المعارضة والمدارس.. موقف محترم

أصرت وزاة الصحة بولاية الخرطوم على بدء العام الدراسي في موعده أمس وأقول وزارة الصحة لأن وزارة التربية قالت إن قرارها جاء بعد مشورة وزارة الصحة بالولاية والتي قالت إنها منعت تواجد الباعة المتجولين بالمدارس، واتخذت عدداً من الإجراءات الوقائية الأخرى بالخصوص..
ونقول ومن واقع تجاربنا مع التصريحات الحكومية والبيانات والأخبار في الحالات المشابهة حين تريد الحكومة أو تريد وزارة من الوزارات أن تحمي موقفها وتزينه للناس.. تجربتنا تقول إنها في الغالب ستقوم بتغييب الرأي العام عن التداعيات والنتائج السلبية لقرارها هذا أي لا تتوقعوا أية إحصائيات أو أرقام حول نسب جديدة أو ارتفاعا في نسبة انتشار الوباء بين طلاب المدارس لأن مثل هذه المعلومات ستعني أن وزارة الصحة تدين نفسها بكل نبل وتعترف بالخطأ الذي ارتكبته وأصرت عليه رغم كل النداءات والرجاءات بتأجيل المدارس.. وهذا مستحيل.
لقد فعلت الصحافة ما عليها وطالبت أصحاب القرار بتأجيل المدارس.. وكذلك فعلت المعارضة السياسية بل تكاد تكون تلك من المرات القلائل التي تؤدي فيها القوى المعارضة دورها التفاعلي مع قضايا المجتمع بخطاب سياسي يحكي بلسان الناس ويحمل معهم همومهم وصوتهم بلغة معقولة تتحدث عن قضية محددة وتقدم موقفاً مطلبياً محدداً.
وفي الحقيقة هذا الموقف لتحالف قوى الإجماع هو الذي دفعني للحديث مرة أخرى عن موضوع المدارس بهدف التعليق عليه فهو موقف محترم جداً لقوى المعارضة غض النظر عن تحفظات ربما في بعض فقرات وعبارات بيان التحالف لكنه إجمالا بيان مطلبي محترم للمعارضة وهي تطالب الحكومة بمراجعة قرارها وتأجيل الإعلان عن بداية العام الدراسي الجديد حتى تعود الأمور الصحية لطبيعتها في أقرب وقت ممكن.
هذا هو دور المعارضة الوطنية المطلوب وهو الدور الذي كان سيفتح لها آفاقاً واسعة للكسب الجماهيري والسياسي النظيف.. الكسب الذي يمكن أن تفتخر المعارضة به لاحقاً وتقول للشعب السوداني هذا هو كتابي وهذه هي قاعدة جماهيرية بنيناها بمواقف وطنية سياسية وغير سياسية وليس بالإرهاب والابتزاز والتحالف مع حاملي السلاح والمتمردين.
مثل هذه المواقف ? لو يعلم تحالف أبو عيسى ? هي الطريق المختصر لتشكيل حضور جماهيري حقيقي لتلك القوى والاحزاب في الساحة الوطنية ..
هي الطريق الأقرب والأكسب لها كقوى سياسية وللوطن بشكل عام حين تكون هناك معارضة مهمومة بهموم المواطنين وتقدم مواقف موضوعية تستهدف الحل وليست مواقف كيدية تستثمر الأزمات وتوظف معاناة المواطنين لتحقيق أجندات سياسية خاصة .
لو كانت قوى المعارضة وأحزابها في السودان تستفيد من المتاح أمامها من مساحات لتقديم مواقف عملية ترتبط بهموم وقضايا المواطنين وتنتج عنها حلول عاجلة أو آجلة.. لكانت هذه المعارضة قد حققت كل ما تهدف إليه بسهولة حتى على المستوى السياسي قبل فترة طويلة لكنها اختارت طرقاً أخرى ظنت أنها هي الطرق الأقصر فتاهت لسنوات .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..