نظرة للدين فى إطار عقلانى

نظرة للدين فى إطار عقلانى
تواجه حركة الفكر الاسلامي المعاصر اشكاليات عميقة تتصل بعقلانية الدين، وتمس على السواء المنهج، الخطاب، الآليات، والممارسة.
وليس الجدل حول الخطاب العقلاني الديني جديداً، كما يحاول البعض أن يوحي بأن موضوعة العقلانية موضوعة غربية محض، فالجدل الصوفي، العرفاني، الوعظي? من جهة، والفلسفي، الكلامي، المنطقي من جهة ثانية? والاصولي، الفقهي، التاريخي من جهة ثالثة تعبير جليّ عن صراع في العمق حول عقلنة الدين والخطاب الديني، مع الاعتراف الكامل بأن الاسهام الغربي على هذا الصعيد كان بارزاً جدّاً نسبة لثراء التجربة الدينية المسيحية و كثرة تجاربها لقدمهاالزمنى بالاضافة للحروب الفكرية و الدموية التى تاهت فيها المسيحية مع نفسها او ضد غيرها, نتج عن ذلك شيوع و غنى الدراسات النقدية التحليلية التى ضربت بسهم وافر فى تطور الفكر الغربى.
كما أن الدفاع العقلاني عن الدين، يستدعي اليوم تركيب الاجزاء المبعثرة من الصور التي نحملها عنه، أي يجب تقديم الدين في صورة متكاملة، وهذا التبعثر في المفاهيم يقف على النقيض من المنحى العقلاني، الأمر الذي يلزمنا في أبسط صوره بقراءة الدين والتراث قراءة شمولية مشرفة، والخلاص من القراءات المحلّية له، أي من قراءته كفقه، أو تاريخ، أو عبادة أو عقل أو اقتصاد أو?، وبهذه الروح المشرفة غير الضيقّة بإطار محدّد يمكن اكثر فأكثر إبداء الوجه العقلاني للدين دون الدخول في متاهات مظلمة.
الدفاع العقلانى عن الدين إنبرى له بعض ممن يروجون للإعجاز العلمى فى القرآن الكريم و هو شئ رائع ينسجم مع قوله تعالى:
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصلت 53
من الأوفق تسمية هذا الفرع البحثى باللطائف أو الإشارات القرآنية ,من الناحية اللغوية إذا سميناه بإعجاز لما ظل على وجه الأرض جاحد للدين , قال تعالى :
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)الشعراء
فهم الإشارات القرأنية عن طريق ربطها بما توصل إليه علم الإنسان المحدود يجب أن يكون بشروط منها الفهم الموسوعى للبحوث العلمية و نتائجها بالاضافة للفهم الممتاز لفنون اللغة العربية و فنون تفسير و تأويل القرآن الكريم,أيضا لا يجب رفض هذا النوع من الفهم حيث أنه يتماشى مع الآية الكريمة التى تحتوى على (سنريهم آياتنا).
كما أن من يجادل فى آيات الله عليه أن يكون راسخا فى العلم و متأكدا مما يقول أما إن كان ممن فتنه العلم البشرى المحدود و كابر فأولئك يقول تعالى عنهم:
(وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) الإسراء 46
كان لى مقال فى الراكوبة بعنوان (التطرف الدينى مرض فكرى و عضوى أيضا) , أشرت فيه إلى جزئية الناصية المشار إليها فى القرآن الكريم على أنها مسؤولة عن سلوك الإنسان مما ينسجم مع أحدث البحوث العلمية الرصينة فى مجال تحليل السلوك الإنسانى و دراسة الدماغ, و كمثال أرجو أن أورد تعليق أحد القراء المحترمين على ذاك المقال يوضح سوء الظن الذى يعتور أذهان الكثيرين عن الدين الإسلامى و القرآن الكريم:-
إقتباس:
أخ صلاح في اشياء كثيرة في مقالك غير مقنعة منها قولك:
كما أن القرآن الكريم فى سياقه قد نهى عن الغلو و التطرف فى قوله تعالى:
“(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ…). إلخ الآية.”
