كبسولة اليوم.. الاستهبال السياسي

بقلم: مجدي عبد القيوم (كنب)
ثمة نوع من الاستهبال السياسي ظلت تمارسه القوى السياسية التي تجيد صياغة الشعارات وربما الادق حياكتها وارتداءها كحلة براقة في بازار السياسة السودانية ثم تسقط عند أول اختبار واقعي في موقف يمثل قمة تجلي التناقض بين النظرية والسلوك.
إن شواهد السقوط المريع لهذه القوى البائسة بلا استثناء تاريخيا ليست بحاجة لتبيان ولعل هذه الحرب نضت الدثار وخلعت ثياب الحياء عن جل القوي بل ونزعت حتى ورقة التوت التي تغطي عوراتها فليس من سقوط اكثر بؤسا من السقوط في امتحان الوطنية. اذا كانت هذه القوي تتحدث في بياناتها عن المؤامرة علي البلاد وسيناريو تقسيمها ورفضها القاطع لذلك ثم تتواطأ مع المشروع الاستعماري بالدعوة لتفكيك الجيش وحظر الطيران والتدخل الدولي بذرائع اوهي من خيط العنكبوت فهذا هو الاستهبال السياسي بام عينه وعلى قول المأثور الشعبي” الاستهبال الامو بت عم ابو”.
حقيقي لا يمكن لهذه القوى البائسة من أقصى اليمين إلي اقصي اليسار الادعاء بأنها تبحث عن السلام والعدالة والديمقراطة وبعضها يتحالف مع مليشيا تمارس كل هذا السلوك الاجرامي الممنهج بل وتمضى نحو تقسيم وتجزأة البلاد تحت غطاء خطاب التهميش و المظلومية والادهي والانكي الحديث عن مشروع السودان الجديد والسير علي خطى المغدور المفكر الدكتور “قرنق” وارثه الباذخ !!!! والبعض الآخر يكتفي بالشجب والادانة ويمارس تغبيش الوعي بمنهجية بما يمثل تواطوء صريح بلا تزويق أو مكياج.
اي سودان هذا الذي يعيد بناءه القتلة والمجرمين والمتواطئين مع المشاريع الاستعمارية وسيناريوهات تفكيك الدول ؟ أي ثورية هذي التي تغض الطرف عن مفهوم التناقض الاساسي والتناقض الاساسي؟ أي فكر هذا الذي لا يعتد بالحد الفاصل بين الدولة والسلطة الحاكمة!!!! ولاكمال سيناريو الاستهبال السياسي تعقد هذه القوي البائسة الندوات التي تبحث أسباب اتساع ” الهوة” بينها وجماهير الشعب المغلوب علي امره !!!!! الشعب الذي تركته نهبا لتتار العصر الحديث وتحت رحمة بطشه وتنكيله يقاسي مرارات النزوح واللجوء ويكابد عناء وقساوة اجترار مشاهد اغتصاب الحرائر وامتهان كرامة الشيوخ. الشعب الذي يرى قيادات هذه القوى البائسة تتنقل ما بين صالات مطارات الدول التي تتأمر علي بلاده!!!! الشعب الذي يبحث عن ‘لقمة” لسد الرمق حتي بين أكوام بقايا طعام المترفين الذين نهبوا أموال البلاد وراكموا الثروات من فائض قيمة عرق البرولتاريا الرثة ليقتنوا الكلاب والقطط التي تبلغ اسعارها الالاف من الدولارات وتضاهي كلفة وجباتها اليومية ومنظفاتها الصحية الراتب الشهر
ي لموظفي الدرجات القيادية في الخدمة المدنية !!!! اي ثورية هذي التي تحنط الأحزاب وتضعها في ثلاجة حفظ الموتى!!!! “ثم تنادي يا جماهير الشعب السوداني قوموا إلى ثورتكم” الشعب الذي يتحدثون باسمه ويخصون شبابه الذي سدوا امامه الأفق بافكارهم البائسة ومواقفهم المخزية والإصرار على عدم الخروج من روزنامة التاريخ والتجول في ردهات المتاحف ودار الوثائق والافكار التي انقطع عنها “الطمث” يمينا ويسارا.
مداميك
لماذا ترفض حظر الطيران والغاء الجيش لجيش اعاق الحكم الوطني وقيام دولة مجرد دولة فقط ، جيش يقاتل بجانب الحركة الشيطانية ، سلاح طيران يقزف المناطق ألمدنية .
من يقول إصلاح الجيش لم يصيب ، ومن طالب بإلغاء الجيش السوداني فقد أفلح وأصلح البلد