عزمي أحمد خليل استطاع إرساء دعائم مدرسته المتفردة في شعر الغزل

الخرطوم ? صديق الدخري
لم يكن يكتب قصائده كما يفعل الشعراء من مجايليه على كثرتهم، بل كان يرسم لوحة ناطقة بالكلمات، ولهذا تفرد الشاعر عزمي أحمد خليل ليس في النظم، إنما في اختيار مفردات ومعاني قصائده التي شكلت حالة خاصة في الوسط الفني الذي استقبلها بعناق حار وحفاوة غير مسبوقة، لما تحمله من مضامين واتجاهات ضمت بين العاطفة الصادقة والفكر الفلسفي والتحرر الوجداني من الكبت المجتمعي الذي عُرف به المجتمع السوداني دون غيره.
عزمي الذي درس الفلسفة والمنطق وعلم النفس بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، استطاع مزج هذه المعارف الأكاديمية بالثقافة المحلية والموروث الشعبي ليصنع منها درراً غنائية، جعلت منه حادي الشعر الوجداني والهزائم العاطفية بامتياز.
كنا دايرينك معانا إلا أبيت طريقنا/ ولسه ما قادرين نسيبك وانت سبته الريح تسوقنا
وقالوا يوم سالوك علينا لألأ في خدك شروقنا/ وقالوا زي داريتو شوقك وشوف غلبنا نداري شوقنا/ وشوف نجمنا كمان ظلمتو ولسه نجمك ضاوي فوقنا.
أحاديث في الأشعار
في السياق، قال الشاعر والباحث عبد المنعم دفع الله لـ (اليوم التالي): تمكن عزمي القادم من أقصى شمال السودان التكيف مع أجواء العاصمة التي كانت في أوج غنجها في حقبة الستينيات من القرن المنصرم وكغيره من مثقفي تلك الحقبة الذين جاءوا من الأرياف تمدن بالكامل، ولم يبق له من ريفيته إلا طيبته وابتسامة أهله الذين طوع معاني أحاديثهم العذبة في أشعاره المبهرة. وأضاف: كان يأخذ من أحاديث الناس في الشارع ويطوعها في مفردات اغنياته ولهذا عندما يستمعون للأغنية يجدونها قريبة منهم لانها جزء من مفرداتهم واحاديثهم فيتشبثون بها ويحفظونها على ظهر قلب. وتابع: حفظت ذاكرة الشعب غزلياته التي توشح بها الفنان هاشم ميرغني دون غيره من الفنانين الذين لم يعدم بعضهم شرف مشاركته في ينبوع غرام (عزمي) المتدفق.
مدرسة متفردة
من جهته، قال الناقد الفني مبارك الأمين لـ (اليوم التالي): المتأمل لشاعرية عزمي من جوانبها المتعددة يجد أنه استطاع إرساء دعائم مدرسته المتفردة في شعر الغزل على منوال كان غيره يهاب علانية الخوض فيه لقربه من ما يطلق عليه الانهزام الوجداني أو العاطفي الذي كان يُواجه بحرب ضروس من كثيرين يتقدمهم الشاعر (محجوب سراج) الذي جاهر بثورته على الهزيمة العاطفية في معظم قصائده التي منها رائعته (الجرح الأبيض). وأردف: خالف عزمي أحمد خليل هذا الدرب واختار منهجه الشعري الذي عرف بشعر (المشوكشين)، وهو وصف دارجي ينطبق بالحافر على شعره ?والله عـشــانـك يـا مــا صـبـرت لـمـا الصبر فتر من صبري / ولـمـا نـسـيــت الـدنــيـــا وحاتك من أعمارنا سنينها بتجري/ لا اتـلـومـتــه مـعـاك لا لـمـتـك وقلته براك بتحـس بي قدري/ وقـلــت عـلـيـك بـكـره بتتغير والقى في ريدك فرحـة عمري / الا لــقـــيــــتـــك لـســع تـايــه فـي دنـيـــاك ومـتـــوه امـري?.
انكسار عاطفي
واصل مبارك حديثه قائلاً: هذا هو المنهج الشعري لعزمي الذي لم يغيره قط حتى أصبحت كل قصائد الانكسار العاطفي تنسب له وهو القائل: ?رجيتك وفي انتظار عينيك كملت الصبر كلو/ انا واشواقي والساعة معادك جينا من قبلو/ لمن راح زمان جايتك وطال في دربي ما طلو?. وتابع: حلق عزمي بالعاطفة بعيدا على أجنحة الحرف المموسق والشجى، وارتاد بها فضاءات الخلود الأبدية في وجدان المستمع.
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. بتزكر مرة قلت التعليق ده علي أغاني هاشم مرغني( أغاني المشوكشين) ، في الحافله يتاعت الترحيل من الجامعه والبنات ضحكو علي كنت قائله معناها ضحكو علي التعليق

  2. حان الزفاف وانا حالي كيفن اوصوفو…

    يا حليلك يا عزمي….. يا بلاد العم سام ادونا قطرة من عزمي…

  3. بتزكر مرة قلت التعليق ده علي أغاني هاشم مرغني( أغاني المشوكشين) ، في الحافله يتاعت الترحيل من الجامعه والبنات ضحكو علي كنت قائله معناها ضحكو علي التعليق

  4. حان الزفاف وانا حالي كيفن اوصوفو…

    يا حليلك يا عزمي….. يا بلاد العم سام ادونا قطرة من عزمي…

  5. عطفا على راى الاستاذ الشاعر الباحث عبد المنعم دفع الله احب ان اصحح معلومه عن الاستاذ الشاعر الكبير / عزمى احمد خليل

    عزمى صديق طفوله من مولده فى مدينة بورتسودان وفى حى بيوت 14 ( لعن الله من ازالتها وباعتها ) جوار النادى القبطى وسراى البربرى وكنا حيران ملتصقين الجدران ودرس الابتدائيه فى بورتسودان وكان والده احمد خليل يعمل موظفا فى مصلحة البريد والبرق ثم انتقل مع الاسره الى اروما ثم الى كسلا التى ظهر فيها نبوعه فى الشعر وجوده اكثر فى جامعة القاهره الفرع االنيلين حاليا

    طال الزمن ولم التق به الا فى اوائل السبعينات فى مقهى جروبى جوار نادى حى العرب وكان لقاءا قصيرا لانه كان يعمل مدرسا فى قرية شقر ومن بعدها لم اسمع عنه شىء الا عندما التقيت بشقيقه لطفى فى مدينة جده عام 2005 وعرفت انه مقيم بامريكا
    وبناء على ذلك فان عزمى اتى الى الخرطوم متشربا المدنيه منذ ولادته وان كان ينتمى الى وادى حلفا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..