مقالات ثقافية

الفراش الحائر أم طارق شريف الحائر!!

شاهدتُ برنامجاً معاداً من برامج عيد الفطر المبارك بعنوان (الفراش الحائر) أشرف على تقديمه د.حمزة عوض الله الذي استضاف فيه الشاعر السّر دوليب والأخ طارق شريف, فرنَّ اسم البرنامج في مسمعي ,وابتهلت أساريري حيثُ لمس ذكرى عطرة في نفسي ألا وهي ذكرى الأستاذ الراحل المقيم قرشي محمد حسن, فاعتدلتُ في جلستي واستنهضتُ مشاعري ظنّاً مني أنَّ هذه الحلقة ربما تُعيد تطقيس وجدانياتي وخاصة أنا في بلاد المهجر,حيثُ نحتسي همس الذكريات, ونقتاتُ عِبق الماضي…

وما أن بدأت هذه الحلقة , وشرع المقدم في طرح محاورها على الضيفين حتى أخذ الاستياء يتسرب إلى نفسي , وخاصة حينما بدأ المدعو طارق شريف يتحدث عن الراحل المقيم عثمان حسين طيّب الله ثراه , وعن الشعراء الذين تعامل معهم , وذكر من بينهم الأستاذ قرشي محمد حسن فأخذ يتحدث عنه بكلامٍ عارٍ من الصحةِ , ويفتقر إلى المعلومة المؤسسة على التوثيق, كما أنّ حديثه يخلو من الأدب في حقّ القامة قرشي محمد حسن.. فهو يقول بنص العبارة:(. ..عثمان حسين غنّى لقرشي محمد حسن خريج الخلوة وهو ولد من أولاد الأنصار …) فلعلّ مغذى هذه العبارة لايغيب عن حصيف ولا جاهلٍ , فهي في ظنّي أنها تحمل في طيّاتها ثلاثة أمورٍ : الأمرالأول فيه استهانة بالخلوة ودارسيها , والأمر الثاني فيها تجريد للأستاذ قرشي عن أي تعليم آخر غير الخلوة , والأمر الثالث فيها سوء أدبٍ بمقام الأستاذ قرشي ,,ودعني أفصل القول في هذه الأمور, فأقول : بالنسبة للأمر الأول فلا أعتقد أنّ أحداً لا يعرف فضل ومكانة الخلوة , فهي أعظم وأجلّ وأقدم مدرسة تعلّم منها الانسان , وفي ذلك يقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: ( خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه )كما أنّ هذه الخلوة خرّجت أفذاذاً من العلماء والأدباء لا يتسع المقام بذكرهم.

أما الأمر الثاني وهو تجريد الأستاذ قرشي محمد حسن من أي تعليم آخر غير الخلوة فهذا ينبئ عن جهلٍ واضحٍ بالسيرة الذاتية للأستاذ قرشي,فهو خريج المعهد العلمي بأمدرمان ذلك المنارة العلمية التي كانت تضارع الأزهر الشريف في ذلك الوقت , وأظن أنّ ذلك لايخفى على كل ذي عينين وقديما قال الشاعر:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ وينكر الفم طعم الماء من سقم

وكان الحق عليه كباحث أن يستوثق المعلومات بدلاً من أن يرمي الكلام دون أن يعرف ما فحواه !! وقديماً قيل: ( لاتهرف بما لاتعرف) .أما الأمر الثالث وهو سوء الأدب بمقام الأستاذ قرشي محمد حسن وهو واضح وجلي في العبارة حينما أطلق عليه كلمة (ولد) فهذا قول تجاوز حدود الأدب في حق قامة كبيرة كقامة الأستاذ قرشي ..وقولك هذا ليس بضائره فالعرب تعرف من أسأت الأدب معه والعجم,,

فهذا القرشي الشريفي سليل أسرةٍ صاغت أمجاداً موثلة للأمم
هذا العابد التقي النقي الحافظ لكتاب الله , العالمُ بالحلِّ والحرم
هذا الباحث في أدب المديح الذي ذاع صيته في الآفاق والعلم
وتناقل صوته الأثير يشحذ الهام ويثري الوجدان بأطيب الكلم
هذا الشاعرالرقراق صدحت أشعاره بأعذب الألحان وأروع النغم

ولا أدري ما إذا كان هذا القول قد جاء عن جهلٍ أم قصدٍ ؟ وأيّاً كان الأمر فهو مصيبة.. أما إن كان هو نفسه لا يدري فالمصيبة أعظم! والعجيب في الأمر أنّ هذا الرجل يقول أنّه ألف كتابين , أحدهما بعنوان ( الفراش الحائر) ولا أدري على وجه التحديد أيهما كان حائراً ؟ الفراش أم طارق شريف؟ ومن أين جاء بهذا العنوان أليس صاحبه هو خريج الخلوة ؟! ومن الذي سمح له باطلاق هذا الاسم على كتابه ؟ وهل يعرف طارق الحائر قصة هذا(الفراش) ؟ وأين رآه شاعرنا ؟ وهل يعي أنه غيّر مجرى الأغنية السودانية في مبناها ومعناها , وفي لحنها وموسيقاها؟ وهل يعرف ماذا قال عثمان حسين عن هذا الفراش ؟ تلك أسئلة حائرة كحيرة طارق الباحث عن الشهرة بلا زادٍ ولا تعبٍ , فإن بادر نفسه بالملامة أكون قد اشتريت العافية له بالعافية منه !!

عماد الدين قرشي محمد حسن
[email protected]

تعليق واحد

  1. حياك الله الاستاذ عماد الدين ورحم الله الاستاذ قرشى محمد حسن الذى توقظ روائعه الوجدان

    ولم يجود بمثله الزمان اما نسبة تعليم الراحل المقيم للخلوة تعليما فهو شرف له .الخلوة

    اساس التعليم شاء الله سبحانه وتعالى ان اكمل تعليمى الجامعى وفوق الجامعى ثم اكرمنى سبحانه

    بانتسابى للخلوة فوجدت انى لم اتعلم اكتشفت انى جاهلة وتعلمت التعليم الصحيح والعلم

    الباقى وربطت ما تعلمته فى الجامعه وما درسته فى دراستى فوق الجامعية فيه بعلوم القران الكريم ثم والحمد لله برعت فى

    فى اللغة العربية واشتهرت بها فى الدولة ذات الاقلية المسلمة حيث انا والفضل يرجع للخلوةفهى

    الجامعة العظيمة بل جامعة الجامعات وام الجامعات ذكرت ذلك لاوضح عظمة تعليم شاعرنا الراحل

    وسطحية ذلك الذى اثار حفيظتك وان توقف عند شعر الراحل وتامله ولو بيتا واحدا لتوصل لكنز

    عظيم من الروئع والدرر . امانعت الاسناذ والشيخ العظيم بالولد فانه عدم ادب منه لانه لم يدرس فى الخلوة التى تؤدب ولك التحية ولوالدك ولعثمان حسين وكل من رحل من العظماء الف رحمة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..