أنت تعلم بوجود آيات كثيرة يفهم منها عكس هذا المعنى تماما كقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ إلخ الآية) وقوله:
(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم إلخ الآية)
وهي آيات يستند عليها المتطرفون في ممارساتهم الوحشية.
أما التطرف المسيحي فقد انتهى منذ زمن طويل وليس هذا دفاعا عنها
أما قولك : (الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الديني متعددة، منها: الانحراف عن معايير العدالة والعقلانية، فكثيرون من معتنقي الأديان يؤمنون بالدين بشكل بعيد عن تحكيم العقل، وهناك أمثلة في جميع الديانات والمذاهب حتى الإسلامية منها. وحتى ولو ظهر للشخص المتعصب الحق في دين أو مذهب معين، نجده في الغالب يبقى مصرًّا على رأيه ولا يزن الآراء بميزان العدالة والعقلانية).
المسلم يأخذ دينه بالوراثة (الفطرة) وليس بمعيار العدالة والعقلانية ومن هنا يأتي التشدد والتعصب خصوصا عندما يسمع أو يقرأ الحديث : (من بدل دينه فاقتلوه).)
محاولة ربط القرآن بالعلوم الحديثة في هذا العصر تضر ولا تنفع لأن الآيات أنزلت على قوم ذوي فهم متواضع لا يعرفون شيئا عن الأرض التي يعيشون في جزء صغير منها ولا عن الفضاء والمريخ والقمر الذي تم استكشافه والوصول إليه.
قبل مدة قريبة أفتى أحد شيوخ الإسلام بكفر كل من يقول بكروية الأرض.
لذا أرجو أن يكف المتأسلمون في هذا العصر عن ربط المخترعات والمكتشفات والتقدم العلمي الهائل بالقرآن ثم يدّعون السبق العلمي ليفرحوا بذلك المسلمين ويوهمونهم بالتقدم وحيازة قصب السبق مع ان الواقع المؤلم يشير الى انهم ليسوا كذلك بل هم في ذيل القائمة – قائمة الدول الأكثر تخلفا.
إنتهى الإقتباس
سأورد فيما يلى ردى على هذه التساؤلات الكثيرة:
القرأن الكريم لا يشجع على العدوان و لا على التطرف, القتال شئ فطرى و أصيل فى المجتمعات البشرية إما للعدوان أو الدفاع, كل دول العالم لديها جيوش و تسمى وزارة الحرب لديها (وزارة الدفاع) ,الدراسة المتأنية غير المتحيزة لتأريخ الإسلام و سياق حروبه الظرفى تكشف عن أن حروب الإسلام الأولى على الأقل فى عهد الرسول الكريم كانت دفاعية و احيانا إستباقية على قوم أرادوا وأد الدعوة فى مهدها بعدة وسائل منها الحرب الإقتصادية و حرب الإبادة بل و قتل الرسول.
مؤخرا شهد شاهد من أهلها, مهندس برمجيات غربى لا صلة له بالدين أدخل كلا من القرآن و الإنجيل و التوراة فى برنامج لكشف أى الكتب أكثر إحتواء على الألفاظ العنيفة فكان القرآن أقلها!!!.
من الغريب أن قارئ آخر أشار فى سياق تعليقه على أحد مقالاتى إلى أن القرآن الكريم كتاب وحشى و أشار إلى (فضرب الرقاب…الآية) , ما أود قوله هو أن أداة القتال الرئيسية فى ذلك الزمان كانت السيف و شئ طبيعى أن يبادر الجندى لقتل عدوه بأقصر الطرق و أفضلها لتحقيق النصر.
كل معاهد التدريب العسكرية العسكرية فى زماننا تدرس طلابها كيف يقتلون العدو بأسرع و سيلة بل و فى بعض الأحيان بالجملة!!!
إن كانت هناك جماعات متطرفة فهمت الدين خطأ فهذا شأنها و لا تحسب على الدين.
