57عاما جهلٌ وفقرُ وانقسام

اقبال حامد
[email][email protected][/email]

57 عاما.. جهلُ.. وفقرُ.. وانقسام
ويحي و ويح شعب يحتفل
وتباً لقادة نكصوا بعهدهم عبر العقود
لو كان هذا الشاعر قد شحذ كل خياله الشعري الخصب حين صور واخرج لنا قصيدة وطن الجدود، لما تصور ما آل إليه الحال لوطن الجدود اليوم .حين قال جهلٌ وفقرُ وانقسام .يومها كانت شعوب القارة الإفريقية من حولنا تتطلع نحو السودان وتصبو لما نحن فيه .رغم كم التحديات التي كانت تواجه الدولة الوليدة .في أي عام كانت قصيدته أو متى تغني بها الراحل عثمان الشفيع لا ادري غير إنني منذ بدأ وعي السمعي وحسي الوطني يتكون كنت أصحو فجر الاستغلال على نشيد اليوم نرفع راية استغلالنا ثم نشيد وطن الجدود ..لقد كان أقصى ما تخيله ذلك الشاعر قبل ما يزيد عن الخمسون عاما أن ما يحدث في ذلك الوقت جهلُ وفقرُ وانقسام .وقد كان نعيما .بالنسبة لجحيم واقعنا اليوم .
لو أن ذلك البطل الرمز الوطني اجلَ رفع العلم إلى اليوم ربما كان حالنا أفضل .وليت ذلك العضو البرلماني قد اجل اقتراحه بإعلان الاستقلال إلى اليوم لنحتفل غدا باستقلال حقيقي وقد وعينا معنى الاستغلال بعد الاستغلال .ولو أن تلك الجموع التي احتشدت في المسيرات الهادرة فجر الاستقلال، قد قدر لها أن ترى ما يحدث اليوم للحظة، لسقطوا صرعى في ساحة رفع العلم .من هول ما يجري.
عفوا سادتي ..ليس هناك إنسان سوي يتمنى الاستعمار ولا ينشد الحرية بل إن الأصل في الشعوب أنها حرة والاستعمار نشاز.ولا يمكن أن ننتظر من الاستعمار أن ينمي وطنا أو يمنح بلدا و شعبا تقدما .لكن ما فعله هؤلاء فاق اعتي النظم الاستعمارية في تاريخ العالم .حتى الأنظمة الاستعمارية التي مارست نظام الفصل العنصري .فاقها هذا النظام. فهاهو يمارس الفصل العنصري مع الإبادة الجماعية .لكن الأدهى والأمر أن من يمارس هذا هم أبناء جلدتنا وليتنا سلخنا هذا الجلد الذي جمعنا بهم .
بين حكومات الطائفية والعسكر .طاحت أحلام شعب وتمزق وطن .
جهل وفقر وانقسام .من المسئول ؟ لعمري ما تقاعس شعبي ولا ادخر جهدا في تنمية وطنه .بالأمس كانت مواسم زراعة القطن في مشروع الجزيرة ترتفع أهازيج الحصاد فيها .والنساء في دارفور ما ادخرن جهدا. فالفقر ليس معضلة عصية الحل لبلد يزخر بالموارد الطبيعية .
المعلمون في بلادي كان إخلاصهم أسطوريا .يوم كان المعلم في الصفوف الأولى لحاملي مشعل التقدم والحضارة .والنساء الطليعيات قدن المسيرة و تخلصن من كل مفاهيم الجهل والخرافة .وقدن أخواتهن نحو النور .فلو أن مسيرة العلم سارت بنفس الخطى ولو أن المعلم أعطى حقه و?وفي التبجيل، لكنا قد محينا أمية شعبنا فالجهل إذن كان ممكن تجاوزه.
أما الوجع الأكبر .الانقسام ..قد كان الأمر أمر تنمية في الجنوب والجنوب فقط ..انفصل الجنوب فتطور الأمر إلى أقاليم أخري وصارت القضية ابعد من ذلك .صرنا نسمع ما يندي له الجبين من عبارات التبجح بالعنصرية .بل وحزب كامل يعلن عن عنصريته والدعوة للانفصال حتى تطور الأمر إلى أقاليم أخرى ووصل الأمر إلى مستوى الإبادة الجماعية .
والله ما تقاعس شعبي يوما . لكن قادته هم المتخاذلون أبدا.الناكصون عن العهد والحانثون لقسمهم. ، خرج المهدي فخرج معه الشعب وحارب وانتصر ،ثم ..كابد الظلم سنينا بعدها حتى عاد الاستعمار مجددا. فعاد شعبي وقاوم عبر ستون عاما من التضحيات .والنضال بكل أشكاله ،ثم انتصر .رفع العلم . فابتلي بالأنظمة العسكرية والديمقراطية الغير مكتملة الدورات والغير ناضجة التجربة .وحكومات طائفية قضت أيامها في الثرثرة والبحث عن أمجاد قديمة وسيادة وأملاك وهمية .بينما كان الوطن يتمزق.
ثم أتى هؤلاء . فجر الشؤم الذي سوَد فجر الاستقلال ووأد ما تبقى لنا من فرحة .فقط لنستطيع أن نشدوا …اليوم نرفع راية استقلالنا ….هل من طعم لها ….أين وطن الجدود.
فحذار أن وطنك يضام وحزا ر أن يصبح حطام .
ها ..قد ضٌيم.. وقد أصبح .. حطاما .. فهل من ?مغيث…..

تعليق واحد

  1. اليوم ننكس راية استقلالنا
    ويسطر التاريخ مولد كيزاننا
    وغدرهم بشعبنا
    نافع والترابي وكرتي
    ولاتنسي قطبي وجازنا
    سرقوا وكذبوا وعذبوا أبطالا لنا
    والنهر والترع تطفح بالضحايا
    ما لان فرسانا لنا
    بل اهتز عرش الطاغية

  2. استغلالنا؟ استغلال؟؟ والله صحي إستغلال …
    إسمها إستقلال بالقاف … قااااا قلم
    طممتي بطني من باقي المقال …

  3. والله والواحد محتار حد الحيرة والله تخنقه العبرة فيضيع صوت البكاء ورب الكعبة كادت الحسره تقتلني ويقيني لو استمر هذا الحال ستقضي علي الحسره حاولت ان اجد شي من الزمن الجميل محافظ علي كينونته وطبيعته
    فلم اجد وتظهر لي هذه الاشياء امام شاشة الجهاز تصرخ في وجهي وتكيل علي الشتائم,لا لذنب جنيته سوي اني من السودان ,المعلم آه…الدكتورآه….الجارآه….الاخآه….ما بال هولاء في شتات .
    اصبحت اخشي ان اقول (كان)حيث اصبحت تلازم حالانا وبلدنالقد سئمت منها وقررت حذفها من قاموسيحتي لا تورد بي الي المهالك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..