التمويل الأصغر … قصة كبرى

التمويل الأصغر … قصة كبرى

عادل الباز

من العلامات المميزة فى الاقتصاد السوداني تجربة التمويل الاصغر.فالتجربة تحقق الان نجاحات شتى وتتجه لتمويل قطاعات ظلت بعيدة تماما عن البنوك. الان يصل التمويل لشرائح كانت فى امس الحاجة لرأسمال تلج به سوق العمل فلاتجده.نماذج مضيئة ونجاحات لاتخفى تحرزها المؤسسات المحدودة التى تتعامل فى التمويل الاصغر. آلاف الاسر استفادت من عائدات مشروعات صغيرة ومجموعات من الخريجين بدأوا فى التجمع لانجاز افكار لمشاريع مشتركة.الغريب ان بعض مؤسسات التمويل الاصغر تشكو من عدم تقدم الخريجين لاخذ التمويل المرصود رغم دعوتها المتكررة لهم. فمثلا مؤسسة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم وهى انشط مؤسسات التمويل واكثرها خبرة ظلت تدعو خلال الاشهر الماضية الخريجين ليتقدموا بمشاريعهم لأخذ التمويل، ولكن نسبة الخريجين الذين تقدموا كانت ضئيلة جدا فبدت المؤسسة فى حيرة من امرها ماذا تفعل بالتمويل الموجود فى خزائنها؟. بالطبع تحتاج المؤسسات لتشجيع الخريجين واجتذابهم لدائرة العمل الخاص وثقافته.لازال كثيرون يتخوفون من ان يزج بهم التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية فى غياهب السجون فلايقدمون على مغامرة من اى نوع.
مما يؤسف له ان بعض البنوك او بالاصح غالبيتها كارهة للتمويل الاصغر بسبب انها ترغب فى تمويل كبار العملاء ولكى يكون المال دولة بينهم!!.ولذا تجد انه باستثناء بنكي الادخار والاسرة اللذين يتمتعان بتجربة مميزة فى مجال التمويل الاصغر لم يبلغ اي من البنوك الاخرى على كثرتها النسبة المقررة لسقف التمويل الذى يتاح للبنوك والبالغ 12 % .يحاول بنك السودان حل هذه العقدة بتشجيع قيام مؤسسات التمويل الخاصة ولكن بشروط وضمانات لاتتيح لكثير من الراغبين الجادين الاتجاه للبناء، تلك المؤسسات التى تساعد بنك السودان فى انفاذ سياسته التى عجزت عنها البنوك.ايضا فكر بنك السودان فى تدريب كوادر البنوك على طرائق االتعامل مع صغار المستثمرين ولكن جهودا محدودة بذلت فى هذا الجانب.
مع تصاعد حدة الفقر ومعدلاته فإن بناء استراتيجة داعمة للاستثمارات الصغيرة تغطى قطاعات واسعة من مجالات الانتاج وشرائح مخلتفة من المجتمع فى المدن والارياف يبقى التمويل الاصغر الاداة الوحيدة التى بإمكانها ان تفتح افاقا كبيرة للمنتجين الصغار ليطوروا تجاربهم.
من ناحية اخرى، التمويل الاصغر هو اداة ممتازة لمكافحة العطالة فآلاف الخريجين الذين تقذف بهم الجامعات فيهمون على وجوههم ويتسعكون فى الحوارى بإمكانهم من خلال جمعيات تستفيد من التمويل الاصغر ان يجدوا وظائف وعمل حر يبنون به مستقبلهم.
هنالك ثلاث خطوات مطلوبة بشكل عاجل لترسيخ تجربة التمويل الاصغر وتسريع نجاحاتها. اولها ان يرفع سقف التمويل من خلال نافذة البنوك التى تعمل فى المجال الى جانب الاستمرار فى رفع نسبة التمويل المحددة للمستثمرين وهو سقف لايتجاوز العشرين الف جنيه، فمع تآكل قيمة الجنيه السودانى فالمبلغ المتاح لم يعد يكفى للصرف على اى مشروع اسثتمارى ولو كان فى حجم اصغر محل لتصليح لساتك!!.الخطوة الثانية المطلوبة تتثمل فى تبنى حملة اعلامية لتشجيع الشباب والخريجين على اجتراح افكار جديدة والدخول فى مشاريع استثمارية جماعية، فبدون اعلام فاعل وواع يمكن ان تتضخم موارد التمويل الاصغر ولكن لا احد سيمد يده لتشغيل تلك الاموال.الخطوة الثالثة والحاسمة فى تقديرى بناء مؤسسات مالية قوية وقادرة ولو بدعم الدولة فى البداية لتتخصص فى التمويل الاصغر تمويلا وتطويرا للتجارب الناحجة وترسيخا للتجربة نفسها فالبنوك المشغولة بأسيادها الكبار ليس من اولوياتها رفع الفقر عن المستثمرين الصغار.
الجهة الوحيدة التى تمسك بعصا قيادة فعاليات التمويل الاصغر هى بنك السودان، فكل السياسات التى تخص مجال التمويل الاصغر تصدر الان عنه فبإمكانه ان يجعل منه اداة تحول اجتماعى خطيرة بالبلاد متى ما توفرت الرؤية الاستراتيجية لاهمية التمويل الاصغر، والسياسات الفاعلة والمؤسسات القادرة على انفاذ تلك الرؤية والسياسات.

