مقالات ثقافية

الحب الموت . . . أم الموت الحب

وإليك سيدةَ النساء أتيتُ ، مهموما من الأسفارِ ، كل مدينة كانت تحُطُّ على فؤادى ، حزن صِبْيتِها ، وتخطف متعةَ الترحال منِّى . ما ندمت . . سوى لأنى – قد فقدت العطرَ . . والحب المغنىِّ ، وانهمارَ الضوءِ من خلف العيون السودْ . أسقطتُ عن قلبى التباريحَ السقيمةَ يقظةَ الأحلام . . رائعةَ النهارِ ، انتظارَ بزوغ هذا الفجرِ فى الليل المكفن بالجليدْ . وقد انتظرتُ حلولَ عيد . وأويتُ – سيدةَ النساءِ – إلى عيونك . . صبوةً – ما بالُ حبك رغم هذا الطردِ . . والتشريدِ والنفى المؤبدِ . . ما بال حبك لا يبيدْ . كنا مع الأسفار نهزِج فيك أغنيةً ، تغطينا من العبث الطفولىِّ الخبيثِ ، وكانت الأخلاقُ نُودِعها مآقينا ، . . فتُعلِينا ، ونعبر آخر الأنهارِ نحو حصنكِ ، – متعبينَ – مليكة أنتِ . . وحراسٌ على الأبوابِ ، يؤذنُ بالدخول لغيرنا ، ولنا انتهاءٌ وابتداءٌ فى التسكعِ من جديدْ . يا صحوةَ التاريخ غِيلينى فإنى فى هواك فتىً مُريدْ متحفزٌ سيفى ، وممتطيا جوادى فلا أخَالك تغفلين . ولأنت ، سيدةَ النساء ، مليكةٌ ، من أجل عينيها سأُشرِعُ السفن القديمةَ ، – آخرُ الأنباء قالوا :- لا الهوى يحلُو ،، و لا العشقُ المؤقتُ ،، لا التحدثُ خلف زجاجِ نافذةٍ ،، يطولُ ،، ولا ارتعاشاتُ الشفاهِ . . وقبلةُ الموتِ الأخيرْ . وتجيلُ سيدةُ النساء الطرْفَ نحوى فالحب قافيةٌ . . وسجعةٌ أخرى أنالُ بها المحبَّبَ ، لا . . ولن استجدى سيدةَ النساءِ أنا المغيرُ . . أنا المُغيرْ إن كان حبُّك سافراً خبأتُ حُقَّ العطرِ تحت وسادةٍ للشمسِ ، خبأتُ التجاعيدَ ، تَلونَتْ كلُّ الحقولِ . . وأزهرتْ فلنا التحدِّى والدخولْ وتجيلُ سيدةُ النساء الطرف نحوى كانت تجيلُ الطرفَ نحوى ولها عيونُ المستحيلْ وذوو الفضولْ يتراجعونَ . . لأنَّ هذا الموتَ يُقبِلُ فى شتاءٍ قارسٍ فى الصيفِ يقبل قاسياً ويجىءُ هذا الحبُّ فى كلِّ الفصولْ . 

صديق ضرار يوليو 1981 م

 

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..