبد المحمود العقار لو أغتربى زينا لأربعين سنة ما كنت تبيعينه لأنتخابات لكن دى اراضى الشعب السودانى التى وزعها لكم المجنون نميرى مجانا
    قاتلكم الله جميعا ضيعتم بلد لا يستحق أن يضيع

  5. ردا علي ديجانقو

    با لاشارة لمقال مولانا جمدنالله بعنوان الانقاز قاعدة امفكو

    لقد وضح بما لايدع مجالا للشك ان الحكومة مسنودة فقط من العسكر

    وبقية الدجاج المعروف للجميع وان لا جماهير لها البتة

    وكل هذه مغريات مفتوحة لكل الاحتمالات والمغامرات
    ولان الشعب كره هذه الحكومة لدرجة قف تامل فان ايا من كان سوف
    تلتف حوله الجماهير للخلاص من هذه العصابة الفاجرة ولن يكون
    اسوء منهم باضغف الايمان
    انشاالله يا ديجانقوا اقتنعت ان الحكومة ما حا تشوف خريف تاني
    باذن الله
    ولن تعرف الحكومة من اي الابواب سوف تاتيها الضربة الباغتة
    وهم لايشعرةن

  6. للأسف الشديد ما زالت بعض الجهات المعارضة أسباب واضحة يفهمها السوداني وغير السوداني عن وصفها للإنتخابات بغير الشرعية والمزورة ، فإن كان لديها سياسيون محترقون ومؤهلون فعليهم أن يوضحوا للملأ الأسباب التي إعتمدوا عليها في حكمهم وأن يشرحوا ويفندوا تلك الأسباب بكل دقة ، العمل المعارص ليس هو هتافات ولافتات فقط والسلام فمثلا قانون الإنتخابات من أصدره؟لمفوضية ما هي الجهة الشرعية التي كونت المفوضية وما هي خلفيات كبار الموظفين فيها، ولمذا تم تمديد الإنتخابات،وما هي صحة السجل الإنتخابي ؟زكيف تمت مراقبة صناديق الإنتخابات خلال أيام الإقتراع المتططاولة بواسطة الجهات المراقبة ومندوبي جميع المترشحين؟ وغيرها وغيرها من شوائب ونقائص تدعم إتهامها بغر النزيهة وخاصة أن من قام علي باطل فهو بلا شك باطل مهما أضيف إليه من محسنات. أكتبوا يطريقة محترفة وليس أداء واجب فقط لأن ذلك لن يساعد علي حل المشكلة السودانية.

  7. ضحكتونا والله…
    الانتخابات تمت مقاطعتها فعلا…
    لكن ليس بسبب حملتكم ولا يحزنون…
    الشعب السوداني قاطع الانتخابات بطريقه
    تلقائيه وعفويه…وانتم لا ناقة لكم فيها
    ولا جمل…حملتكم لم يسمع بها احد غير بضع الاف
    من مستخدمي الفيس ومواقع التواصل الاجتماعي…
    اما بقية الشعب الصامت فقد قاطعكم وقاطع الانتخابات
    فلا تدوشوا رؤوسنا بما لا تملكوه…وبعدين للذي يقول
    أن غبيره لوحدها بالرياض يسكنها مليون ونصف…باية
    حسابات حسبت هذا العدد…كل المغتربين السودانيين
    بالمملكه لم يصلوا لهذا الرقم …

  8. ردا علي ديجانقو

    با لاشارة لمقال مولانا جمدنالله بعنوان الانقاز قاعدة امفكو

    لقد وضح بما لايدع مجالا للشك ان الحكومة مسنودة فقط من العسكر

    وبقية الدجاج المعروف للجميع وان لا جماهير لها البتة

    وكل هذه مغريات مفتوحة لكل الاحتمالات والمغامرات
    ولان الشعب كره هذه الحكومة لدرجة قف تامل فان ايا من كان سوف
    تلتف حوله الجماهير للخلاص من هذه العصابة الفاجرة ولن يكون
    اسوء منهم باضغف الايمان
    انشاالله يا ديجانقوا اقتنعت ان الحكومة ما حا تشوف خريف تاني
    باذن الله
    ولن تعرف الحكومة من اي الابواب سوف تاتيها الضربة الباغتة
    وهم لايشعرةن

  9. للأسف الشديد ما زالت بعض الجهات المعارضة أسباب واضحة يفهمها السوداني وغير السوداني عن وصفها للإنتخابات بغير الشرعية والمزورة ، فإن كان لديها سياسيون محترقون ومؤهلون فعليهم أن يوضحوا للملأ الأسباب التي إعتمدوا عليها في حكمهم وأن يشرحوا ويفندوا تلك الأسباب بكل دقة ، العمل المعارص ليس هو هتافات ولافتات فقط والسلام فمثلا قانون الإنتخابات من أصدره؟لمفوضية ما هي الجهة الشرعية التي كونت المفوضية وما هي خلفيات كبار الموظفين فيها، ولمذا تم تمديد الإنتخابات،وما هي صحة السجل الإنتخابي ؟زكيف تمت مراقبة صناديق الإنتخابات خلال أيام الإقتراع المتططاولة بواسطة الجهات المراقبة ومندوبي جميع المترشحين؟ وغيرها وغيرها من شوائب ونقائص تدعم إتهامها بغر النزيهة وخاصة أن من قام علي باطل فهو بلا شك باطل مهما أضيف إليه من محسنات. أكتبوا يطريقة محترفة وليس أداء واجب فقط لأن ذلك لن يساعد علي حل المشكلة السودانية.

  10. ضحكتونا والله…
    الانتخابات تمت مقاطعتها فعلا…
    لكن ليس بسبب حملتكم ولا يحزنون…
    الشعب السوداني قاطع الانتخابات بطريقه
    تلقائيه وعفويه…وانتم لا ناقة لكم فيها
    ولا جمل…حملتكم لم يسمع بها احد غير بضع الاف
    من مستخدمي الفيس ومواقع التواصل الاجتماعي…
    اما بقية الشعب الصامت فقد قاطعكم وقاطع الانتخابات
    فلا تدوشوا رؤوسنا بما لا تملكوه…وبعدين للذي يقول
    أن غبيره لوحدها بالرياض يسكنها مليون ونصف…باية
    حسابات حسبت هذا العدد…كل المغتربين السودانيين
    بالمملكه لم يصلوا لهذا الرقم …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..