الدين أصلا فطرى و منطقى و كثير من العلماء الذين آمنوا بوجود الله إتبعوا أدق التفاصيل الكونية فلم يجدوا بدا من وجود إله سرمدى مدبر حكيم خارج إطار الزمان و المكان أو أى أبعاد تعرفها عقولنا, كما إقتنع كثير منهم بأن الإنسان مخلوص خاص و يمكن أن تكون له طاقات خاصة مثل الفيلسوف كولن ولسن فى كتابه (الإنسان و قواه الخفية), للكون غائية ووجود الإنسان على الأرض أعلى سلم الكائنات و قوى الطبيعة محكوم بهدف هو إبتلاءه و تمحيصه.
الجنة و نعيمها و النار و جحيمها للأبد ليستا فكرتين ساذجتين, الجنة و النار لأبد و الأبد فى القرآن محدود ببقاء السماوات و الأرض و اللتان أجمع القرآن و العلم الحديث أن بقاءهما محدود, الهدف من الجنة التخلص من أشواق الحياة الدنيا (هم فيما إشتهت أنفسهم خالدون),الغرض من النار هو التطهر من الظلام الذى دخل على روح الإنسان التى لم تتزكى فى الدنيا.
صار المحك هنا و قالها القرآن الكريم بوضوح فى أكثر من موضع أن أنبياء الرسالات السماوية كلهم أرسلوا من قبله و كلهم نادوا بالإسلام بدءا من نوح و موسى و عيسى عليهم السلام ,فالإسلام ليس الدين الذى نادى به محمد صلى الله عليه و سلم فقط,الإختلاف الوحيد بينهم هو فى إختلاف الشرائع.
المشكل فى الأديان السماوية هو أن كل فئة عبر جماعاتها و طوائفها صبغت دينها بصبغتها الخاصة فصار الدين بدل أن يكون مدخلا لتنظيم دنيا الناس و هدايتهم روحيا صار مثل (هلال-مريخ) و فى أحيان كثيرة مدخلا للتشظى و الإنقسام و التقاتل و إستغلال الناس بواسطة الحكام.
أما القول بأن القرآن هو دين المتخلفين فهذا ليس بصحيح, لقد قامت نهضة الحضارة الحديثة فى القرون الوسطى على ما خلفه العلماء العرب و فى عصرنا الحالى يمثل العرب نسبة قليلة من المسلمين الذين توجد أعداد هائلة منهم فى بلاد أخرى متطورة حضاريا, القرآن نزل بين العرب و أهل الكتاب و كانت اللغة العربية هى أكثر اللغات تطورا فى ذلك الحين و مازالت ,القرآن يقول فى معظم آياته أن الإسلام هو دين و أن القرآن يخاطب كل البشرية على سواء و ليس العرب فقط.
القرآن الكريم هو الكتاب السماوى الوحيد الذى لم يتعرض للتحريف و هو فى قمة هرم التشريع بالنسبة للمسلمين , بالإضافة للسنة المدونة و التى فهمت خطأ فى كثير من الأحيان على أنها فى نفس مرتبة القرآن الذى تعهد الله سبحانه و تعالى حفظه و قد صدق وعده,لو تعهد الله سبحانه بحفظ السنة لما إستطاع أحد أن ينازعها, السنة المدونة يدعى مناصروها أن من دونوها هم نفس من دونوا القرآن و أنها أحيانا تنسخ القرآن, ليس صحيحا أن من دونوها هم نفس من دونوا القرآن فالسنة دونت فى عصر متأخر هو العصر الأموى و السنة المدونة لا يمكن أن تنسخ القرآن الذى أوضح فى كثير من أياته أن لا مبدل لكلماته و أنه أحسن الحديث.
السنة المدونة و تراث السلف لا يمكن رميهما لكن لا بد من تنقيحهما و رفدهما بمعطيات الحياة الحديثة و تطوير علم أصول الفقه, هناك كثير من الأحاديث التى أثبت العلم الحديث صحتها كما سنرى فى مثال قادم.
كون أن بعض المشايخ أفتى بكفر من يقول بكروية الارض هذا لا يحسب على القرآن أو الإسلام و إنما على صاحبه,مع تحفظ العبد الضعيف على فكر إبن تيمية بصفة عامة إلا أنه أقر بكروية الأرض!!!!
إقتباس
ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أبي الحسين ابن المنادي رحمه الله ، حيث قال ” وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد : لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة.