الصحافة

تعليق واحد

  1. اولا افتقدنا الاحداث وبالتالى قلمكم السيال التمويل الاصغر هو الاساس لانجاز تنمية اقتصادية كبرى تنتظم البلاد حيث ان الكثير من الانشطة الاقتصادية تحتاج للتمويل الاصغر ولكن ماذا نفعل مع التلازم الرهيب بين المصلحجية فى القطاع الحكومى والخاص فى تحويل اى منفعة لهم لو طلبت رقم عن الديون الهالكة خلال خمس اعوام فائتة ستذهلك النتيجة كان من الممكن ان تحدث طفرة كبيرة فى تنشيط الاعمال الصغيرة وبالتالى المنتج المحلى راحت شمار فى مرقة ولماذا لايكون مدير التمويل الاصغر نائبا لمحافظ بنك السودان بدلا من مدير ادارة حتى يضمن التشريعات المساندة والقرب من مركز القرار .الموضوع مهم اخى عادل لكن من يقرأ او من يسمع ودمت لنا

  2. وزير متنفذ يقوم بتسجيل عدد كبير من الناس ليقوموا بطلب تمويل لمشروعات صغيرة، يستلم قيمة التمويل عنهم اجمعين و يستثمره نيابة عنهم ثم يعطيهم الفيها النصيب

