غازي مفكر الإنقاذ..هل يدفع ضريبة المعارضة

الخرطوم: عطاف عبد الوهاب
إن الإجراءات التعسفية الأخيرة التي قام بها المؤتمر الوطني ضد بعض قادته وأعضائه قد أطلقت رصاصة الإعدام في جسد الإصلاح الذي يطالب به غالب أعضائه. والمؤتمر الوطني أنشئ ليكون حزب الشعب، وهو الآن حزب الحكومة” بعد هذه العبارات توجه الطبيب البارع غازي صلاح الدين لإنشاء حركة الإصلاح الآن، بعد أن فشلت عمليته الجراحية في استئصال الأمراض الخبيثة في جسد المؤتمر الوطني، غازي الذي يبلغ من العمر أربعاً وستين سنة حضر يوم أمس إلى محكمة قيادات الإصلاح الأربعة في محكمة الخرطوم شمال لحضور جلسة المحكمة في المادة 77 (الازعاج العام)، تلك المادة التي جلدت المسؤول السياسي للمؤتمر السوداني مستور أحمد عشرين جلدةً.
الطبيب المقاتل
بينما كان إبراهيم السنوسي قائداً “للمفرزة” العسكرية التي احتلت كبري النيل الأبيض إبان ما سمته حكومة النميري بغزوة المرتزقة، كان برفقته طالب الطب غازي صلاح الدين، حيث توجه إلى مهمة أخرى في دار الهاتف، غازي ظل معارضاً شرساً لحكومة نميري، وتدرب على السلاح الخفيف والثقيل في صحراء ليبيا مع الجبهة الوطنية، نتيجة تلك المشاركة فصل غازي لعامين من كلية الطب، غازي شهد تدريباً عسكرياً قاسياً في معارضته الأولى، وبعد انقلاب الإنقاذ أصبح غازي أحد المفكرين والمنظرين للمؤتمر الوطني، وكان أحد الموقعين على مذكرة العشرة التي أفضت إلى المفاصلة الشهيرة.
في نعيم الحكومة
في أكتوبر من العام 2007 ألقى الرئيس خطاباً بالبرلمان في افتتاح دورة الانعقاد الخامسة، وعندما فتح رئيس البرلمان حينها أحمد إبراهيم الطاهر باب النقاش، وقف فيليب غبوش متحدثاً عن خطاب البشير، ثم قال أنا أعطيه ثمانية من عشرة. ثم وقف غازي عندما جاءته الفرصة، وقال: هذا يعني أن الخطاب تحصل على الدرجة الكاملة، ووجه حديثه لفيلب قائلاً أنت معلم وتعلم أن التلميذ لو أجاب عن كل أسئلة الامتحان لا يعطى أكثر من هذه الثمانية، كان هذا هو غازي المدافع المستميت عن سياسات المؤتمر الوطني، والذي شتغل بالعمل العام منذ فترة طويلة، عمل غازي وزيراً للدولة بوزراة الخارجية، ووزيراً للإعلام والثقافة والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية ورئيس كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان، والأمين العام للمؤتمر الوطني، وكان مسؤولاً عن أهم ملفين سياسيين هما ملف إدارة الحوار مع أمريكا وملف دارفور، ولكن إبان أحداث سبتمبر الشهيرة قاد مجموعة إصلاحية داخل الحزب الحاكم عرفت بالحراك الإصلاحي للجهر بموقف يدعو لوقف تطبيق قرار الحكومة برفع الدعم عن المحروقات، مما أدى لفصله من المؤتمر الوطني ليبدأ بعدها في تأسيس حزب الإصلاح الآن.
اتفاق واختلاف
ما الذي يجعل من حركة الإصلاح الآن حزباً كبيراً.. هكذا تحدث إبراهيم غندور وزير الخارجية في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف قبل أيام قلائل، في تقليل واضح لدور الإصلاح، وقبله ظل مصطفى عثمان إسماعيل يشن هجوماً عنيفاً على حركة الإصلاح الآن، ويتهمها بتأليب أحزاب المعارضة ضد الحوار الوطني. ولعل ذلك كله قاد الدكتور غازي صلاح الدين لأن يرفع من وتيرة المعارضة، مما أدى توقيف بعض عناصره بتهمة الازعاح العام بعدما قامت بتنفيذ حملة مخطابات ميدانية، في مشهد رأى كثيرون أن أهل الإصلاح الآن يهدفون منه إلى تقديم أنفسهم كمعارضين إسلاميين شرسين بعدما تراخت مواقف المؤتمر الشعبي إلى أن أصبح قريباً من الحكومة وقريباً جداً من المشاركة في الحوار الوطني.. وكل ذلك يجعل غازي يدفع ضريبة العمل المعارض بعدما كان جزءاً فاعلاً وأصيلاً في الحكومة الحالية.
الصيحة
كلهم كيزان حب السلطة تظهر مابداخلهم من طمع وتمسك بالسلطة . هذا الغأزي لو ادوهو وزأرة يرجع كما كان في احضان الحكومة.
كلهم كيزان حب السلطة تظهر مابداخلهم من طمع وتمسك بالسلطة . هذا الغأزي لو ادوهو وزأرة يرجع كما كان في احضان الحكومة.