صورة: الملياردير السعودي سليمان الراجحي يوصي بعدم إقامة عزاء له أو نعيه في الصحف..
أوصى رجل الأعمال الملياردير سليمان بن عبدالعزيز الراجحي إخوته وأبناءه وبناته وزوجاته، بأربع وصايا طلب تنفيذها بعد وفاته، بناءً على فتوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله.
وجاءت الوصايا الأربعة التي طلبها الراجحي من ذويه، وتم تداولها على نطاق واسع:
-الوصية الأولى: عدم إقامة عزاء له بعد وفاته في منزله، أو منزل أحد إخوانه، أو أبنائه، أو بناته، أو في أي مكان آخر.
-“الوصية الثانية: لايتم العزاء عبر الصحف، ومن أراد العزاء، فعليه التصدق بمبلغ التعزية على الجمعيات الخيرية.
-الوصية الثالثة: من لا يستطيع الصلاة، وحضور المقبرة، فعليه الدعاء له، وجزاه الله خيراً.
-الوصية الرابعة والأخيرة: على أمانة الوقف إبراز ما يخص الصحف بناءً على ما أمر به.
وقال الراجحي في بداية وصيته، بناءً على ما يترتب على الاجتماع للعزاء، وما يصحب ذلك من مخالفات شرعية من الرجال والنساء، بناء على فتوى الشيخ بن عثيمين بقوله “إنَّ اجتماع الناس بدعة، وليس من عادة السلف، وإن أضيف إلى ذلك صنع الطعام، والولائم، والاجتماع عليها، كان هذا من “النياحة”، ثم هذا الاجتماع لا ينفع الميت، ولا ينفع الحي، بل إنَّ الحي ربَّما يزداد هماً وغماً، حيث إنَّ بعضهم، خصوصاً الناس يجتمع إلى بعض، فيشرعن في البكاء والندب، وليس فيه خير، بل فيه ضرر”
أخبار24
طبعا الوصية يجب ان تنفذ كما امر بها صاحبها ولكن ارجو من الشيخ الراجحي ان يقرأ هذه السطور .
ان الوصية التي امرت بها تخالف امور كثيرة فيها خير لك أولا امرت بعد اقامة العزاء ولا نعلم فتوى هولاء ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح قال يموت المرء وتنقطع صلته بالدنيا الا من ثلاث صدقة جارية واعرف ان لك صدقات كثيرة جارية وعلم ينتفع به وكذلك لقد تكون لك ايدي في اقامة دار علوم يستفيد منها الأنسان وابن بار يدعو له ولديك الأبناء والبنات وسلالة الى يوم القيامة يدعون لك.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم ياتي بهذا الحديث من نفسه فقد ذكر الله في القران دعوة سيدنا ابراهيم لابيه وغير من الدعاء الذي يصل الى الميت . في فراش المأتم يقرأ الناس الفاتحة ويدعون للميت ولزويه بالصبر , في الفراش يتم التواصل بين الناس ويشد بعضهم بعض في مصيبة الموت , في الفراش يطعم الناس فيهم الفقراء والجوعى , في الفراش تظل ذكرى الميت حديث المعزين , في الفراش يتذكر الحاضرين ان عليهم هذا الدور وعليهم الاستعداد وفي الفراش تحدث خيرات لا تحصى ولا تعد من يمنع هذا الخير ؟
اما النشر في الصحف فله دور عظيم على الميت وعلى الناس فهناك ناس يحبون الميت وعدم معرفتهم بالخبر تمنعهم من التواصل الروحي والجسدي مع الميت , منهم من هو في مكان بعيد يقوم بقراءة القران , التصدق , ذكريات حياته , رجل مثل الشيخ الراجحي اناس كثيرون يريدون ان يوصلوا له ما يستطيعون ولقد نعى الله سبحانه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته لماذا ياشيخ ؟
كثيرون لا يستطيعون حضور المقبرة ولكنهم يمكن ان يعرفوا قبر الميت وياتوا بعد الدفن للاقامه فيه وقد ذكر الله سبحانه وتعالى وامر الرسول بان لا يقوم على قبر فئة او اناس حددهم المولى عز وجل , لماذا تمنع اهلك واحبائك من الوقوف على قبرك بعد الدفن والصلاة عليك ؟
اما الاوقاف فلك مااردت في مالك ولكن اترك الامر للورثة والموصى لهم يتصرفو كما يرون ودعهم يتمتعون بالميراث قبل الأخرين ويحضرنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزلت الاية “وماتنفقوا من خير …” , قام احد الصحابة الاعنياء بالتبرع باغلى قطعة ارض في المدينة والقصة معروفه حيث امره الرسول يعطيها لاهله فاعطاها لايناء عمومته , فلديك ايها الشيخ ربنا يمد في ايامك مال كثير , اعطي اهلك كلهم ولا تترك فيهم فقيرا او محتاج وبعدها تصرف كما يبدو لك والله اعلم .
هذه من الامور المسكوت عنها في الدين وارى نفعها او ضررها مربوط بالمناسبة نفسها.
مثلا نحن في اسرنا لانبكي في بيت العزاء او ننوح بل نتخذه وسيلة لاجتماع الاهل والاحباب والجيران ومعرفة حال بعضنا خاصة بعد ايقاع الحياة السريع هذا، ومواساة اهل الميت واشعارهم باننا سندهم واهلهم والهاؤهم عن الحزن والبكاء، ولعمري هذه اكبر في نفعها من ماذهبت له فتوى بن عثيمين من ضرر. واعلم بعض الناس ينوحون ويتخذون بيت البكاء للنميمة واعتقد الامر الصحيح ليس بمنع بيت العزاء بل بمنع النياح ومنع النميمة فيه.
تسأل الله سبحانه وتعالى ان يمد في عمره ويمتعه بالصحة والعافية فانه قدم كثيرا للاسلام والمسلمين جعلها الله في ميزان حسناته