القرشي.. وقود الثورة

  رسمه:  محمد  داوود
في العام 1945م، تخلق أحمد القرشي طه محمد صالح، الشهير بـ(القرشي)، في قرية القراصة، وترعرع وسط عائلة تضم 3 أبناء و5 بنات، ومنذ صباه الباكر درس في خلوة القراصة لصاحبها الشيخ ميرغني، ومن ثم إنتقل إلى خلوة جده الشيخ الصديق، ومن ثم شق طريقه نحو مدرسة (نعيمة) الأولية،  ولم يستقر به الحال فيها، فانتقل إلى مدرسة الدلنج الأولية بمدينة الدلنج جنوب كردفان، وذلك بسبب عمل والده بالتجارة وتنقله المستمر، وأكمل القرشي تعليمه الإبتدائي بها.      ثم انتقل بعد ذلك ليواصل تعليمه في مدرسة أبوجبيهة الوسطى، ومن ثم غادر إلى الفاشر ليتلقى تعليمه الثانوي بمدرستها الوسطى، ويبدأ مشواره الجامعي بجامعة الخرطوم ويدرس الأحياء بكلية العلوم، فقد كان القرشي شاباً هادئاً يحب ممارسة  رياضة كرة القدم، ولعب أوراق الكوتشينة، وحريص على تأدية واجباته الدينية من صلاة وصوم، كما وصفه شقيقه عبدالمتعال بالهدوء رغم إنه قاد أول إعتصام طلابي بمدرسة الفاشر الثانوية احتجاجاً على نقص الكتب والمعلمين، حيث تم فصله من المدرسة لبعض الوقت، وأعيد لإكمال دراسته بعد أن تعهد كتابة لمدير المدرسة بعدم تكرار ما قام به.                                           
 جدلية الأيدلوجيا:                                                       
               ما أن تحين ذكرى أكتوبر، تجد حمى الإنتماء والأيدلوجيا تثار من قبيل تياري (اليمين واليسار)، صراع تاريخي مازال مستمراً، على الرغم من أن الكثير من الخبراء يذهبون بالقول الى أن لا فائدة من هذا الصراع، وإن كان فكرياً حتى لا يكرس لتباعد الخطوط تماماً مابين التيارين، وبالتالي تتوسع بؤرة الصراع.                    وفي هذه النقطة تحديداً، فقد أكد أحد المشاركين في تلك الندوة الشهيرة، الدكتور عبدالله علي إبراهيم، في مدوناته التوثيقية، بأن صراع الإنتماء للقرشي نشب بين التيارين بسبب البيان الذي أصدره السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني بعد نجاح الثورة، وكان البيان ممهوراً باسم عبدالخالق محجوب عثمان، ولأول مرة يوقع عبدالخالق اسمه ثلاثياً، وقال عبدالله إن البيان أكد أن استشهاد أحمد القرشي طه أحد تضحيات الحزب الشيوعي خلال سنوات الفريق عبود، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الإسلاميين، ووصفوا ماجاء في البيان بأنه إدعاء، وردوا عليه بأن القرشي كان (مصلياً وصواماً قانتاً عابداً، ومعاذ الله أن يكون شيوعياً)، وهو الأمر الذي يراه اليسار غير مقبول لربط الصلاة وغيرها بالإسلاميين فقط.. الأمر الذي جعل أستاذ جامعة الخرطوم وقتها الأمريكي، بروفيسور كليف تومسون يقول في توثيق له، إن المشهور عن أحمد القرشي أنه كان يسارياً منذ أيام دراسته الثانوية بالفاشر، وكان في ذات الوقت محافظاً على واجباته الدينية.                            ومن أسرته فإن شقيقه عبد العال قطع بالقول بأنه كان ينتمي للجبهة الديمقراطية، فيما أكد زميله وابن عمته عبد الرحيم الأمين، وهو أحد الذين كانوا يسكنون معه في غرفة واحدة بداخلية البركس عدم وجود أي علاقة تنظيمية للقرشي بأي من التيارين.وفي هذا السياق يروي بروفيسور الطيب زين العابدين -أحد الكوادر الإسلامية الناشطة- تلك الأيام في التيار الإسلامي بجامعة الخرطوم، أنه زامل القرشي في كليات الوسط بجامعة الخرطوم، وكانا في السنة الأولى وقتها، ويؤكد أن القرشي كان ضمن طلاب الجبهة الديمقراطية، وكان يتلمس طريقه في الانتماء السياسي، ولم يكن له أي نشاط ظاهر في الجامعة مع الإسلاميين، من واقع معرفته بكل الطلاب المنتمين للتيار الإسلامي.
آخر لحظة.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..