مقالات وآراء سياسية

قدرات وزيرة خارجيتنا المتواضعة تحتاج لمن يؤازرها

أحمد عثمان جبريل

مذيعة البي بي سي المتميزة نوران إسلام، مثلها مثل إي صحافي نابهة، حقب حقائبه وتوجه نحو العاصمة السودانية الخرطوم، فهي المكان الأخصب حراكا منذ سقوط الطاغية وحزبه اللاوطني ومشروعهم الكذوب المسمى نفاقا وبهتانا (بالحضاري) – فقد سبقهم إليها منذ سنوات مخبري وكالات الاستخبارات العالمية، والتي تصفه بالبلد الاستراتيجي الأكثر أهمية في القرن الافريقي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل أفريقيا جمعا.

لقد ظل السودان منذ أوآخر العام الماضي ولا يزال، ترموميتر الأحداث العاصفة ومركز الحراك والتفاعل والأنفعال في كل المنصات الاعلامية بالفضائيات والاذاعات والصحافة العالمية والاعلام الجديد المعروف ب(الإلكتروني) ، إلى جانب منصات التواصل الاجتماعي، التي ظلت فيها ثورته المجيدة حاضرة و مصدر فخر وابهار لنجوم عالميين وكتاب وعامة الناس في كل العالم .

الثورة التي ألجمت العالم بالدهشة والإنبهار ووصفت بأنها الأعظم في التاريخ الحديث، تفاعلت معها شعوب الارض وجدانيا، ففرضت نفسها على القنوات العالمية وأخبار وتقارير الإعلام العالمي، فكان السودان حاضراً على رأس كل ساعة فيها، فيما حج إلى عاصمته عشرات المراسلين لنقل الخبر من مصادره؛ ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، من مصادره؟. المجلس العسكري خبير (الجرجرة) إلى جانب قوى الحرية والتغيير، تلك التي ظلت على الدوام تخرجنا من حفره وتقع بنا في دحديرة، فتركوا الحبل على القارب عشرات المرات، فنتج عن ذلك الثقرات تلو الثقرات، فبدا وكأنما يعلب بهم المجلس العسكري (بلوتيكا) كيف يشاء، ولم يسمعوا لأي نصح ولو لا (دغوتااات) الضغوطات الدولية على المجلس العسكري لشربنا وما روينا.

وما أن وصلنا إلى مرحلة التعيين الوزاري بعد أن تجاوزنا عنت ومشقة و(جرجرة) العسكر في التعيين السيادي، حتى تنفسنا الصعداء، فالأمر واضح ولا يحتاج إلى كثير عنا ترشيحات لأكثر من تسعة عشر وزارة واختيار الكفاءة لها بعد تمحيصهم على كافة المستويات، والتأكد من قدراتهم العلمية والمهنية والصحية، إلى جانب الكاريزما والقدرات الشخصية في الحصافة واللباغة وسرعة البديهة، وهي متطلبات مهمة لأي وزير ناجح خاصة وزير الخارجية، (مايسترو) العمل الدبلوماسي لوزارة سيادية محورية،  تتكي عليها السياسات الخارجية لأي دولة ذات سيادة، وهي المناط بها تنفيذ برامج وأهداف ورؤى الدولة مع محيطها من العالم الخارجي.

ولكن هل نجحنا في اختيارنا لوزير خارجيتنا السيدة  الدبلوماسية أسماء عبدالله، لا أعتقد ذلك مطلقاً، فكل الصفات التي تحدثنا عنها لا تتمتع بأي واحدة منها، وما يؤسف له ان اختيارها جاء من (قحت) على حد قولها، فتمسك بها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي كان ينبغي عليه وهو الخبير الأممي التركيز على تلك القدرات مفتاح اي وزير خارجية ناجح، فالعمل الدبلوماسي لا يحتاج إلى موظف مهني بقدر ما يحتاج إلى سياسي بقدرات دبلوماسية.

كل الحوارات واللقاءت والتصريحات الصحافية التي أجرتها السيدة وزيرة الخارجية، مع الصحافة العالمية التي تكبدت العناء للوصول إليها، كشفت عن قدراتها المتواضعة، وياليتها مافعلت، فقد كان حوارها امس مع البي بي سي، بالقشة التي قصمت ظهر البعير، بعد ان ظهرت تائهة فاقدة للبوصلة، وغير مرتبة في عباراتها، تقرأ من ورقة أمامها، وتحاول المخارجة من كل سؤال بأنها لازالت تدرس في ملفاتها؛ ولكن عندما يواجه مسؤول صحافي متمكن كنوران إسلام ، تكون المخارجة أمام المسؤول محدودة، وهذا ما حدث مع وزيرتنا اسماء التي كانت تباغتها الصحافية نوران بأنها لاتحتاج غير رؤيتها الشخصية، فتأتي إجابة الوزيرة متلعثمة ثم لا تنفك أن تعود إلى ورقتها للإجابة على سؤال هو بالضرورة معلوم ولا يحتاج إلى كثير عنا، فملفات الخارجية وقضايا السودان الخارجية معلومة، ورؤية (قحت) حولها معروفة مثل الجنائية وتسليم الرئيس المخلوع، وسد النهضة، ومشاركة الجيش السوداني مع الشرعية باليمن، ورؤية الحكومة من سياسة المحاور، ورؤية السودان في عهده الجديد من التقارب مع إيران، وكذلك جزيرة سواكن والعلاقات مع تركيا، والفشقة وحلايب، وما إلى ذلك من قضايا واضحة ظلت تدور في فلكها الخارجية السودانية لقرابة العقدين من الزمان.

إننا نقول صراحة، أن كل هذه الملفات حملها ثقيل على السيدة وزيرة الخارجية، وإن كان لابد من استمرارها فيجب العمل فور اًعلى تعين وزير دولة بالخارجية بمقومات وكاريزما وزير خارجية، ليحمل عن كاهلها ذلك العب الثقيل.

 

أحمد عثمان جبريل

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ولماذا وزير دولة ليكون تحتها , ما الضرورى لوجودها هى اصلأ اذا كانت لا تتمتع بالقدرات المهنية المطلوبة , ومؤكد انها لن تستطيع فعل شى واضح من هذا اللقاء عدم حضورها الذهنى وقلة معرفتها , المطلوب الان من السيد حمدوك (الذى هو ايضأ شخص غير سياسى ) بان يطلب منها تقديم استقالتها فورأ , السودان وخصوصأ وزارة الخارجية من اخصب مراتع الكيزان واصابها مع غيرها من وزارات ومؤسسات الدولة عدم الكفاءة فى الاداء بصورة مخلة , وزارة الخارجية السودانية تحتاج الى شخص حاضر الذهن يتمتع بقدر معقول من المقدرات السياسية ليتعامل مع داخل الوزارة من جيوب وخلايا كيزانية ولديه ايضأ مقدرات مهنية متميزة ليتعامل مع الملفات الخارجية الاساسية من قبيل ملف العقوبات وعلاقات السودان الاقليمية والدولية ..
    السيدة اسماء اختيار غير موفق ولا ادرى لماذا اصرار السيد حمدوك ان يكون اسير متلازمة ( توظيف النساء) , ؟؟ هل المطلوب هو نساء فقط لاضفاء صورة عصرية على الحكومة الانتقالية ؟؟

  2. وزير الخارجيه يجب ان يكون دبلوماسي سياسي بخلفيه قانونيه وكرزما ، فابحثوا لعلكم تجدوه مختبئا فى مكان ما ،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..