أخبار السودان

علي مسؤولية المرفعين

علي مسؤولية المرفعين

كمال كرار

ماذا يحدث حينما يتولي الذئب أو المرفعين مسؤولية حراسة زريبة البهائم أو قطيع الابقار ؟

ربما كانت الإجابة منزوية تحت عنوان يسمي الأوضاع الصحية في العاصمة السودانية ، ولا أتحدث هنا عن الإسقاط بمعناه الحرفي بل عن وجه الشبه بين السؤال في مقدمة المقال والحال الذي يغني عن السؤال فيما يتعلق بالعلاج والدواء والمرضي وما شابه .

ولنبدأ الحكاية بالمركز الصحي الكائن في امتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم ، والمحاولات المستميتة ? التي نجحت للأسف ? لجعله مؤسسة صحية تعليمية لجامعة مغمورة ، ثم لمركز متخصص للاسنان بهدف خصخصته وتسليع خدماته ، وبالتالي تغيير صفته من تقديم الخدمة الصحية لكل الناس إلي علاج الميسورين والقادرين علي الدفع .

وحكاية مستشفي العيون الذي لابد ان يباع بحسب المقولة الإنقاذية أكسح امسح كيما يستمتع السدنة والتنابلة بالارض المميزة علي شاطئ النيل ، وبالعمولات التي قد تنهمر عليهم إذا ما كان هذا الموقع ملائماً لأثرياء العرب والفرس الذين يريدون إكمال الفتوحات الإسلامية في بلاد العجم السودانيين

ونعرج علي قصة مستشفي الخرطوم والنقليات التي تتواتر لأقسامه المهمة إلي ضواحي الخرطوم ، وعندما تخلص هذه المهمة الثانوية تاتي المهمة الرئيسية التي سيتولاها البلدوزر ، وعندها تنتصب الأبراج الأسمنتية وناطحات السحاب في مكان المستشفي العريق .

ولا ننسي مستشفي حوادث الأطفال قبلة الامهات وذوي الدخل المحدود ، والذي خصص للحالات المحولة فقط ابتداء من مطلع العام الجاري ، ومن أراد ان تثكله أمه أو أن يطرده الحرس المدجج بالسلاح فليهوب ناحية المستشفي وينتظر العواقب .

ومن قبل ذلك كانت حكاية إغلاق مستشفي أمبدة بحجة الصيانة ، ولاحظ الكثيرون أن إغلاق المستشفي المذكور تزامن مع افتتاح مستوصف خاص جداً في الجهة الشرقية المقابلة للمستشفي المنكوب .

وفي مستشفي امدرمان انتزعت الجهة الشمالية الشرقية لتصبح مستشفي البقعة ولا ننسي العبارة المألوفة أدفع وتعال .

وعندما يتم ( تطهير ) الخرطوم من المستشفيات العامة يأتي الدور علي المراكز الصحية ومستشفيات الضواحي حيث نقرأ الإعلانات عن عطاءات لتشغيل مركز صحي الكلاكلة صنقعت ، وشفخانة شمبات التي ( دنقرت )

ولن يهم الطفيلية أن تزداد أعداد الوفيات ، أو ان تهرس الملاريا الطبقة العاملة طالما كان الدولار يدور والأرباح ( تفور)

وهكذا تكسح وتمسح المستشفيات العامة لأن من بيدهم اتخاذ القرار في بلدنا المنكوبة بالإنقاذ (يتكسبون) من مستوصفاتهم الخاصة وشركات أدويتهم وتأمينهم الصحي المضروب

هل عرفنا الإجابة علي السؤال الوارد في بداية المقال أم ان الأمر يحتاج لدرس عصر ؟

عصر بضم الصاد لا بكسرها وتلك تعني الرشوة التي أدمنها الإنقاذيون .

الميدان

تعليق واحد

  1. تحتاج فعلا لدرس عصر لحدي المغرب ..

    بالرغم من أني أتابع كتاباتك المعبرة فعلا لكننا في

    النهاية نرجع ونقول ثم ماذا بعد؟

    الإنقاذيون سادرون في غيهم (أو قيهم) ولا يهتمون “للنباح”..!!

    هنا تبدأ حاجتنا لدرس العصر “العملي”

    الذي يتحدى العبث الإنقاذي يالمواقف العملية …

    ونسأل انفسنا فعلا كيف تتم كل هذه التجاوزات وغيرها دون أن نتحرك

    بفعالية ضدها ؟

    لا أقصد هنا تعبيرات مثل “الشعب جبان ” أو “كسلان” من الحلول السهلة

    التي لا تساهم بقدرما تزيد الأزمة عمقا ..

    نريد إجابات لأسئلة “عملية” .. تنير لنا طريق المقاومة الفاعل

    لكي لا نسكت حينما يتم مصادرة حق المساكين في الحياة الكريمة في تلقي

    ابسط أنواع العلاج .. لا نسكت .. نبدي أي نوع من المقاومة تبدأ بالبسيط

    وتنتهي بالجامح …

    بعض الأحيان أفكر بأن أكتوبر وأبريل هما مشكلة الحراك في السودان …

    ليس علينا أن ننتظر إستنساخهما مرة أخرى لأن أبالسة الكيزان يعرفون

    كيف يتحايلون عليهما “عمليا” …

    ولنقلها بكل شجاعة أن من أكبر المشاكل التي ورثناها عن أكتوبر وأبريل

    هو الحلول السريعة والسهلة والتي كان نتاجها الضياع السهل والسريع ايضا

    نسبة لعدم تجويد وتركيز المشوار الثوري في نفوسنا

    لا بأس أن نبدأ بـ”عصيانات” بسيطة ونصبر عليها حتى نبني أسس

    ثورية حقيقية لا يستطيع ايا من كان تجاوزها ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..