  3. في رأي ان فكرة الأستثمار الأصغر هي دعاية سياسية ليس الا ؟؟؟ قد يجوز انها نجحت في البلدان المرفهة وليس البلدان التي تستورد بصل وحتي لو فشلت في تلك البلدان فأقتصادهم المدروس وناجح لن يتأثر بفشلها أما في بلد 150 من طلابه الصغار لا يجدون حق الفطور فهذا مخجل لو كان هنالك من يحس ؟؟؟ ان نتائج هذا الأصغر لن تكون مؤثرة في أقتصاد بلد كبير مثل السودان الذي يحتاج للمشاريع الأنتاجية الكبري ؟؟؟ وأعتقد إنها حجة بليد ؟؟؟ ما هو الضمان للنجاح عندما يوفر رأس مال قليل لأحد الخرجيين الجدد من اقربا المتنفذين وهو ليس له خبرة أو عقلية تجارية تنجح هذا المشروع ؟؟؟ وحتي لو نجح المشروع فسيكون عائده لفرد بعينه وليس للدولة المنهارة اقتصادياً وتستورد البان بأكثر من 100 مليون دولار سنوياً من بلد صحراوية وغيرها؟؟؟ وهذا كما الذي يلاقي شحات في الشارع ويعطيه مبلغ بسيط ويعتقد بذلك انه سوف يحل مشكلة التسول ؟؟؟ نفس السيناريو حصل عندما استجلب الكيزان ما كينات خياطة تم توزيعهم علي النساء من المقربين والمعارف حتي يكونوا منتجين ؟ ذهب أحد الصحفيين ليسألهم ؟؟؟ سأل أول واحدة وقال انشاء الله نفعتك ماكينة الخياطة ؟؟؟ أجابت والله ياولدي ابرتها انكسرت وما عرفتا ليها ؟ اهي ديك مجدوعة تحت العنقريب داك ؟؟ وسأل أخري ؟ وقالت والله ولدي سلفها لصاحبه ولي الآن ما رجعها ؟؟؟ وسأل الثالثة وقالت والله ولدي لقي ليه وظيفة في الأمارات بعتها وقطعت ليه بي تمناالتذكرة ؟؟؟ في أحد البرامج التلفزيونية السودانية شاهدت مجموعة من الدكاترة والخبراء الأقتصاديين بلباس أنيق وربطات عنق مختارة يتحدثون بكل ثقة عن هذا الموضوع ومن ضمن ما سمعت بأنهم مولوا ست فسيخ من منطقة جبل أوليا ونجحت نجاحاً باهراً ويا بخت السودان بعباقرته الكيزان ؟؟؟ وأعتقد انه هؤلاء الأفندية المحترمين لو إجتهدوا وشغلوا مخهم شوية وخططوا لعمل مشروع انتاج بصل عملاق لكان وفروا ما يدفعه السودان لإثيوبيا من عملات صعبة مهولة لإستيراد بصل ويا حليل خبراء السودان الدكاترة الأقتصاديين الذي يضيعون وقتهم مع ست فسيخ ؟؟؟ آل فسيخ آل ؟؟؟ وأنا زعلان ؟؟؟

  4. لكيما ينجح التمويل الاصغر فلابد من تقييم التمويل الاكبر اولا واجراء دراسه واضحه لكبار الممولين الذين لازم الاخفاق كل عملياتهم وظلت البنوك تعانى ولسنوات طويله من الاخفاق المستمر من قبل الممولين الكبار في عملية سداد الاقساط .
    هذا الاخفاق ينتج دائما نسبه لطبيعة المؤسسات الهشه والغير منظمه التي يديرونها وانعدام دراسات الجدوى للمشاريع من قبل الطرفين طالب التمويل والممول اعتقد ان قيام مؤتمر اقتصادى لمراجعة كل السياسات الاقتصاديه السابقه والحليه يكون هو المدخل الصحيح لرسم سياسه تمويليه واضحه ذات اهداف محدده اما ما يحدث الان فلا يمكن وصفه بالسياسه بل هو عزف نشاز على الات مؤجره تحدث اصواتا مدمره ليس الا

  5. التمويل الأصغر مارسه وطبقه بمهنية عالية ونسبة نجاح 100% البروفسير البنغالي محمد يونس في بيئة أكثر فقراً من السودان حيث افتتح بنكاً خاصاً بهذا الموضوع في دولة بنغلاديش وسماه بنك الفقراء وكان تمويله للفقراء بدون فوائد وبدون ضمانات ومع كل هذا نجح البنك نجاحاً ليس له مثيل … وكانت نسبة تسديد القروض تكاد تصل إلى نسبة 100% …. لماذا تفشل هذه المشاريع في السودان وتنجح في دول أخرى إذا عرف السبب بطل العجب ، وهل نحن جادون في حل مشاكل السودان الاقتصادية أبحث عن أشخاص مجردون من المصالح الشخصية ولديهم الحس الوطني الذي يقف وراء مشاركتهم في الشأن العام ثم بعد ذلك كلمني عن النجاح … السودان افتقد ومنذ بدايات حكم النميري الحس والشعور الوطني الصادق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..