دستور.. ودغمسة

دستور.. ودغمسة
الصادق المهدي الشريف
[email protected]
?أحد قادة إتحاد اصحاب العمل قال في الإسبوع السابق (أنّ معظم عضوية الإتحاد داخل السجون)…
?ولكن المؤتمر الوطني عقد لقاءاً مع عضويته بقطاع رجال الأعمال، فحضر منهم حوالي 200 من العضوية الملتزمة…
?وإذا كان هناك 200 من العضوية الملتزمة خارج السجن ويحضرون لقاءات الحزب… وهناك بالتقريب مثلهم (200) من رجال الأعمال من العضوية غير الملتزمة… هؤلاء إربعمائة رجل أعمال!!!.
?إذا كان كلُّ أولئك خارج السجن… فمن هي عضوية إتحاد أصحاب العمل التي تقبع في السجن الآن؟؟؟.
?أكيد ديل ناس قريعتي راحت!!!… لكن هل هناك رجال أعمال تابعين لمجموعة (قريعتي راحت)؟؟؟.
?بيد أنّ هذا ليس موضوع اليوم.
?فقد إجتمع المؤتمر الوطني برجال أعماله بدواعي (صياغة الدستور الجديد)… وهو الدستور الذي بالضرورة سيحكمنا خلال ما تبقى لنا من عمر، بإعتبار أنّه دستور (دائم)… وليس (مؤقت) بستة سنوات مثل دستور نيفاشا أو بايِّ عدد من السنوات.
? عبد الوهاب عثمان القيادي بالمؤتمر الوطني طالب ب(إشراك الشعب بأكمله مع وضع رجال الأعمال في الإعتبار).
? والعبارة يمكن أن تصبح اقلّ غرابة إذا أعدنا صياغتها بحيث تصبح (يجب إشراك رجال الأعمال في وضع الدستور الجديد مع مراعاة بقية الشعب) من أجل عيون التحرير الإقتصادي.
? بمعنى أنّ الدستور الجديد سوف يصبح دستور رجال الأعمال… بحيث يتم تفصيل السلطات ووضع القوانين لبناءاً وزيادة هذه الطبقة الإقتصادية.
? وعبارة (وضع الشعب في الإعتبار) يعني أنّ رجال الأعمال يجب أن لا ينسوا هذا الشعب المسكين، فهم في نهاية الأمر سيحتاجون إليه…
? فإذا كان رجل الأعمال (تاجراً) فسيحتاج لهذا الشعب ليبيع له بضائعه التي يصنعها هُنا أو يستوردها من هُناك.
? وإذا كان رجل الأعمال (مقاولاً) يبني عمائر الحكومة وأبراجها، فسوف يحتاج لهذا الشعب لكي يدفع الضرائب للحكومة، لتستطيع هي بالمقابل أن تُسدد مستحقاته.
? وإذا كان رجل الأعمال (جوكياً) فسوف يحتاج لهذا الشعب لكي يجمع مدخراته الصغيرة ويضعها في حساب بالبنوك لكي يستطيع الجوكي أن (يهبرها و ينشِّف حلق البنك والشعب).
? فللشعب أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لرجال الأعمال… ولهذا السبب ينبغي أن يتم وضعه في الإعتبار حين البدء في صياغة الدستور الجديد.
? وهذه الأهمية لا تقف عند حدود رجال الأعمال فحسب بل تصل للحكومة ايضاً… وإلا فكيف يصبح الرئيسُ رئيساً أو الوزيرُ وزيراً إذا لم يكن لديه شعب ليحكمه.
? أهمية هذا الشعب للحكومة يقتضي عليها شيئين إثنين :
? أن توفر الطعام والشراب باسعار زهيدة للشعب وفي متناول يده… حتى يستطيع البقاء على قيد الحياة من أجل عيون الحكومة… لتحكمه.
? أن توفر له العلاج المجاني… فايِّ مواطن مريض سيقلل من عدد المواطنين الذين تحكمهم الحكومة… وبالتالي عليها أن تعالج المرضى من أجل أن تحكم أكبر عدد منهم.
? أمّا التعليم… فالتعليم يقود الى الوعي (والوعي يقود الى قلة أدب المواطنين إتجاه حكوماتهم)… فلا داعي للتعليم… فقط أكل وشراب وعلاج.
? ونشكر الحكومة على حسن تفهمها.
صحيفة التيار
يابتاع التيار الحكومة قالت كلمتها لوفضل ثلث الشعب كفاية