الحلم والأماني المشنوقة؟؟!!

٭ الأمل هو الحلم.. والخلاف بين الحلم والواقع لا يسبب كثير ضرر اذا كان صاحب الحلم صادق الإيمان عميق القناعة بحلمه وأمله.. واذا كان تأمله في الحياة من حوله بانتباه وقوة ملاحظة حاضرة ومتيقظة للمقارنة ما بين الحلم المأمول وحركة العمل لتحقيق هذا الحلم.
٭ وحتى اذا كان العمل صادقاً وبصورة عقلية ووجدانية معا نحو الهدف تتكون نقاط التماس بين الحلم المأمول والواقع.. وعند وجود هذا التماس تسير كل الامور على ما يرام.
٭ اذن ما هي طبيعة أحلام الفرد وأحلام الشعوب وأحلام الأمم؟
٭ الإنسان العادي يحلم في دائرته الخاصة الضيقة.. يأمل ويحلم أحلامه المحدودة في حياته كأن ينجح في الدراسة او التجارة أو.. أو.. الخ.
٭ والإنسان غير العادي.. الإنسان المتقد الوجدان المشبع بالحس الوطني يحلم في دائرتين ويربط بين الأشياء يحلم للوطن وللإنسانية ومن خلال هذا يأمل لنفسه ولا يفكر في الخلاص الذاتي او الحل المؤقت المحدود.
٭ ومن مجموع هؤلاء تأتي أحلام الشعوب بالعزة والمتعة والرخاء والسلام والعدل والمساواة.
ويظل الحلم يكبر.. ويكبر.. كل الثورات التي انتظمت تاريخ البشرية بدأت أحلاماً وآمالاً وأماني كبيرة ولحظات نجاحها تكون البداية لخلق نقاط التماس بين الواقع والحلم.. وكلما كثرت هذه النقاط اتسعت مساحات الحديث والململة والنقنقة وتزاحمت المصطلحات والمسميات.. رفع المعاناة.. تسليم السلطة للشعب.. المشروع الحضاري..التمكين الازدواجية.. الوفاق.. التفاوض.. الحرية.. الديمقراطية التعددية.. التجمع.. التحالف.. الرقابة.. التدخل الاجنبي.. المجتمع الدولي.
٭ باختصار وجد الإنسان السوداني نفسه في هذه الايام وسط لجج من الكلام.. جعلته في حالة هرولة ما بين اليقين والأمل حتى أوشكت أنفاسه ان تنقطع لجج كلام يشبه كلام أهل بيزنطة حول هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟ ويشبه كلام فقهاء الغساسنة حول ماذا تفعل المرأة اذا نمت عنها «لحية» «ذقن» هل تحلقها ام تتركها؟ بينما الواقع يزداد كل يوم تعقيداً وقتامة.. وقطاع كبير من ولاة الامر يشغلون انفسهم في البحث عن كيفية يعاقبون بها الذين تتطاول اقلامهم او السنتهم عليهم وعلى انجازاتهم التي لا تظهر وسط تلال واهرامات المعاناة.. معاناة في كل نواحي الحياة.. ومسؤول آخر يتحدث عن الرخاء.. بل وزير المالية ذات نفسه يقول ليس هناك جوع ولا غلاء وكل شيء تمام التمام.. وآخر ايضاً يقول ان المحال التجارية ملأى بالخبز واللحم والعنب والتفاح والكمثرى.. ولكن هل يشبع الناس بالنظر.. فالغالبية الساحقة تنظر لهذه الاشياء في اماكنها معلقة في الاكشاك وواجهات المحال ويتعمق احساسها بالحرمان كل يوم وتقف منكسرة امام أمانيها وأحلامها المشنوقة على أعمدة نظام أمل الإنقاذ.
أواصل مع تحياتي وشكري

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..