قال : وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة . قال : ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد ، بل على المشرق قبل المغرب ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (25/195) باختصار.
وقال أبو محمد ابن حزم رحمه الله : مطلب بيان كروية الأرض
قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به ، وذلك أنهم قالوا : إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية ، والعامة تقول غير ذلك ، وجوابنا وبالله تعالى التوفيق : أن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة ، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها … ” وساق جملة من الأدلة على ذلك “الفصل في الملل والأهواء والنحل” (2/78)
ومن الأدلة على كروية الأرض
قوله تعالى : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5
وقد استدل ابن حزم وغيره بهذه الآية
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” الأرض كروية بدلالة القرآن ، والواقع ، وكلام أهل العلم ، أما دلالة القرآن ، فإن الله تعالى يقول : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) ، والتكوير جعل الشيء كالكور ، مثل كور العمامة ، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض ، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية ؛ لأنك إذا كورت شيئاً على شيء ، وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية.
أنتهى الإقتباس
مثال أخير على ربط المكتشفات العلمية بالقرآن الكريم بل و بحديث غريب فى السنة,هذا المثال أورده لى قريب ملحد يأخذ علمه من المواقع الإلحادية ظانا أنه قد إكتشف الذرة!!! قال لى قريبى أن القرآن الكريم يقول أن الأرض مسطحة و إستشهد بقوله تعالى:
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)الغاشية
حتى تتضح الصورة الكلية الشاملة دينيا و لغويا و علميا أرجو أن أضيف الآيات التالية:
(ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَٰشاً وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة 22
(أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً) النبأ6
(وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ) الشمس 6
(وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) النازعات 30
(وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الرعد3
(وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ) الحجر19
(وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) ق 7
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) هود7
و من التوراة
وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه .سفر التكوين الإصحاح الأول 2
و من السنة المدونة:
روي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله: كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الأرض, والحديث ذكره الهروي في غريب الحديث كما ورد حديث مشابه أخرجه الطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ موقوفا عليه: أنه ـ أي البيت الحرام ـ كان أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السماوات والأرض زَبدة ـ بفتح الزاي, أي كتلة من الزَبد ـ بيضاء فدحيت الأرض من تحته. ومثله ?أول ببيت ظهر على وجه الماء عند خلق السموات والأرض خلقه الله تعالى قبل الأرض بألفي عام وكانت زبدة بيضاء على الماء فدحيت الأرض من تحتها.
أما من حيث المعنى اللغوي في لسان العرب:
السطح: ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء أَعلاه! وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها.
البسط: نقيض القَبْضِ! والبِساطُ ما بُسِط
الدحي: الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها.
المهاد: الفِراش. وقد مَهَدْتُ الفِراشَ مَهْداً، المِهادُ أَجمع من المَهْد كالأَرض جعلها الله مِهاداً للعباد.
طحاها: طَحَاه طَحْواً وطُحُوّاً: بسطه.
الفراش: فَرَشَ الشيء يفْرِشُه: بسَطَه. وقوله تعالى: الذي جعل لكم الأَرض فِراشاً؛ أَي وِطاءً لم يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لا يمكن الاستقرار عليها.
و أخيرا نأتى لكلمة (أنظر كيف) التى فتنت الملحدين و هى كلمة مركبة نجدها فى بعض الآيات مثل:
(انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) الانعام 24
(انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا) الفرقان 9
(انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ) النساء 50
و هناك المزيد و آخرها ما نتحدث عنه هنا فى هذا الموضع:
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)الغاشية
من الواضح من الآيات أعلاه أن الكلمة المركبة( أنظر كيف) فى القرآن الكريم ليس لها علاقة بالنظر بالعين المجردة بل معناها مختلف تماما و هو هنا يدل على التعمق فى تفاصيل تفاصيل الامور عن علم و رؤية!!!!
