خيارات الجنوب وخياراتنا

أفق بعيد

كتبنا وقلنا أكثر من مرة، وقال غيرنا، إن المراهنة على أن الجنوب ليس لديه خيار غير نقل نفطه عبر السودان، مهما كانت الظروف والعلاقات، هو رهان خاطئ ومضلل. صحيح أنه بالحسابات الاقتصادية البسيطة، و في الظروف العادية، فإن خيار نقل نفط الجنوب عبر خط الأنابيب القائم أصلا وتصديره عبر ميناء بورتسودان هو الأرخص والأوفر اقتصاديا، والممكن أن يتم في أيام.
أما عندما تسوء العلاقات، وتصل مرحلة الحرب، وتهدد حكومة السودان الدولة الوليدة بقطع خط النفط وخنقها وتعريض شعبها للمجاعة، ثم تقوم عمليا باجراءات تضطر حكومة الجنوب لوقف ضخ النفط، ونسمع تصريحات من أعلى الجهات تقسم بان هذا النفط لن يمر إلا على جثتهم…….، يتضاءل العامل الاقتصادي، ولا يبقى ثمة معنى للحسابات الاقتصادية البسيطة ومقارنات التكلفة، لأن المسألة وصلت حد خياري الحياة والموت، وهذا هو وقت تحديد الموقف الاستراتيجي.
الآن فإن المواقف كلها على المحك، ولم تعد خطوات إيجاد بديل لتصدير بترول الجنوب عبر ميناء بورتسودان مجرد فكرة رومانسية، لكنها وصلت مرحلة التخطيط وبدأت مراحل التنفيذ عبر مشروع شبه قاري .
فقد وقعت حكومة جنوب السودان يوم 12 فبراير الحالي اتفاقا مع شركة آي إل إف الألمانية لإعداد دراسة جدوى لإقامة خط انابيب بترول من الجنوب إلى ميناء لامو الكيني وآخر عبر إثيوبيا لميناء جيبوتي، على ان تكتمل الدراسة في ستة أشهر.
بعد يومين من التوقيع كان هناك وفد كيني برئاسة سيلفيستر كاسولو المسؤول في مكتب رئيس الوزراء الكيني عن مشروع “لابسيت” يزور جوبا لإطلاع الجانب الجنوب-سوداني على التحضيرات الجارية لتجهيز وإعداد ميناء لامو الكيني الصغير ليكون منصة تصدير بترول جنوب السودان للعالم، حيث قامت السلطات الكينية بالبدء في عمليات البنيات الأساسية من طرق وكهرباء ومياه بتمويل من البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي، وسيعقب ذلك إقامة مصفاة البترول، حتى يكون الميناء جاهزا تماما بحلول عام 2014 .
ولكن ما هو مشروع “لابسيت”؟ هو مشروع إقامة ممر تجاري يربط جنوب السودان، إثيوبيا، وكينيا عبر خط سكة حديد وطريق بري بجانب خط أنابيب البترول وممر نقل جوي يبدأ من ميناء لامو، إلى مدينة ايسيولو الكينية ومنها يتفرع إلى إثيوبيا وآخر لجنوب السودان. والفكرة الاستراتيجية هو أن يتحول هذا الممر كمنفذ لكل دول منطقة البحيرات وشرق إفريقيا التي لا تمتلك منفذا على البحر، ويمتد ليخدم رواندا والكنغو الديمقراطية ويصل لمدينة دوالا الكاميرونية. وقد تم وضع الأساس لهذا المشروع في ميناء لامو في فبراير من العام الماضي بحضور الرؤساء سيلفا كير ومواي كيباكي ورئيس وزراء إثيوبيا الراحل مليس زيناوي، حيث أن الدول الثلاث شريكة في هذا المشروع الحيوي.
هذا مشروع كبير وخطير وذي مردود اقتصادي عظيم، سيساهم في تنمية المنطقة كلها وربطها تجاريا بالعالم وبغرب إفريقيا، وهو يتعدى مرحلة معاقبة حكومة السودان بنقل خط الأنابيب منها، لتجاوزها تماما في هذا المشروع الإقليمي الكبير ، ونحن الدولة المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الافريقي لكرة القدم …الخ ، كما تقول الأسطوانة المملة والمكررة، لكن السؤال المهم هو: أين أصبحنا الآن..؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام جميل لكن ليس من المنصف إلقاء كل اللوم على حكومة السودان . أذكر حينما أغلق الجنوب انابيب البترول عناداً وكيةً في حكومة السودان .. صفقتهم لها رغم أن الخطوة كانت كالرجل الذي يخصي نفسه ليغيظ زوجته .فحكومة الجنوب لها دور كبير في هذه الأزمة لكن لا أحد يلومها ولا ندري لماذا ؟!!.

