أحدهم يقول: أتمنى لو أعطوني فرصة.. وآخر: المهانة تبدأ في التدريب..شرطيون مصريون يروون محنتهم: وجدنا أنفسنا محصورين بين الحكومة والشعب

مثلما الحال مع الكثير من المجندين الشباب، انضم سيد عبد الحميد (26 عاما) للشرطة المصرية بحثا عما اعتقد أنه مكانة رفيعة وراتب منتظم. لا يزال يحصل على المال إلى الآن، 85 دولارا شهريا، لكن بدلا من أن يحظى بالاحترام، نال عبد الحميد دروسا في المهانة خلال فترة عمله – في البداية على أيدي القادة الذين اتهمهم بمعاملة المتدربين الجدد على نحو وحشي، والآن على أيدي الجماهير الغاضبة بسبب سنوات من فساد الشرطة وسوء معاملتها للمواطنين.
بعد إسقاط الرئيس حسني مبارك، تلاشى خوف الجماهير من الشرطة ليحل محله شعور عام بالازدراء تجاه القوات التي ضربت وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين خلال المظاهرات الأخيرة. وقال عبد الحميد متحدثا عن الناس الذين، بدلا من أن يبدوا له احتراما، ينعتونه بألفاظ مثل «خائن» خلال فترة عمله في نقطة حراسة: «أتمنى لو أنهم أعطوني فرصة لأشرح لهم أني لم أكن لأعتدي عليهم بالضرب قط. لكنني أقف هنا فحسب، ولا أدري ما الذي ينبغي علي فعله». اعتاد عبد الحميد أن يرتدي بفخر زيه الرسمي خلال فترة استقلاله المواصلات للانتقال لعمله التي تستمر 3 ساعات. الآن، يضع الزي الرسمي في حقيبة يحملها على ظهره. كان أكثر من 330 شخصا قد قتلوا خلال الثورة التي استمرت 18 يوما في مصر وأسقطت نظام مبارك. وقد تحملت قوات الشرطة والأمن الداخلي المصرية الجزء الأكبر من العبء عن مواجهة مظاهرات حملت الطابع السلمي. فيما مضى، نادرا ما دخل المصريون في تحد لسلطة الشرطة، حيث التزموا بدفع رشى ووقفوا عاجزين عن أعمال الضرب أو الاتهامات الزائفة التي كانت توجهها إليهم الشرطة التي جرى النظر إليها على نطاق واسع باعتبارها لا تخضع للمساءلة وتدين بالولاء للنظام. وقدم أفراد شرطة مارقون للمحاكمة من حين لآخر في أكثر القضايا دموية، لكن برقيات دبلوماسية وتقارير معنية بحقوق الإنسان ترسم صورة لمؤسسة تتسم بتدني مستوى تدريب أفرادها على عمل الشرطة الحديث، وتعمد بصورة تكاد تكون منظمة على إساءة معاملة الأشخاص الذين يفترض أن تحميهم. وتعد الشرطة وقوات الأمن من بين أهم المؤسسات التي يتعين على مصر إصلاحها إذا ما رغبت في الانتقال الحقيقي نحو الديمقراطية. في الوقت ذاته، يقف عبد الحميد والكثير من أقرانه على استعداد لإعادة وصف أنفسهم كضحايا، حيث يقولون إنهم وجدوا أنفسهم محصورين بين النظام والشعب، وأجبروا في بعض الأحيان على طاعة أوامر قاسية وإلا واجهوا العقاب. يعمل عبد الحميد بوظيفة ثانية في أحد مطاعم الوجبات السريعة كي يحصل على مال كاف لسد احتياجاته، وقال إنه لم يتورط في قمع أعمال الشغب، لكنه يعلم أن هذه الأوامر صدرت من مستويات عليا داخل مؤسسة الشرطة.
وقال: «هذه أوامر وتعليمات صادرة من أعلى. لقد قال لي مواطنون (لا نريدك هنا). وأقسم أنني كنت سأشارك في المظاهرات مع الشعب، لكن قادتي كانوا سيعاقبونني». وأضاف أن النهج العام للمعاملة تحدد أثناء التدريبات عندما كان القادة يركلون المجندين الجدد إذا جاءت تحيتهم العسكرية متأخرة. وقال: «هكذا تعلمنا. عندما تجري معاملة أفراد الشرطة على نحو مجحف، ينعكس ذلك على معاملتهم على أفراد الشعب». في نفس الضاحية التي يعمل بها عبد الحميد، تجمع عدد من أفراد أمن الدولة خارج مبنى يحرسونه. ويخشى المواطنون جهاز أمن الدولة على نحو خاص الذي تعج صفوفه بمجندين يتلقون رواتب شديدة الضآلة تصل إلى 30 دولارا شهريا، ومع ذلك يتحولون لمصدر تهديد ورعب عندما يخرجون للشوارع حاملين دروعهم وعصيهم ومرتدين زيهم الرسمي وخوذاتهم.
وقال شاب لم يكشف إلا عن اسمه الأول، صاموئيل، إنه كان في العمل منذ اليوم الأول لمهاجمة الشرطة المتظاهرين في القاهرة في 28 يناير (كانون الثاني). في ذلك اليوم، حاول والده احتجازه في غرفته خوفا عليه من القتل أثناء العمل. وتعرض 5 من أصدقائه لإصابات أثناء المظاهرات، ويساوره قلق من أن يحاول أناس الانتقام منه لما اقترفه ضباط آخرون. وقال ضاحكا بعصبية: «من قبل كان الناس يحترموننا، لكنهم لم يحبونا. الآن، لم يعودوا يحترموننا». وهز أقرانه رؤوسهم مصدقين على حديثه. واستطرد قائلا «لهم الحق في الشعور على هذا النحو تجاهنا، لكنني لم أفعل شيئا لأحد». وقال قائده، محمد، الذي رفض الكشف عن كامل اسمه، إن الشرطة «وجدت نفسها محصورة بين الشعب والحكومة». وأضاف: «هؤلاء أهلنا. والآن، يجري تشويه صورتنا في أعينهم».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
الشرق الاوسط
والله العظيم الشرطة المصرية هي الوحيدة بين الشرط العربية التي تحتاج الى تأديب وتهذيب وتنقية لأنها قد طغت وتجبرت وتنمرت على الشعب المصري منذ زمن بعيد حتى ان السينما المصرية تناولت نماذج لحملات الشرطة على المواطنين وخاصة عند تدشين كبسة على الاماكن العامة مثل القهاوي والمطاعم وغيرها فإنها لا ترحم صغير ولا توقر كبير فتنهال على الناس بالضرب والركل والسب والشتم الفاحش والقبيح الذي لا يقبله حر على نفسه او لغيره كأنما هي شرطة من المرتزقة المأجورين الذين ليس لهم علاقة بالمواطن والوطن واظن ذلك يرجع للإرث القديم حيث كان ضباط الشرطة من ابناء الباشوات والبهوات المتمصرين ومنهم اهلنا الهجانة الذين جندوا خصيصاً لتأديب المصريين عندما ينتفضون على حكامهم ذوي الاصول التركية