أرجو أن أشير إلى أن أفضل وسيلة لفهم ألفاظ القرآن هى القرآن نفسه بالاضافة للمعاجم العربية القديمة حيث أن اللغة كائن حى يتغير بتغاير الازمان و الظروف لذا فقد حفظ القرآن معانيه بشفرة مودعة فى تكرار الكلمات و الألفاظ فى عدة آيات حتى لا يضل القارئ و المستنبط عن المعنى القرآنى
فى مقال قادم إنشالله سأعالج كلمة بسيطة وردت هى (جعل) و أبين صلتها بمعانى علمية كشفها عصرنا الحديث للإنسان و ليس للعرب فقط!!!!
*المراجع
الموقع الرسمي للشيخ حيدر حب الله
[url]www.islamqa.info-[/url] موقع فصلت للإعجاز العلمى فى القرآن الكريم-
صلاح فيصل
[email][email protected][/email]
أبسط أسئلة العقلانية :
1 ـ لماذا كل الرسل و قصص القرآن و الأحداث جاءت في مساحة صغيرة ربما أقل من نصف في المائة من مساحة اليابسة و لم يتم ذكر أي شيء عن بقية آسيا و لا أوربا و لا افريقيا و لا الأميركتين و لا استراليا ؟
2 ـ لماذا تم إرسال الرسل بصورة عشوائية لا تتناسب مع العلم الإلهي كما يصوره رجال الدين أي أنه تم إرسال ست رسل دفعة واحدة : إبراهيم و ابن أخيه لوط و ابنيه اسحاق و اسماعيل و حفيده يعقوب و ابن الحفيد يوسف و كذلك اثنين معا : داوود و سليمان ، ثم ثلاثة معا : موسى و هارون و شعيب ن ثم ثلاثة معا : زكريا و يحيى و عيسى … لماذا لم يرسل الله رسولا بين موسى و عيسى لمدة 1300 سنة رغم ازدياد عدد الناس ؟
3 ـ لماذا أغلب قصص القرآن لا توجد في الانجيل و التوراة إنما توجد في القصص التي ألفها الشراح مثل قصة حرق إبراهيم و قصة موسى و الخضر و معجزات عيسى في صنع أشكال للطير من الطين و النفخ فيها فتطير … الخ .
4 ـ لماذا لا وجود تاريخي لكل شخصيات و احداث القصص القرىني لا إبراهيم و لا سليمان و لا أثر لملكه الذي لا ينبغي لأحد من العالمين فلا وجود لأثر مادي و لا في كتابات من عاصروه و رسائل الامبراطوريات المجاورة و لا و لا … الخ … و لا موسى و لا بني اسرائيل في مصر و لا غرق أي فرعون من فراعنة مصر (و هو حدث مهم جدا لا يمكن أن يهمله التاريخ المصري الذي دون أتفه الحوادث ، و كل فراعنة مصر تاريخهم محفوظ بتفاصيله).
5 ـ أيضا كل قصص القرآن و التوراة وردت كأساطير سومرية و بابلية و أشورية و أكادية و في الحضارة المصرية القديمة ، باختصار وردت في أساطير الحضارات القديمة كقصة الخلق و الطوفان …الخ . الدين لا يحتاج للعقل و لكنه يحتاج للتسليم و التصديق الذي يرثه الطفل من أبويه و مجتمعه فإن تخطى مرحلة الطفولة من غير تلقين للدين لن يسلم بحكاويه إلا بنسبة تقارب الصفر … لا تحاول زج العقل في أمور لا عقلانية … باقي التساؤلات أضعاف ما كُتب !
