مقالات سياسية

التائقون لرحيل حمدوك

محمد عبد الله برقاوي

قد نجد قدرا من التفهم لغضب الشبابا الثائر في الشوارع وهو يهتف ضد الإتفاف المبرم بين الفريق البرهان والدكتور عبد الله حمدوك توطئة لعودة الأخير لمباشرة مهامه كرئيس للوزراء بعد إنقطاعه القسري عنها بسبب ذلك الإنقلاب الأهوج الذي أدخل فيه قائد الجيش بلادنا الى هذا النفق المظلم والطويل ومن ثم عاد يبحث عن المخارج .

فهؤلاء الشباب شعروا في بداية الأمر بشيء من الصدمة لما تصوروه خيانة من رجل الثورة بوضع يده على أياد من وجهوا لنحرها سكين الذبح .

غير أن موجة الهياج بتخوين الرجل الذي برر أهمية عودته مبتلعا غصته المريرة في حلقه أنه أراد أن يحقن دماء ذات الشباب حينما بدأ زملاؤهم يتساقطون خلال فترة غيابه عن منصبه وهو حبيس خلف قيود شركائه .

ولعل موجة النقمه العامة حيال موقف الرجل بدأت تتضاءل كلما لوح باشارة الوداع إحتجاجا على تجاوزات قائد الإنقلاب في هذا الشأن أو ذاك ..بل أن حمدوك قد إتخذ من القرارات الشجاعة التي تخولها له سلطته كتنفيذي أول ..والغى كافة الإجراءات التي فرضها البرهان في فترة غيابه مستندا الى جانب صلاحياته الى أحد بنود اتفاقهما السياسي الذي خوله التصرف بحرية كاملة دون تدخل أية جهة لمنعه عن ذلك المسعى .

ولكن من المؤكد أن أكثر الناس الذين ساءتهم عودة الرجل بعد أن تنفسوا الصعداء بازاحته ..هم الفلول من الإسلاميين ومنسوبي المؤتمر الوطني المحلول ومجاوريهم من جماعة الإصلاح وبعض كوادر المؤتمر الشعبي .. ويتبع كل أولئك وكلاءؤهم من أحزاب الفكة الذي سقطوا معهم بثقب قفة نظامهم المهترئة بعد الثورة وتعتهم لاحقا زمرة ميثاق إعتصام الموز الذين رقصوا لنجاح الإنقلاب بعد أن توسلوا لقائده باذاعة البيان اياه .

طبعا لا يغيب عن البال ان مرد بهجة كل هذه الكيانات ببيان الإنقلاب أنه سيصب في مجرى عودة النظام البائد من نافذة اللجنة الأمنية التي ظلوا يراهنون على ان إنحيازها للثورة ما هو إلا نفاق ممنهج من قبيل أن يكون المشروع الكيزاني أمانة في عهدة القوات المسلحة ممثلة في المكون العسكري داخل السيادي الى حين تهيأة المناخ لتسليمهم تلك الأمانة بعد أن قبلوا بخيار التضحية بالبشير ككبش فدأء ظل قطاع كبير من الإسلاميين على قناعة بأنه القندول الذي ثقل حمله على ريكتهم وسيشنقلها لامحالة ما لم يتم التخلص منه .

وقد كانت غبطة أقلام كتابهم أمثال حسين خوجلي و إسحق فضل الله والهندي وعبد الماجد وبقال وغيرهم واضحة الى درجة الشماتة على جماعة الحرية والتغيير من الوزراء و أعضاء لجنة إزالة التمكن والآخرين الذين زج بهم البرهان في غياهب السجون و هللوا لبطولته بازاحة عقبتهم الكؤود في طريق عودة نظامهم البائد وتمنوا الأ يجدوا طريقا للخروج من محابسهم بمن فيهم الدكتور حمدوك نفسه .

ولكن حينما عاد الرجل بعد أن ضاع درب البرهان في هشيم فعلته غير المدروسة النتائج قبلوا بالأمر على مضض لإعتقادهم بأنه باع غلاوة جماعته برخص المنصب و يكفيهم أن الشارع الذي كان يهتف له شكرا حمدوك قد قلب عليه ظهر المجن وسماه خائنا !
ألآن الإسلاميون وتوابعهم تجدهم أكثر الناس تمنيا بذهاب حمدوك بل و تحريضا على إبعاده عنوة بعد أن عادت أسهمه في الإرتفاع من جديد في بورصة المشهد التي تزداد فيها خسارة المكون العسكري الإنقلابي في ظل خيبة أمله في أن توفر له حاضنته المصنوعة من جماعة جبريل ومناوي والتوم وأردول وعسكوروبقية الكيانات المشتراة شارعا موازيا للملايين التي نادت برحيل الإنقلاب وعودة الثورية المدنية الشرعية.

قرأنا الكثير من مقالات الحسرة أخيرا و سمعنا تحليلات تلفزونية ناقمة من كبار الكيزان تتهم البرهان بالإنكسار وتسليم قياده لحمدوك وكان الأجدر به حسب قولهم أن يكمل مشوار إنقلابه على مية بيضاء ولا يقف به عند محطة إدعاء تصحيح مسار الثورة التي يرون في مجرد سماع نعتها بهذا الإسم تسميما لمزاجهم لا سيما ولطالما حاولوا دون جدوى أن يبثوا إشاعة أن إنحياز المكون العسكري لها بتلك الصورة في ابريل 2019 التي يسمونها أنقلابا بتسهيل من قوش الذي يزعمون أنه فتح مسارات الإعتصام وصولا الى القيادة العامة التي يعتبرها بعضهم خيانة وتصفية حسابات لقوش مع البشير والإنقاذ والبعض الآخر يعتبرها تسليم وتسلم بين اللجنة الأمنية وقوش حتى لا يذهب زمام الأمور الى غيرهم وبدون رجعة !

‫3 تعليقات

    1. من قال لك ان اسهم حمدوك عادت للارتفاع فى نظر الثوار.
      ردود فعل الكيزان لاتهم احد فقد اصبحوا جزءا من مزبلة التاريخ. الصراع الان بين الطفيلية العسكرية وكلاء الاحتلال وواجهتهم حمدوك من جهة والثوار من جهة اخرى

    2. كل القراقيير البرقو، والداجو، والذغاوة، والفور، ليذهبوا للشيطان.
      يجب فصل دارفور بكل قرفها خليهم يقتلو ويغتصبوا بعض.
      داهية فيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..