زيت القطن المحور .. جدل لا ينتهى

عبر بيان خشن مدفوع القيمة اعلنت وزارة الصناعة ان اجتماع مارس 2014م و الذى ضم عدة جهات بينها رئيس مجلس السلامة الاحيائية ( الحيوية )، هذا الاجتماع سمح للمعاصر بانتاج زيت بذرة القطن المحور وراثيآ ، البيان اشار الى موافقة الهيئة السودانية للمواصفات و المقاييس على استخدام الزيت فى الغذاء، بدأت زراعة القطن المحور وراثيا في السودان عام 2012 نوع (B.T) ، حينما اعلن السيد وزير الزراعة والغابات حينها د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي عن زراعة القطن المحور وراثياً حقليآ بعد تجربة زراعية ناجحة في مزرعة بشمبات، فى ذلك الوقت دار جدل كبير بين الباحثين حول مخاطر زراعته وأثرها على الإنسان والحيوان، و رغم ان الموضوع لم يحسم و يبت فيه علميآ الا ان زراعة القطن المعدل استمرت و توسعت لتبلغ المساحات المزروعة اكثر من 100.000 فدان ، الجدل تركز على المخاطر الصحية و البيئية لا سيما ان القطن المحور اتضح انه يعدل صفاته الجينية ذاتيآ ، فى اى زراعة جديدة للبذور المنتجة من هذا القطن ، كما ان التجربة حديثة و لم يخضع المحصول الى الاختبارات المعملية الكافية ، كما ان معايير السلامة قد لا تتطابق فى المنتج نسبة لاختلاف وسائل الرى و المناخ و التربة ، مجلس السلامة الحيوية انشأ بقانون فى عام 2010م ووقتها كانت الزراعة قد بدأت بالفعل دون اعمال للقانون على قرار السيد وزير الزراعة باثر رجعى ، و بذلك فان عملية الزراعة ابتداءآ لم تخضع لاجراءات صحيحة ، حتى ان اتحادات المزارعين لم تتسلم قرارآ مكتوبآ عندما بداو فى الزراعة و ان الامر لم يتعد توجيهات السيد الوزير شفاهة ، الاجتماع المذكور لم يحضره رئيس مجلس السلامة الحيوية ، وفقآ للقانون حتى لو حضر رئيس المجلس فليس من حقه ان يصدر قرارآ بالموافقة ، حسب نص قانون السلامة الحيوية ،عليه ان يكون لجنة من المختصين للتوصية باتخاذ القرار بعد عمل كل الاجراءات المنصوص عليها فى القانون ، و هذا لم يحدث ، حيث تنص المادة (6) من الملحق الرابع فى القانون على اتباع الاجراءات ( النبات المستورد او الكائن الميكروبي المعدل جينياً من اجل إطلاقه(أ- التقارير عن عمليات الإطلاق في مناطق أخري غير الدولة المستوردة سيتم تقييمها بدقة من خلال اللجنة الفنية للسلامة الحيوية، وسيتم التركيز علي مدي كفاية الاجراءات المطبقة في عمليات الإطلاق السابقة لضمان السلامة،ب- إذا وجد أن الإجراءات المذكورة في (ا) السابقة غير كافية ستقرر اللجنة القومية للسلامة الحيوية. عند اي خطوه في البند (8) يجب أن تبدأ الملاحظة، ج- إذا تقرر أن آليات الإطلاق السابقة كانت علي درجة كافية من الدقة، ستتم الملاحظات في ظروف التجربة بمعزل تام عن البيئة الخارجية لكنها تظل في نفس التربة، والرطوبة ودرجة حرارة الهواء وحالات مجموعة النباتات والحيوانات الماثلة لمجال الإطلاق المستهدف ، د- ستشمل الملاحظات صحة الكائن المعدل جينياً، وصحة الكائن في منطقة الإطلاق المحصورة، والتنوع الاحيائي وبيئة المنطقة،هـ يتم تنفيذ عمليات الإطلاق الميدانية المحصورة الموافق عليها علي المستوي الوطني مع تطبيق إجراءات الطوارئ السليمة لمعالجة اي حالات تسرب محتمله، فهل تمت هذه الاجراءات ؟ سبق لجنة الأغذية بوزارة الصحة أصدرت قرارا بالإجماع برفض عصر البذرة أصلا وقانونا لأي زيت في السوق ولابد أن يسجل لدى هذه اللجنة.. الخطورة تكمن في أن هذا دورة استخدام الزيت تشمل الإنسان ، و الحيوان و التربة و البيئة و يذهب بعض المختصين الى ان البذرة المحورة لا توجد تجارب عالمية مماثلة فى عصرها و استخدامها فى الغذاء و ان الامر فى الدول الاكثر انتاجآ كالهند لا يتعدى استخدام القطن فى الصناعات النسيجية حتى الان ، السيد وزير البيئة والغابات ، د.حسن عبد القادر هلال، حذر فى مرات عديدة من استخدام مشتقات القطن المحور كالزيوت والملابس، واستخدامه كأعلاف للحيوانات، وكشف عن تكوين لجنة للمتابعة واستجلاب عينات وتقييم النتائج للقطن المحور، وحذَّر وزارة الزراعة من إدخال أصناف دون علم المجلس، اذا هذا القطن لم يخضع للاجراءات القانونية واجبة الاتباع لا فى مرحلة الزراعة و لا فى مرحلة عصر الزيت ، عليه فيما الجدال ؟ و هناك قانون سارى واجب النفاذ ، بيان وزارة الصناعة اثار الكثير من الاسئلة و لم يقدم اجابات شافية ، البيان كان خشنآ ويهدد باللجوء للقضاء ، ، هل لدى اى جهة فى البلاد اى دراسة او تقارير حقلية و صناعية عن القطن المحور او زيته ،،