من الاخر كده كل من يبجث بهمة يجد ان جميع الاديان ماهى الا اديان بشرية ارضية والخالق لم يتحدث مع احد ولم اقل السماء لانه لاوجود لشئ اسمه السماء فالارض كرة معلقة فى الفضاء عندما تذهب الى كوكب اخر تكون هى سمائك وجميع كتب الاديان مليئة بالاخطاء العلمية والمبالغات فى الاساطير وتعبر عن ثقافة زمانها ثم لماذا جميع الرسل من منطقة الشرق الاوسط
أبسط أسئلة العقلانية :
1 ـ لماذا كل الرسل و قصص القرآن و الأحداث جاءت في مساحة صغيرة ربما أقل من نصف في المائة من مساحة اليابسة و لم يتم ذكر أي شيء عن بقية آسيا و لا أوربا و لا افريقيا و لا الأميركتين و لا استراليا ؟
2 ـ لماذا تم إرسال الرسل بصورة عشوائية لا تتناسب مع العلم الإلهي كما يصوره رجال الدين أي أنه تم إرسال ست رسل دفعة واحدة : إبراهيم و ابن أخيه لوط و ابنيه اسحاق و اسماعيل و حفيده يعقوب و ابن الحفيد يوسف و كذلك اثنين معا : داوود و سليمان ، ثم ثلاثة معا : موسى و هارون و شعيب ن ثم ثلاثة معا : زكريا و يحيى و عيسى … لماذا لم يرسل الله رسولا بين موسى و عيسى لمدة 1300 سنة رغم ازدياد عدد الناس ؟
3 ـ لماذا أغلب قصص القرآن لا توجد في الانجيل و التوراة إنما توجد في القصص التي ألفها الشراح مثل قصة حرق إبراهيم و قصة موسى و الخضر و معجزات عيسى في صنع أشكال للطير من الطين و النفخ فيها فتطير … الخ .
4 ـ لماذا لا وجود تاريخي لكل شخصيات و احداث القصص القرىني لا إبراهيم و لا سليمان و لا أثر لملكه الذي لا ينبغي لأحد من العالمين فلا وجود لأثر مادي و لا في كتابات من عاصروه و رسائل الامبراطوريات المجاورة و لا و لا … الخ … و لا موسى و لا بني اسرائيل في مصر و لا غرق أي فرعون من فراعنة مصر (و هو حدث مهم جدا لا يمكن أن يهمله التاريخ المصري الذي دون أتفه الحوادث ، و كل فراعنة مصر تاريخهم محفوظ بتفاصيله).
5 ـ أيضا كل قصص القرآن و التوراة وردت كأساطير سومرية و بابلية و أشورية و أكادية و في الحضارة المصرية القديمة ، باختصار وردت في أساطير الحضارات القديمة كقصة الخلق و الطوفان …الخ . الدين لا يحتاج للعقل و لكنه يحتاج للتسليم و التصديق الذي يرثه الطفل من أبويه و مجتمعه فإن تخطى مرحلة الطفولة من غير تلقين للدين لن يسلم بحكاويه إلا بنسبة تقارب الصفر … لا تحاول زج العقل في أمور لا عقلانية … باقي التساؤلات أضعاف ما كُتب !
من الاخر كده كل من يبجث بهمة يجد ان جميع الاديان ماهى الا اديان بشرية ارضية والخالق لم يتحدث مع احد ولم اقل السماء لانه لاوجود لشئ اسمه السماء فالارض كرة معلقة فى الفضاء عندما تذهب الى كوكب اخر تكون هى سمائك وجميع كتب الاديان مليئة بالاخطاء العلمية والمبالغات فى الاساطير وتعبر عن ثقافة زمانها ثم لماذا جميع الرسل من منطقة الشرق الاوسط
1-ما يقوله الاخ خالد عن أشخاص آخرين استخدموا الاعجاز العلمى خطا لا صلة له بهذا المبحث.
2- ما ذكره الاخ خالد عن ملك سليمان أوضح مثال على عدم فهم القرآن: ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى لا تعنى الكم بل الكيف..لا تعنى امبراطورية عظيمة مترامية الاطراف..واضح من القرآن الكريم أنه كان لسليمان سلطن على الجن و الطير و ملكات غير طبيعية..هذا ما نتحدث عنه ..كيف نفهم القرآن لا زغلول النجار و لا الزندانى..معظم التعليقات هنا off point.. و كلام عام و شخصى ..أرجو التركيز يا أحباب.
أستاذ حسين أحييك على علمك الموسوعى..نحن نتعلم منك
أضافة أخيرة
1-سيدنا آدم اصطفاه الله على العالمين و من ثم ذريته
2-معظم الرسل كانوا من ذريته و قد بعثوا فى مناطق نشوء الحضارة البشرية بين النهرين و مصر و حتى عندما علم سيمان عليه السلام بوجود مملكة متحضرة اوتيت من كل شئ اراد هدايتها للاسلام.
