الخرطوم ..عاصمة التخمة …والجوع!

والله كانت تلك الحقيقة التي لم أستطع كتمانها حينما سقطت مني دمعة حرى وأنا أشاهد واستمع صباح اليوم الأحد من خلال برنامج ..
( زمام المبادرة )
بقناة الجزيرة الفضائية الى ذلك الفتى السوداني الأصيل الذي لا يحضرني اسمه ويداه تقطران خيرا وقد زينّ صدره شعار المجموعة التي ينضوي تحت رايتها البيضاء كأياد اعضائها الذين اختاروا لها اسم
( مجددون )
والتي تقوم بتوفير وجبة الافطار لعدد مايقارب الأربعين الفا من تلاميذ حوالي مئتين وخمسين مدرسة ، ولكن السؤال المهم هو ..أين ؟
فليس الأمر في معسكرات النازحين وليس في مناطق الحرب في الأطراف ولا في بلاد أسيا الفقيرة ولا في أدغال افريقيا المنسية ، وانما في محلية الخرطوم عاصمة السودان الذي ترشحه الدنيا ليكون أو كما هو مفترض
( سلة لغذائها )
تلك الخرطوم التي يتغنى حكامها بأنهم جاءوا ليحكموا بعدالة عمر .. الذي يتفقد الرعية ان كان فيها من يبيت وهو جائع فيحمل له الغلة على ظهره في صباح اليوم التالي ليسد جوعه البائت في أحشائه!
وهم الذين يتشدقون بانهم أتوا بتواضع ابي بكر الذي يعد بيديه الكريمتين الطعام لأرملة مريضة ويقوم بنظافة دارها ورعاية اولادها وهو خليفة رسول الله !
كيف يقابل هؤلاء الحكام وجه ربهم وأولادهم يسكنون العوالي في أحياء العاصمة الراقية ويرمون بقايا طعامهم لقطط الشوارع الهائمة عند براميل القمامة حول ديارهم ، وترسل لهم طائرات الغذاء في ماليزيا ، وتتسوق نساؤهم في كبريات أسواق الخليج وأوربا، فتنسى شقيقة حرم الرئيس من فائض نثريات تسوقها حقيبة فيها عشرات الألاف من الدولارات و العملات الأخرى وحفنة لا تذكر من المجوهرات والذهب في أحد متاجر العاصمة السعودية!
كيف سيتوسدون أذرعهم تحت لهيب القبور ، وجل أبناء وبنات شعبهم يموتون في ردهات الحوادث بالمستشفيات الحكومية وزيتونة وزيرهم تاجر الطب ، لانهم لم يسددوا قيمة العلاج !
فيما هم ومن صلى معهم في اتجاه قبلة تمجيد حكمهم الظالم يرحلون بالطائرات للعلاج في بلاد الكفار التي توعدوها بالهلاك من على منابر المساجد ، وقد مد لهم أحدعلماء السلطة ركبته الساجدة .. لعلاجها عندهم في المانيا بدلا عن مقاطعة التعاطي معها وهو الذي حرّض قبل سفره بايام قليلة على حرق سفارتها بالخرطوم ثأرا لكرامة النبي المعصوم التي مسها خبل ذلك الفيلم المارق فنيا والساقط أخلاقيا !
والله كم أبكاني ذلك المشهد الذي جرح في نفسي الكبرياء الوطنية لانتكاسة بلاد لو زرعنا فيها الحجر لأنبتت منه قمحا وفاكهة وعزة ولأشبعنا البعيد والقريب والغريب معا !
بقدر ما أطال رقبتي الجانب الآخر من الصورة ، وأنا أرى شبابا يجوبون المدارس في عاصمة المفارقات العجيبة لتوزيع وجبة الافطار التي تعجز الالاف الأسر عن توفيرها ، فيصاب الصغار بالاغماء أثناء يومهم الدراسي أو يتوارون عن الدوام المدرسي خجلا من عجز حكومة بلادهم ذاتها عن توفير أبسط مقومات ومطلوبات الصف الدراسي وهي التي تصرف على أمنها وبذخها المراسمي المترف وحروبها أكثر من ثلثي الميزانية !
ماذا سيقول هؤلاء الذين يدعون أنهم على غير الأخرين أو كما يزعم نافع أنهم أهل السماء المطهرون ، فيما غيرهم انجاس يلعقون احذية الاجنبي لمجرد أنهم يسعون لتغيير الحال ، أو اعادته الى ما قبل الانقاذ حيث كانت الطبقة الوسطى هي الحجاب الحاجز الذي يقي بطون المجتمع بالتكافل ولو بطرقة كسرة يتبادلها الجيران في ستر لعفة بعضهم !
