المعاشيون والواجب الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم

الاحالة على المعاش كما هي معروفة سلفا في الماضي كانت معروفة لكل عامل في الخدمة المدنية والخدمات النظامية وكان كل عامل في سلك الدولة يعرف مسبقا متى سينزل الى المعاش ومتى من حقه ان يطلب معاشا اختياريا,فينظم نفسه على ذلك بالتمهيد لترك منزل الحكومة وتدبير سكن مناسب له سواء كان ذلك بقريته ام بالمدينة التي يرتاح لها .وغالبا ما سيكون من وصل الى سن المعاش قد انبت شجرة خارج باب منزله ليجلس بها يشاهد المارة يسلم على هذا ويضحك مع ذاك ويسامر اخر وهو على كرسي مريح يطلق عليه اهل السودان كرسي المعاشات. ولكم سمعنا ان فلانا عمل بمدينة او قرية معينة فأحب اهلها فقرر ان يقضي بقية عمره بها عندما يأتي زمن المعاش ولكم تعاشر اناس مع اهل قرية فأحبوهم واحبوا قريتهم فكتبوا عنها واشعروا فيها ولم ينقطعوا عنها عندما حان وقت ذهابهم للخدمة المعاشية ….نعم انها تُسمى الخدمة المعاشية لآن من بالمعاش لايزال معتبرا بالخدمة حتى وقت وفاته,واذا دعا اي واجب وطني او رسمي قد يستدعى لآدائه.
وعندما دخلنا الى عالم الفوضى واتت الانقلابات وظهرت العدالات الثورية اصبحت الاحالة الى المعاش لاتتقيد بعامل السن ولا بالكفاءة ,وعلى مر الحكومات العسكرية والمدنية دخل الينا داء الاحالة الى المعاش فاصبح كل من يمسك بزمام السلطة سواء كان عسكريا او مدنيا يشارك في تعميق هذا الخطأ سواء بما يسمونه بالتطهير او الولاء قبل الكفاءة او الكراهية أوحتى الاسباب الشخصية .
امتلأت الشوارع بالكفاءت من مستوى العامل الفنى ومرورا بالموظف التقليدي وانتهاء بالكفاءت العلمية حتى مراحل من هم في درجات علمية رفيعة . لتحل في مكانهم كفاءت ضعيفة وخبرتها اقل او كفاءات اسمية بدون اي مؤهلات . وهانت الزلابية وضربت الفوضى اطنابها في عقر خدمات الدولة مدنيا وعسكريا وشبه عسكريا .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل كل من ذهب الى الشارع مغضوبا عليه او مظلوما او من ذهب بنفسه غير راضيا …هل تقف مهمته الحياتية عند هذه النقطة ام ان عليه واجبا يجب ان يؤديه تجاه وطنه واعتقاده الديني.؟ يل وحتى الذين ذهبوا لخطأ ارتكبوه هذا لا يعني ان وطنيتهم قد ذابت في خطأ عابر فبني الانسان خطأون والخطأ لا يمسح وطنية الانسان ولذلك يجب ان لا تتوقف حركتهم وواجبهم تجاه الوطن بسبب ذلك الخطأ
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).
لاشك ان الشعب السوداني قد علمنا كلنا معشر المعاشيين ومن هم في الخدمة الآن ,لآن كل حرف درسناه او علم تعلمناه قد دفع ثمن جهده هذا الشعب المسكين الذي يعاني الأمرين الآن ويكون من العار علينا ان نقف مكتوفي الايدي ونضرب كفا بكف ونحن نرى هذه المهازل التي تحوم حولنا كل دقيقة واخرى واذا كانت الدولة قد فشلت في ادارة البلاد واذا كان العالم قد فقد الثقة بنا فعلينا ان نقولها وبالصوت العالي…. يجب ان تذهب هذه الدولة وان نساهم في اعادة مجد سوداننا كل في مجال خبرته وعلينا ان ننظم انفسنا نحن معظم ارباب المعاشات كل في مجال تخصصه لنقف مع الجيل الجديد ليبني وطننا ليس طمعا في سلطة من جانبنا وانما غيرة على وطننا وواجب علينا تجاه ابناءنا فعلى كل فئة من اطباء ومهندسين بمختلف مشاربهم والخدمة المدنية والعمال ان يتحركوا ….ولكني اخص معاشيو القوات النظامية بمختلف مشاربها خاصة القوات المسلحة والشرطة ورجال الامن الشرفاء ان ينهضوا وينظموا صفوفهم ليروا ما يمكن تقديمه لهذا الوطن للخلاص من هذا النظام الفاشل والذي هو حتما ذاهب فالعلامات الدالة على ذهاب الانظمة والموجودة في كل كتب التاريخ هي بائنة للعيان …والتاريخ لن يرحمنا ان وضعنا (الخمسة في الاثنين) وجلسنا نحتار ونتفرج .
أن المرأة تشكل الاغلبية في تعدادنا وهي الاكثر تأثيرا على الاحداث وهن قد ذقن الامرين بسبب نتاج فعائل النظام الماثل, فعلاوة على اللاتي احلن على المعاش وفقدن وظائفهن ,هنالك فئة كبرى من النساء تعرضن للمضايقة في معايشهن واخريات طوردن لآنهن رفضن ان يبيعن شرفهن هذا غير من فقدن فلذات اكبادهن او او ازواجهن ….فحزن المرأة عندنا اعمق من اي حزن .
نحن نعلم ان هناك من يعملون منذ استيلاء هذا النظام على السلطة لاسقاط النظام وهنالك من كانوا يعملون من داخله للتقويم والعودة الى الصواب فهولاء وذلكم وتلكم كلهم الآن عليهم واجب ان يتكاتفوا من اجل ذهاب هذا الظالم وبناء الوطن الصالح لابنائنا وذرياتنا حتى يحكي العالم كيف ان العجائز وقفوا مع الشباب في ساعة المحنة.
ولكننا كذلك نريد ان نخاطب بمقالنا هذا الاغلبية الصامتة …لآن وقت الصمت قد ولى.
والحق ابلج والباطل لجلج.
هاشم ابورنات.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انتو اهل الخبرة واهل الحارة
    فلنتكاتف كلنا ولنرفع راية الجهاد اما نصر او شهادو
    لان تعيش كريما افضل من ان تموت زليلا

  2. انتو اهل الخبرة واهل الحارة
    فلنتكاتف كلنا ولنرفع راية الجهاد اما نصر او شهادو
    لان تعيش كريما افضل من ان تموت زليلا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..