3-معظم الرسل كما اسلفت فى تعليق سابق كانوا استجابة لحاجات محددة فى مجتمعاتهم.
4-كثيرون يستغربون لماذا محمد رسول الله هو اخر رسول,الاجابة ان البشرية امتلكت معظم ادوات حضارتها بتلاقح الثقافات و اكتمال التجارب و قد ترك البشر امام مسؤوليتهم أمام الله و امام الطبيعة و هم مفتونون بعلمهم المحدود, و ليتهم يعقلون.
مافي شك أن تعليقات الأخ (خالد) في منتهى العقلانية الأمر الذي جعل الأخ
(صلاح فيصل) كثير التردد على البورد مع انه صاحب المقال!!
بالنسبة لقول (صلاح فيصل):
(كثيرون يستغربون لماذا محمد رسول الله هو آخر رسول)؟
لعل الإجابة على هذا السؤال جاءت في تعليق الأخ (خالد):
(تم إرسال ست رسل دفعة واحدة : إبراهيم و ابن أخيه لوط و ابنيه اسحاق و اسماعيل و حفيده يعقوب و ابن الحفيد يوسف و كذلك اثنين معا : داوود و سليمان ، ثم ثلاثة معا : موسى و هارون و شعيب ن ثم ثلاثة معا : زكريا و يحيى و عيسى)
(لماذا محمد رسول الله هو آخر رسول)؟
هل السبب في ذلك عدم وجود أبناء ذكور أو إخوان؟
1-ما يقوله الاخ خالد عن أشخاص آخرين استخدموا الاعجاز العلمى خطا لا صلة له بهذا المبحث.
2- ما ذكره الاخ خالد عن ملك سليمان أوضح مثال على عدم فهم القرآن: ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى لا تعنى الكم بل الكيف..لا تعنى امبراطورية عظيمة مترامية الاطراف..واضح من القرآن الكريم أنه كان لسليمان سلطن على الجن و الطير و ملكات غير طبيعية..هذا ما نتحدث عنه ..كيف نفهم القرآن لا زغلول النجار و لا الزندانى..معظم التعليقات هنا off point.. و كلام عام و شخصى ..أرجو التركيز يا أحباب.
أستاذ حسين أحييك على علمك الموسوعى..نحن نتعلم منك
أضافة أخيرة
1-سيدنا آدم اصطفاه الله على العالمين و من ثم ذريته
2-معظم الرسل كانوا من ذريته و قد بعثوا فى مناطق نشوء الحضارة البشرية بين النهرين و مصر و حتى عندما علم سيمان عليه السلام بوجود مملكة متحضرة اوتيت من كل شئ اراد هدايتها للاسلام.
3-معظم الرسل كما اسلفت فى تعليق سابق كانوا استجابة لحاجات محددة فى مجتمعاتهم.
4-كثيرون يستغربون لماذا محمد رسول الله هو اخر رسول,الاجابة ان البشرية امتلكت معظم ادوات حضارتها بتلاقح الثقافات و اكتمال التجارب و قد ترك البشر امام مسؤوليتهم أمام الله و امام الطبيعة و هم مفتونون بعلمهم المحدود, و ليتهم يعقلون.
مافي شك أن تعليقات الأخ (خالد) في منتهى العقلانية الأمر الذي جعل الأخ
(صلاح فيصل) كثير التردد على البورد مع انه صاحب المقال!!
بالنسبة لقول (صلاح فيصل):
(كثيرون يستغربون لماذا محمد رسول الله هو آخر رسول)؟
لعل الإجابة على هذا السؤال جاءت في تعليق الأخ (خالد):
(تم إرسال ست رسل دفعة واحدة : إبراهيم و ابن أخيه لوط و ابنيه اسحاق و اسماعيل و حفيده يعقوب و ابن الحفيد يوسف و كذلك اثنين معا : داوود و سليمان ، ثم ثلاثة معا : موسى و هارون و شعيب ن ثم ثلاثة معا : زكريا و يحيى و عيسى)
(لماذا محمد رسول الله هو آخر رسول)؟
هل السبب في ذلك عدم وجود أبناء ذكور أو إخوان؟