الرئيس مرسي يصر على عدم فهم حقيقة ان الكرة خرجت من المقطم واصبحت في ميدان التحرير.

ماجد الرئيسي
الارض الآمنة المستقرة تتحول الى زلازل تحت أقدام جماعة الإخوان المسلمين. فبعد ان كان هدف الجماعة يكمن في اخونة الوطن العربي نرى تلك المكيدة انقلبت ضدهم في رفض الغالبية الكبرى لشعب مصر ما فعله الحكم الإخواني من إضعاف نفوذ مصر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتتعدد أسباب رفض المصريين لهذا الحكم لكونه أضعف العلاقات المصرية بالدول العربية وعزز علاقات الجماعة – وليس مصر – مع دول معادية للدول العربية وهذا ما لا يتفق مع العروبة التي تمتاز بها مصر.
التظاهرة المتصلة التي تشهدها مصر وان كانت بدايتها سلمية إلا انها تحولت الى اشتباكات بين معارضي الرئيس ومؤيديه. العنف تسبب فيه مؤيدو الرئيس وبالاستعانة عناصر من حماس مما أدى ذلك الى سقوط العديد من القتلى والجرحى في مختلف المحافظات المصرية وإحراق مقرات الإرشاد التابعة لجماعة الإخوان.
تواردت الأنباء عن إلقاء القبض على مهربي الأسلحة التابعين لمؤيدي الرئيس وهذا يعبر عن مدى جدية السلطات الامنية والعسكرية في الحفاظ على سلامة المتظاهرين. إنه تأكيد على بيان الجيش المصري الذي قال على انه سيحمي المتظاهرين. ومن الطبيعي ان تقف تلك السلطات مع المتظاهرين ضد الرئيس وذلك لكونهم يطالبون بتنحي الرئيس، بعكس مؤيدي الرئيس الذين حسبوا ان الدفاع عن مرسي يمثل جهاداً في سبيل الله ولكنه في الواقع يُعد جهاد في سبيل المرشد ومرسي. ما كان أحد لأن يسكت وهو يرى خطاب مرسي المحمل بالتهديدات للمعارضة وعبر سماحه بتكفير التيارات الإرهابية للمعارضين وهذا ما جعل الجيش يعلن في بيان لاحق بأنه سيكون مع الشعب، ويوضح ذلك من خلال ارسال اشارات من الجيش عن طريق طائراته في إسقاط الاعلام للمتظاهرين والذين استقبلوا ذلك بفرحة.
بيان الجيش المصري الاخير الذي يمهل مرسي وحكومته ثمانية واربعين ساعة لتحقيق مطالب الشعب وينذر ذلك بوجود انقلاب عسكري لا يعني أن الجيش راغبا في السلطة بقدر ما يقول أن الضرورة تدعو إلى إنهاء الحالة التي تشهدها مصر وسيكون الانقلاب العسكري هو الحل الأقل كلفة للبلاد والشعب لتفادي استمرار سقوط القتلى والجرحى وانتشار الفوضى.
معارضو الرئيس مرسي يمتازون بقوة التحمل والإرادة والعزيمة. كلنا يتذكر مصر في المظاهرات التي وقعت في زمن مبارك ونعرف أن الصبر والمطاولة خاصية يتمتع بها الشعب المصري. الانقلاب، أو سمه ما شئت، هو الحل الأنسب لحماية الشعب اذا لم يتنحِ مرسي من تلقاء نفسه كما فعل ذلك مبارك حفاظاً على سلامة الشعب.
مرسي ما عاد يثق حتى بالمصريين الذين صوتوا له قبل عام. ولهذا تراه يرفض الانتخابات الرئاسية المبكرة وذلك لانه يدرك ان شعبيته تراجعت بشكل كبير وانه لم يقدم عملاً إيجابياً يذكر لصالح مصر وشعبها. يكفس أن نتذكر أن نتائج الانتخابات – وان كانت مزورة بحسب ما قاله الفريق شفيق – فأن فارق الأصوات ليس بكبير. لعل هذا ما يجعل مرسي متخوفاً من الخوض في انتخابات رئاسية جديدة.
الخوف من غضب المصريين على مرسي في صناديق اقتراع جديد هو ما يحرك مرسي وليس حرصه على الديمقراطية. الديمقراطية آخر هموم رئيس الأخوان، رئيس أهله وعشيرته وليس رئيس المصريين.
ميدل ايست أونلاين