فاحالت الانقاذ بتخبطها المنسوب ظلما الى الاسلام ، مجتمع السودان الى طبقتين ، احداهما متخمة يحسب فيها أهل الحظوة ، وأخرى جائعة يرعاها جماعات الخير من الشباب ومن ورائهم من الأيد البيضاء لتوفير وجبة الافطار لتلاميذ المدارس .. وأين ؟
في عاصمة السودان .. أرض النيلين والتراب التبر !
فما العجب حينما أبكي وانا الغريب والبعيد قسرا وكرها الذي يحمل اسم السودان وقد بات فيه اطفالا زغب الحواصل لا يجدون سبيلا لفكة الريق !
وهو المحكوم الآن بمن درسوا وأعتاشوا من مال شعبه وشبعوا من وجبات داخلياته ، قبل أن يأتواعليها ليجعلوا منها خرابا و شتاتا ، ضمانا لبقائهم الطويل والملل !
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
يا أستاذ محمد عبد الله برقاوي المحترم الجماعة ديل ما شغالين ليك بعدالة عمر ولا بتواضع ابي بكر ولا كل مقررات الدين الدرسناها ؟؟؟ ديل بحبو المتعة واللحوم بأنواعها والدولارات والتسوق والعلاج بالخارج والحكايات دي كلام مقررات ساكت ؟؟؟ والثورة في الطريق لكنس الكهنوتية أسياد الطوائف الدينية تجار الدين القدامي وحلفائهم تجار الدين الجدد الكبزان اللصوص القتلة مغتصبي الرجال والنساء والأطفال قاتلهم الله ؟؟؟
اخونا الحبيب برقاوي
انت تالمت من علي البعد ومن خلال المشاهدة
فما بالك بنا نحن
في الداخل
ونري ونشاهد ونسمع العجب العجاب فى ما اًل اليه حال الغالبية العظمى من الناس
والسيد الوزير المتخم العائش فى نعيم السلطة والسلطان لا يرى ابعد من مائدته العامرة معتقداً بان حال الجميع كحاله
انهم اتو من الفقر وحين دنت لهم اصبحو شرهين ولا يهمهم سوئ بطونهم وفروجهم
اخي برقاوي
فالاحدثك قليلاً عن واقع الاغلبية وان سردت لك مانعلمه من الخبايا سيشيب راسك
لم يكن والى ان اتو الينا هؤلاء بليل اسرة او بيت مهما كان وضع رب العائلة لا يخرج الصغار والكبار قبل شرب الشاي باللبن
الاًن ياسيدي لا يوجد
تركناه لهم
اللحمة صرنا نشاهدها وهى معلقة تناديهم ان هلم واقتطع مايطيب لك مني
وتمد لسانها لنا
صارت الوجبات اثنتين فقط للحالهم مستور وواحدة فقط للغالبية ولايوجد للبعض
تباًً لهم
تباًً لهم
اللهم لطفك .. اللهم لطفك .. اللهم لطفك ..
( لن يغيّر الله ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم )
فإلى متى ؟؟ إلى متى ؟؟
لا فض فوك يا أستاذ برقاوي
بالمناسبة يا أستاذ أنا لا أتوقف عن تذكير القراء بتلك الحادثة التي وقعت بأحد الكنابي المحيطة بالعاصمة قبل عدة سنوات ، توفى ثلاثة من قاطني الكمبو وأصيب الكثيرون من جراء تناولهم لحم بهيمة نافقة ، هذا لا يحدث إلا عندنا في دولة المشروع الحضاري
ده الحاصل في البلد يااستاذ وربك يستر من القادم
اخى الفاضل أستاذ برقاوى كل شىء فى السودان صار يبكى إلا أهل الإنقاذالمتحجرة قلوبهم..قبل يومين كان فى قناة النيل الأزرق لقاء مع أحد خريجى حنتوب القدامى فى برنامج مراجعات وفجأة قلت لزوجى أيام مدرسة حنتوب ومدارس خورطقت ووادى سيدنا تلك المدارس النموذجية بل كل المدارس الحكومية حتى عهد قريب ..كان التعليم والإعاشة فيها مجانى والعلاج مجانى والحياة كانت رخية حتى البسطاء كانوا مكتفين والسودان وقتها لم يكن لديه بترول؟ولا إستثمارات خارجية ؟؟ولا كانت حكوماتنا بتشحد ولا بتاخد معونات خارجية ؟؟..قال لى كان هنالك ناس عندها ضمير ..ومن أين أتى هؤلاء بلا ضمير ولا دين ولا أخلاق…لكنى برضو متفائلة بأن التغيير حان موعده وإن الله سينتقم للشعب السودانى المظلوم قريبا إنشاء الله..
والله كفيت ووفيت جاك الله خير