  2. وماذا يضير السودان في تحويل خط نفط الجنوب الى كينيا او الى اي دولة اخرى ..نحن دولة مستقلة ولنا مواردنا الخاصة وكذلك دولة الجنوب وهم احرار في فعل ما يرونه مناسبا ..واهو على الاقل نتفك من الجنوب ومشاكله …وهم كذلك ..يلا مع الف سلامة وقشة ما تعتر ليهم ..

  3. يا استاذ فيصل عليك الله انت صدقت الكلام دا !!

    الجنوبيين ديل والله انا بسمع في كلامهم دا من ما انفصلوا لا شفنا انبوب لا شفنا سكة حديد

    جعجعة بس زي جعجعة البشير

    ديل يلفوا و يلفوا و يجونا راجعين ولا علي كيفهم

  4. ياخي الجنوب طاير في السما
    نحنا مالنا و مال بترولهم ان شاء الله يشربوا
    ما تشوفوا البلاوي العندنا دي بدل تتدخلوا في شؤون الدول الاجنبية

  5. المشكلة الحقيقية يا اخي فيصل محمد صالح -ستظهر بعد انفصال دار فور وكردفان وجنوب النيل الازرق مع ترجيح انضمام جنوب النيل الازرق ومنطقة جبال النوبة الى دولة الجنوب , وفقا لدراسات الجيوبلتكس لخلق دولة في حدود السودان الجنوبية تتكامل فيها جميع الموارد — يجب الا ننسي ما قاله اقري جادين مؤسس ازانيا الحرة 1965 – وازانيا هو الاسم الذي اقترحه السيد اقرى جادين لدولته المستقلة في جنوب السودان في تللك المرحلة من نضالهم – قال اقري جادين في منفستو ازانيا الحرة ( ان دولة ازانيا تقبل بحدودها الحالية مع جميع دول الجوار — عدا حدودنا شمالا فيجب ان تمتد حتى الخط 13– والان نحن بسياساتنا التي يرسمها وينظر لها ذلك العنصري الطيب مصطفي سنصل باهلنا في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق لقناعة ان لا عيش لهم بكرامة في هذه الدولة العنصرية التي لا تنظر اهلهااكثر من موطيءاقدامهم ولا يهتمون الا بمصالحهم الذاتية خاصة سياسة القذف المستمر بطائرات الانتنوف التي لا تميز بين المرأة الحامل والطفل الذي يذاكر في مدرسته والشيخ العجوز والبقرة الحلوب التي ينتظرها الصغار — وكل اهل السودان الشمالي لا يكترثون لذلك لانهم لا يتاذون منه — فكيف يا ترى ان يرضى سكان هذه المناطق المهدره حقوقهم وكرامتهم بوحدة الغلبة الظالمة — هل يمكن استدراك هذا الموقف — قبل فوات الاوان — ارجو ذلك

  6. لكن السؤال المهم هو: أين أصبحنا الآن..؟

    أصبحنا نجلس ونتسكّع فوق مرتفعات خلفية الرئيس
    ونتغزّل في بيوضيّة وخدود وروائح وقاحة خال الرئيس
    ونحملق في بلاهة تعجّبا في ثرثرة المهدي لتثبيت الرئيس
    ونتفرّج في شيكات المليارات للميرغني الخبيث من الرئيس
    ونتعلّم ونتعالج ونلبس ونتلاط بسحر عصا النبيّ الرئيس
    وتعلمنا وتدرّبنا وتثقفنا من فنون هزّ المؤخّرة عند الرئيس

  7. خلاص يعني جعجعة بح والحشره وعلي الطلاق وبترولهم عفن دي كلو دفع ثمنو الشعب السوداني وليس الحكومه او اعضائها ديل ما خدين حقهم مقدم الي عام 2020 م حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.

