الوطنية

صدي
الوطنية
أمال عباس
٭ أبو زيد الهلالي البطل الاسطوري المعروف.. دخل مع صديقه دياب في مناقشة عن تعريف الهم والوجع.. ابو زيد قال ان الهم دين والوجع عين.. ولكن دياب يرى أن الهم قرص والوجع ضرس، وقرص هنا يقصد بها الخبز «الرغيف».
٭ انحزت لتعريف دياب.. وانا اقضي الايام الفائتة مع الوجع.. اذ بلا مقدمات اراني احد اضراسي ألوانا من الوجع.. اما هم القرص فهو لم يكن همي وحدي.. بل هو هم غالبية اهل السودان كفاهم الله شر وجع الاضراس.. فهم الرغيف هذه الايام تنوء تحت حمله الجبال الراسيات..
٭ مع نوبات الهم والوجع رفعت كتاب دكتور أحمد بهاء الدين «يوميات هذا الزمان» الذي كان الى جانبي وفتحت صفحاته بطريقة عشوائية. لفت نظري عنوان «ما هو معنى الوطنية؟».. قررت ان اطلع قراء صدى على ما قرأت ليتصل التواصل مع الوجع والهم.. دكتور احمد كتب «اننا نرى الحوار والاخذ والرد يبدو ببساطة بين عقليتين بوجه عام.. طرف يريد ان يستخدم اقتصاد البلد في ارضاء فئة لا تزيد عن سبعة في المائة.. وطرف يريد ان يستخدم اقتصاد البلد في تحسين احوال التسعين في المائة الآخرين او اكبر نسبة ممكنة منهم.
٭ دعونا من الذين يكتفون بحب مصر على امواج الاذاعة وشاشات التلفزيون والاناشيد الغنائية والمقالات الغرامية.. اننا فقط نريد من هؤلاء ان يحبوا مصر في غير التمثيليات والخطب والمقالات والاناشيد.. نريدهم ان يحبوا مصر بأن يحبوا شعبها وهذا هو الحب الاصيل وليس مجرد حبها لظلها الظليل، وان يحبوا شعبها هو ان يكافحوا لكي يتعلم الطفل المصري احسن ولكي يلبس المواطن المصري احسن ويأكل احسن ويجد مرافق حياته التي صارت بدائية وبديهية كمواسير المياه والمجاري والمواصلات العامة والشوارع غير المدمرة موجودة.
٭ الوطنية اليوم بالممارسة لا بالاغاني والاناشيد والمهرجانات، والمصرية هي الانتماء لمصالح شعب مصر الحقيقية لا بالتسلق على اكتافه والاستهتار بآلامه ومنع اي كلام يتاجر بمعاناته، ثم بالتلويح بالاعلام والهتاف الاجوف باسم مصر.
٭ هذه «وطنية القرون الوسطى.. وطنية المماليك الذين لم تكن مصر لهم الا قاعدة انطلاق وعزبة رخاء وجنودا يقاتلون وفلاحين يكدحون لدفع ثمن رخاء المماليك وجواريهم ومغامراتهم وصراعاتهم على السلطة.
٭ وطنية اليوم هي حب الوطن من خلال حب المواطنين لا من خلال تقديس الفرعون الذي يقسم المناصب والارزاق.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
أضيف االى ما ذكره الراحل العظيم 00وليس بأعتناق الايدلوجيات وفرضها على الغير وقد جرب اليسار والقوميون العرب والبعثيون واليمين المتطرف سواء كان اسلاميا او غير ذلك فهم جميعا أس بلاء هذا العالم اليوم وليت الجميع انخرطوا فى احزاب معتدلة وهى الوسيلة الوحيدة التى تؤمن إستدامة الحكم الديمقراطى مهما اعتورتها العيوب،والافراد زائلون وتبقى الافكار وهى تتجدد مع تجدد افراد هذه الاحزاب،وما احرانا فى ان نرى جموع النخب السياسية وهى تتحلق حول حزبين على الاقل تكون افكار اعضائها متقاربة وحتى لاتتكرر التجارب المريرة التى يضوق مرارتها دون غيره ويدفع ثمنها غالياالمواطن الذى من اجله تنشاء الاحزاب والكيانات فى جميع انحاء العالم!!واى الاحزاب ياسيدتى لاتتحدث بأسم الشعب وعندما يعتلى السلطه تجده قد انكفاء على ذاته ويصبح جل همه منصبا فى ان كيف يصرع غرمائه من الاحزاب الاخرى لدرجة المجاهرة بعدم الاعتراف بغيرها من الاحزاب الاخرى كما يحدث الان!! فإذن فاليبداء المثقفون والنخب ضربة البداية ولينتظموا فى الاحزاب العريقة التى مازالت تحتفظ بشعبيتها وسط الجماهير وعلى قادة الاحزاب الاقبال على هؤلاء من غير فرض شروط او اية املاءات وجميعهم ادرك بأن العالم لم يعد كما كان قبل نصف قرن فاليعترف الجميع بالجميع وان يتخلصوا من الانانية البغيضة التى لم تورثهم غير المحن والاحن ويا قادة الاحزاب افسحوا المجال لدماء جديدة دماء القرن الواحد والعشرون وعلى القادة القدامى ولهم كل التجلة والاحترام أن يضربوا للاجيال الجديدة المثل والتراجع ولو بضع خطوات ويساهموا بالمشورة وليس بفرض الراى0