فوضى الكيانات

عصب الشارع
صفاء الفحل
مصيبة هذا الوطن بانه البلد الوحيد على مستوى الكرة الارضية الذي يمكن فيه لكل (عشرة اشخاص) تكوين كيان سياسي او حركة مسلحة دون جهد وسيدخل قريبا بإذن الله موسوعة غينيس للأرقام القياسية على اعتباره اكبر دولة في العالم تضم مجموعات مسلحة وكيانات سياسية حيث تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي كل صباح بظهور كيان جديد أو انشقاق كيان جديد عن كيان قديم كان قد انشق من كيان اخر (حسب الطلب) والمواقف السياسية المتنافرة وحتي الخصومات الشخصية ، والمضحك ان بعض تلك الكيانات تؤسس وتنشق بلا رؤية او دستور بل لغرض (واحد) لتنتهي بانتهاء ذلك الغرض كالكيان البيجاوي الجديد الذي ظهر (امس) من خلال مؤتمر صحفي بغرض رفض الاتفاق الاطاري وهو بكل تأكيد معلوم الجهة والتمويل والغرض وسينتهي فيه العزاء بانتهاء مراسم الغرض
وحتى لا نتحامل على هذا الكيان الهلامي وحده فان الكثير من الاحزاب والكيانات والحركات التي تملأ الدنيا ضجيجا وبيانات بشبكة التواصل الاجتماعي في بلاد الفوضي السياسية وتؤجر قاعات المؤتمرات (التجارية) التي صارت (على قفا من يشيل) لعقد مؤتمر (صحفى) هي في الواقع بلا قواعد ولا مكاتب احيانا بل فكرة تبلورت من نقاش تحت ظل شجرة مع كباية من بائعة شاي ووجدت من يملك المال وتصب في أهواءه من منتفعي السياسة فدعمها(مؤقتا) لخدمة (مؤقته) فصارت شامة سوداء في وجه الوطن وهكذا حتى تغطي وجه الوطن الذي كان ناصع البياض كله بالشامات السوداء.
واستنساخ كيان صغير من الكيانات الكبيرة وصناعة كيانات (هلامية) نهج كيزاني كان في زمن القهر والاستبداد وكان الغرض منه أضعاف تلك الكيانات او الاحزاب التاريخية لصالح سطوة (المؤتمر اللاوطني) حيث لاقى الأمر هوي في قلوب بعض الضعفاء وكان للمال والسلطة دورا في (تضخم) بعضها رغم أنها بلا جذور او قاعدة تذكر سوى من بعض المنافقين والمنتفعين والارزقية وأصحاب الأغراض الخبيثة وضعاف النفوس البعيدين عن قضايا الوطن الحقيقية وأمنه واستقراره.
واليوم وبعد تفجر ثورة الوعي في ديسمبر العظيم صار لا احد يتخوف من هذا او ذاك الكيان فالوعي الشبابي صار متقدم وسيختلف شكل الانتخابات القادمة عن سابقاتها في عهود الظلام والتيه والتغبيش وسيرسم شباب الثورة الجديد بصمته الواضحة في طريق المستقبل الجديد فقد صرنا لا نتخوف على مستقبل الوطن بوجود هذا الجيل الواعي الذي صار يعلم تماما مع من واين يقف وما يدور اليوم ليس أكثر من (زوبعة في فنجان) لا تهم هذا الجيل كثيرا فقد صار قراره بيده وكل ما يهمه ان تمر المرحلة الانتقالية بسلاسة وشفافية وان يتم تكوين المفوضيات المختلفة بنزاهة وان نصل مرحلة صناديق الاقتراع وقد غسلنا واغتسلنا من كل آثام هذا الماضي الأليم وهذا الوطن لنا مهما تعاظمت المؤامرات.
المجد والخلود للشهداء
والقصاص آت لامحالة
والويل والثبور لكل من أجرم في حق الوطن
الجريدة
هذا الجيل الواعي كل يوم يهاجر منه ٥ الف شاب بسبب تدهور الوضع الاقتصادي لاسرته فهل تظنين ان الوعي في حد ذاته رفاهية اقتصادية تملأ البيوت بالفرح والسرور.