  8. South Sudan Sings Contract Agreement for Pipelines Feasibility Study
    Dear all,

    Greetings from Juba, The Republic of South Sudan

    On Tuesday, February 12, 2013, the contract agreement was signed between the South Sudan Ministry of Petroleum and Mining and the ILF, a German company on pipelines feasibility studies on both Ports through Lamu Port in Kenya and Ethiopia Djibouti Port in which the project will start immediately.

  9. Dear brother Faisal. what you say is true. Sudan has proved to be the most failure in the region. If my former country, Sudan had emerged from colonialism as a strong nation under able leadership that internalizes the true values of our sovereign nation as represented in the pineer civilization, unity in diversity and the abundant natural resources that are found in none other this vast african country, the whole African continent would have been transformed as a result of the multiplier effect that Sudan would have produced on all of the nine neighboring countries surrounding it. The result would have been that no wars of any kind would have sprung up in Ethiopa, Eritrea, Tchad, Uganda, etc. I have always been of the opinion that such country that occupies a central position in Africa would have created conducive atmosphere for peace and stability to reign in the whole of Africa. Alas, the political leaders would took over from the British administration had a different vision that sought to snatch the country from its natural setting as an African nation and forcibly annex to the Arab world in total disregard to the intrinsic factors that form the identity oof this nation and that is why we are in this miserable situation whereby the country is shredded in this way. The only way that will bring things to normal will be the get rid of the Islamist ideology in Sudan and take the Sudanese back to their true nature where they can embrace their old peqaceful Islam and still live in a mdern state that respect the rights of each and every individual regardless of sex, race, religion and creed. Sudan Soudan has started its journey towards its true African identity and will live alongside its African people. The problem remains now with the people in the North. Do they really want to live or die? that is the question.

  10. كينيا همها الاول هو الحصول على رسوم العبور والمناوله وبعد ذلك لا يضيرها ان كانت فائدة الجنوب صفر
    الجنوب سوف يكون ملزما ببناء الخط الجديد ومحطات المعالجه الجديده مع موارد بتروليه وحقول ليس فيها تطوير ولا اكتشافات جديده
    مهما كانت العقلانيه فى حديثك التى تحاول ان تظهر نفسك بها دائما فان السودان اتخذ الموقف الصائب فمن الخطا ان تعطى السلاح لمن يريد توجيهه نحو صدرك وحتى ان تم تصدير البترول من اى طريق اخر وواصل الجنوب دعم التمرد فان حقول البترول تصبح فى هذه الحاله هدفا مشروعا وتكون معركة لتكسير العظام ومن يمتلك النفس الطويل هو الذى يكسب
    على العموم السودان ملى بموارده وانسانه المتعلم المتحضر قادر على خلق الدولة التى نحلم بها جميعا ان صدقت النوايا وسكت المخذلون والمحبطون

  11. والله يا أستاذ/ فيصل في صفحتكم الغراء العامرة فيها إنتهازيين وقطط سمان يكلون على ظهركم. قلت ذلك أثناء التعليقات لموضوع شيقة وواضح ومافيه نقاش هم بيحاولوا يخلطوا الحابل بالنابل، مثل مقالك هذا، إنها مقالة جيد، وتحتاج لعقول شباب السودانيين الواعيين لقضاياهم وليس لمصلحة الكيزان المعفنين.

  12. ان يخرج بترول الجنوب ومردوده المادي من حسابات السودان افضل من اللت والعجن في هذا الموضوع
    وبالرغم من اننا كنا دولة واحدة وشعب واحد الا ان الجنوبيين يكنون للشمال والشماليين عداوة وحقد دفين لا يمحوه لا البترول ولا التنازل عن الميل 14 فليذهبوا غير ماسوف عليهم
    وخلونا نرتب بيتنا الداخلي بتنمية مواردنا الذاتية بدلا من البكاء علي بترول الجنوب المسكوب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..