مقالات وآراء سياسية

من الإليزيه

يوسف السندي

أسفر لقاء رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مع الرئيس الفرنسي ماكرون في قصر الإليزيه بباريس جملة من الإيجابيات ، كان من أهمها بلا شك استقبال السودان أخيرا ضيفا مشرفا و مرغوبا فيه في أرقى و اعرق البلاد الديمقراطية بعد سنين طويلة عاشها السودان منبوذا في ظل المخلوع .

 

من الإيجابيات ايضا تعهد الرئيس الفرنسي ماكرون بإقامة مؤتمرين دوليين و بلادنا في أمس الحاجة لهما ، الأول تعهده بإقامة مؤتمر للمانحين في القريب العاجل ، و الثاني تعهده باستضافة مؤتمرا دوليا مع الدائنين الدوليين للسودان من أجل إعادة هيكلة الديون ، و اقامة المؤتمر الثاني بالطبع مشروطة برفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

 

بلادنا تخطو قليلا قليلا بفضل الثورة نحو الاندماج في المجتمع الدولي و هناك ترحيبا عظيما من قبل العالم ، بينما اللافت ان هذا الترحيب العظيم لا يظهر في أروقة السياسة الأمريكية ، إذ أن مسؤل أميركي صرح قبل شهر بأن أميركا سوف تختبر جدية الحكومة الانتقالية في مواضيع حقوق الإنسان و الحريات قبل أن ترفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، و هو موقف غير متوائم مع الترحيب العالمي بالسودان و الروح الإيجابية مع ثورته التي اقتلعت نظاما دفعت أميركا فاتورة عظيمة أثناء وجوده في الحكم .

 

رغم أن ماكرون من الاليزيه أكد انه سيعمل على إقناع أميركا برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الا اننا كنا نتوقع أن هذا الأمر لا يحتاج اطلاقا لعمل و سعي ، فالعقوبات قد فرضت نتيجة تصرفات قام بها النظام و ليس الشعب السوداني و بما ان النظام قد ذهب فيجب أن تذهب العقوبات .

 

من الإيجابيات ايضا تأكيد ماكرون ان من اولويات فرنسا في السودان تحقيق السلام ، و هذا تاكيد مهم لجهة ان فرنسا تحتضن السياسي الوحيد ( المشاتر ) في قضية السلام و هو عبدالواحد محمد نور ، الذي أعلن عدم اعترافه بكل ما انتجته الثورة من وثيقة و اتفاق و حكومة ، فإذا كانت فرنسا جادة بالفعل في تحقيق السلام فعليها إقناع من يستخدم اراضيها من أجل عرقلة السلام .

 

محطة الإليزيه بعد محطة الأمم المتحدة كانت ضربة معلم من حمدوك ، فهو أعاد السودان لمحيطه الدولي و استقطب داعمين كبار لعملية السلام و التحول الديمقراطي مما يبشر بأن القادم في السودان هو الأحلى .

 

يوسف السندي

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..